246-252

284 8 0
                                    

🍄 246 ..

دغدغت روحه بعد ماطبعت قبلتها وبعد ما رسمت أجمل إبتسامة وبتعمد مستقصد من أجله هو ، فقط هو هتفت :ابوي عادك زعلان علي والا خلاص طاح الحطب ؟

أغمض عينه وهو قصده يتدلل ويختبر إصرارها لكن ضحكت من قلبها على محاولاته الفاشلة في التمنع لأنه إبتسم وهو يتظاهر بالنوم : حبيبي يابوي افتح عينك جعلني قبل ذا العين ، طلبتك يابوي ناظرني
فتح عينه ورفعت نفسها : أنت تعرفني طبعي شين من يومني صغيرة ولو أخطيت ماعترف بخطاي بس أخطيت يابوي وباخذ بخاطره و قدامك
تصلب قايد وهو يشاهدها تترجل عن برجها الخاص وتتنازل وتعلن إستسلامها ، يدرك السبب يدرك محاولاتها هذه ، يدرك أنها الآن وبداخلها تقاسي أشد أنواع الهزائم ، تقاسي طعنات دفنتها بإرداتها هي وجروح عميقة صنعت لها ضماد وغزلته من يديها من أجل إسترضاء والدها فقط ، تجاهلت حسرة قلبها وعتابها من قايد وكثير أشياء ، وقفت أمامه طوقته بيديها واللي تتراعد الآن من وقع الخسارة ومن وجعها همست له : دنق بحب خشمك قدام ابويه
همس بوجع : بس ملكة دخيلك بس
بغصة : دنق تكفى
نزل رأسه حبت خشمه ورفعت نفسها أكثر طبعت قبلة ثانية على راسه
: طاح الحطب يابويه أنا اللي دايم أصك الأبواب اللي يفتحها قايد أنا اللي دايم أدفن كل لحظة حلوة ويرجع يحاول وأرجع أخرب كل شيء بيديني
شبكت يدينها بأصابع يدينه : بس هو مستحملني على كثر عيوبي مستحمل زلاتي
نطق قايد وهو يسلك لبحة التأثر بعد ماتملكه الذهول وتملكته غصة الخسارة ، لأنه خسر أكثر من ملكة وهذا التنازل كان بالنسبة له بمثابة معركة جديدة خرج منها بجراح عميقة وآلام لاحصر لها لأنها إعتصرت قلبه بقبضتها نطق : وأنا ياخالي ملكة ماهي بأطيب مني لها اللي يعزها ويحشمها ولها الرضا والحق لو قصرت يديني
دنق وحب خشمها برضا وبطيب نفس لأنها مستحيل تكون أطيب منه ومستحيل تسبقه ، لأن قلبه دايم سباق وبأول الركب ، ونفس طريقتها طبع قبلة ثانية على رأسها إبتسم بمرارة : تساوينا
هزت رأسها بعد مالمع الدمع ، حاولت تخبي وجهها لأنها بأي لحظة ممكن تنفجر ولأنها غصت من هذا الكبت ، شاهدت ضحكه أبوها اللي غابت من أيام شاهدت علامات الرضا وحروف غابت وتخبت لكن قرأتها ، قرأت كل حرف توارى عنها ولهذا السبب قفزت مثل الملسوع للغرفة تقدر تنفجر براحة، أما قايد إعتصر قبضته وتقدم ناحية خاله ، رتب لحافه وقفل النور ، خرج لغرفته وقلبه وعقله هناك بجدران غرفتها اللي الآن تعيش معها شعورها بعد ما أعلنت خسارتها ، جدرانها الوحيدة اللي تسمع صوتها الآن لكن تبقى مثله عاجزة عن إحتضانها ..
.
.
لا إله إلا الله مايمدينا نتنفس إلا جت مصيبة ، تذكار وهي تشاهد العبوس اللي طغى على المكان ، إنقلب مخيمهم لفوضى من النظرات الغريبة ومن الأسرار ومن الدموع

هتاف تجمد وجهها ولفت جسدها بعبايتها ، خرجت جهة عتيق بملامحها الباهتة والكل صار على أعصابه ..
نطقت تمارا : عمي غالب خسر وقاعد يخسر وهتاف عرفت طرف خيط والله يستر
ردت غزل : وإذا عرفت مالها ذنب ترى عمي غالب متجمل ماضربوه على يدينه واجبروه
صفية بحدة : بس أنتي وهي ، غزل روحي شوفي لأختش أخاف تضيع ورى عنزها من يوم قامت وهي تراكض راها
تخصرت غزل بدلال : قولي ياجدة صفية انش مستحية تقولين جود تركض ورى غزل جايز لكم الاسم ادري
ضحكت جدتها : امشي امشي أختش اظن قدها في الوادي
ركضت غزل لتبقى تمارا : الحمدلله ماطول بكاها اللي شافها أمس بيقول ذي بتقعد تبكي طول العمر
شهقت صفية بجزع : بسم الله على قلبها بعمري أنا عنها
تذكار أكملت : الحمدلله انش رقدتي يا أمي وماشفتيها غير الصبح
صرخت غزل وهي تضحك وتلوح بالجوال : جاتني قيمة السلسال الضايع دبل
اشارت بأصابعها وهي تتراقص
جدي نادر
عمي جابر
عمي ساري
عمي عتيق
وجدي ضيف الله حطها بيدي
لوت تذكار فمها : وأنا لو أحفر جبال ساري برجولي وبيديني لو تغرق الجنوب كلها من دموعي ماحد عطاني لو نص هلله
: اللهم لاحسد
ساري رفع صوته من بعيد ردت عمته : تعال يمك ماحد هنا
دخل وهو يمسك جديلة غزل جلس وجلسها بجنبه لينطق : سمعت طاري هلله
تذكار غطت وجهها بطرف شالها
بطريقة تمثيلية : هاه كم تسوى ألف ؟ والا نزيد ونثقل الصيحة ؟
ضحك ساري من قلبه : أول تفقدي حساباتش يمكن ابو العيال مرسل شيء
صرخت لتقفز من مكانها لأنه حول نفس المبلغ اللي حوله لغزل ، ضمته وهي تضحك وهو يدفعها بصوت مكتوم : ابعدو القرد ذا مني

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن