من جهه ثانية
ساري وهو ينتظر ماجد بسيارته وبيده جواله والغضب مسيطر عليه : يجي الرياض وهو مايشوف طريقه والا أنا اعرف كيف أكسر له ظهر وكيف أجيبه
على الطرف الثاني رد : زايد ماعاد له شيء يربطه بالرياض
ضحك ساري : له أشياء مو شيء واحد المهم لا ينتهي الشهر إلا و الخايب بأرض الرياض
قفل جواله وصعد ماجد هتف له : اليوم باخذك أنت وجود بنطلع لنا مكان تنبسط فيه أنت وهي
ماجد تهلل قلبه يحب اهتمامهم فيه نطق : وغزل ناخذها معنا ؟
ساري : ناخذها المهم يرتاح خاطرك ونسرقك قبل تظفر تمارا وتاخذك منا
ضحك ماجد وهو يرفع شعره عن عيونه وساري شعر براحة ورضا عن نفسه قدر يساهم ولو بشعور طفيف المهم يبتسم ماجد ويفرح قلبه ..
.
.
رجع ساري لبيتهم وقليل مايدخله بعد ماغابت أمه عن الدنيا كان يفضل خيمته وأرضه اليوم حزن ماجد أرغمه يرجع و يتفقد أحوال أهله بالذات جود
وصار يتوسط أرض الحوش ، جود بدراجه صغيره تلعب بشعرها اللي ماكان مرتب وشكلها كان مهمل وهذا الإهمال ضايق ساري وأخرج غضبه هو كان يخجل يرفع عينه بحضور صفية زوجة والده لكن شكل جود نساه كل شيء ورفع صوته بنبره أشعرت صفية انه بالفعل بموقف جاد ويستحق عقدة حاجبيه وشكله الغاضب بعد ماقال : أخبر أن الصغيرة بين أهلها وحتى الغريب لو ماكان له مكان يلقى له قلوب تحن وتعطف وينش عن ذا كله ياعمة ؟
صفية نزلت عينها وهو أكمل : تبقين أم وادري ان قلبش شالنا كلنا قبل حتى جود تفتح عيونها وتشوف الدنيا
قاطعته بوجه أحمر وقبل يكمل مصفوفة العتاب :ووينك من قبل وتشوف بعينك ؟ كنت أحفها حوف وكنت أغمض عليها عيوني وكنت أدسها حتى عن النسمة مير اليوم اليوم بس غفلت ونسيت أزينها لك تشوفها وهي مرتاحة بثياب تليق ببيت ضيف الله وترجع أنت تغيب أيام مثل قبل ، لا تعاتب وأنت ما تعرف شي يابن ضيف الله
هنا انتفض وصغرت نفسه بعيونه يوم غلط وأساء الظن يوم تسرع ورمى كلامه بوجهها
قرب منها وهو ينتفض : والله انش مجارة ياعمة مجارة من صوتي اللي رفعته وظني يوم خيبت ظن نفسي وظلمتش بظنوني، طالبش ياعمة السماح وقلبش بيرجع يشيل ساري بظنه الشين و بغلطاته
دنقت وهي مصدومة وودها تقرصه لأن انتفاضته وردة فعله بينت له غلاها وقدرها لكن ودها تبالغ ويتوب ويصحح نظراته السيئة
صدت وهي تقول : سامحتك بس قبل أسامحك أبغى اقرصك وتتوب
لفت لجود الصغيرة وهتفت بصوت عالي ؛ جود جود
قربت جود من الدكة وحملتها صفية وضعتها بحضن ساري وقالت : أبغى تذوق شوية من عنادها
وبالفعل كان بجنبها صندوق صغير فيه مشط وربطات صغيره رمته بجنبه وقالت : قدها الحينه في جوفك ( حضنك ) جرب تمسكها وجرب تمسك شعرها
نهضت وأكملت : بدخل أجيب قهوتنا
تورط ساري لأن جود صارت تتحرك وتتملص من حضنه وتنادي جدتها وهو متجاهل المهم يفوز وتسامحه عمته ، وبعد معركة مع شعرها استمرت دقائق قدر يجمعه فوق ويربطه بالربطه الناعمة تنفس بعد ما أنجز التحدي وضحك : باقي الطوق وقفي يابنية
رفع ثوبه وصار يركض وراها ، ضاعت هيبته بسبب هذه الصغيره ..
جود : لا جدة صفية تحطه أنت لا
ساري بعناد وهو يركض ويضحك : والله مايحطه أحد غيري حلفت وبالفعل مسكها وهي صارت تضحك رتب الطوق وانشرح صدره بعد مابان وجهها الصغير وجماله قبل خدها : الحينه صرتي شيخة الجميلات كلهم ماحد ينافس جود جود الأولى
رجعت صفية وفتحت فمها بصدمة كيف قدر يسيطر عليها لتنطق ويضحك من قلبه بعد كلمتها : بنحنطك عندنا في البيت تمشط شعرها كل يوم
نهض وضم عمته وقبل رأسها : أنتي تدرين وش أنتي بقلب ساري ، يكفي أني صرت أنافس مكانة عتيق وصارو ينادونا التوأم ماشالنا بطن وشالنا قلب واحد
رقت نظرتها : وأنت خابر وين أنت بس مدري وش جاك المهم اني رضيت لا تخاف
ضرب رأسه بخفه : نسيت الشي اللي جابني لكم اليوم ، بنطلع من بعد الظهر نطلع من المسيد ( المسجد ) انا وماجد وبنمركم تجهزو
خرج وبقيت العائلة تستعد لرحلة ساري ..
.
.
حسناء ..أبطيت يابن ضيف الله قالتها وكتفها اللي ماكان إلا جلد وعظم كان مكشوف لأن ثوب المستشفى واسع ظهرها للباب لكن وصلتها ريحة عطره اللي ميّزته بعد ماحفظته عن ظهر قلب
جلس على الكرسي ونطق : ثلاث أيام وانا اتلحف لحافش وأتظاهر بالنوم بس ماحد فتح الباب ولا واحد فيهم بان
همست له : لا تتعب نفسك تركض وترجع بنفس الدايرة مثل ماركضت قبلك سنين وسنين
بهمس موجوع رد : خلاص ننسى ؟
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...