فزت حرير من مكانها وهي تمتر الصالة بقهر وغضب تمارا وقفت بالقرب منها وقوتها على وشك تخونها لكن استقرت كف حرير على خدها وصدى صوت الصفعة كان بقلبها ليستيقظ من سباته بعد مافات الأوان لتقترب حرير أكثر ضمتها لحضنها وهي تبكي : وش سويتي تكفين وش سويتي
تمارا وهي تهتز بحضنها ابتلعت انهيارها ودموعها والحروف اللي ممكن تبرر موقفها ابتلعتها هي ايضاً كانت صامدة صامته وبالرغم من حجم الكارثة كان شكلها يناقض نيران صدرها المشتعلة لكن إنهيار حرير كان بالنيابة عن كل مشاعرها
.عتيق تحرر من قيود نظرات هتاف المعاتبة وملامحها المنهكة والتي تجبره على الهروب دائماً الهروب للقصاصات للفواصل للنقاط بأواخر السطور لكل حرف إهداء إنصاغ بأول الكتب حتى الفهارس كان يهرب إليها المهم ينجو من قلبه !
جمع أوراقه الجديدة والبالية وكم كتاب اغلق عليهم داخل حقيبته دس وردة يابسة كان محتفظ بها من مدة كانت فاصل بين نصين النص الأول
مختصر وقصير جداً كان مذيل بعبارة يبدو ان كاتبها كان مجهد من الوقوف أمام الأبواب المغلقه ..
( كلما شرعت أبواب الحب أوصدتها أيدي الغياب )
اما النص الآخر كان مذيل بحروف مشابهه لأحرف الغياب ويبدو انه وصل للحل كان الهروب بعد ماكتب
( استدار بلاموعد !)
دس تلك الوردة داخل الحقيبه بين كتبه جمع بقية اشيائه قرر يغير مكانه بعد ماطبعت هتاف ذكريات قصيرة وحتى لو كانت قصيرة ولا تذكر يريد النجاة منها ..
مر اسبوع بعد آخر لقاء تركها بأرض الجنوب وعاد لأرضه التي يجد فيها استقرار قلبه دائماً ..
اما هتاف وصلت لبيتها وأرضها وقمصان المطبخ والدكة وسطح بنات ابو سعيد المكان المفضل دائماً وبنيات القرية وليالي الأنس بعيداً عن عتيق وصدوده وإنتظاره ...غزل : كيف شفتي الرياض ؟
هتاف وهي تلف ورق عنب بإندماج : عادي انبسطت غيرت جو تمنيت اصادف البنات هناك بس ماكان في وقت
غزل وهي متلحفه بطانية بسبب المطر الكثيف والدكة كانت باردة بالرغم من وجود شبة النار : ايوه كملي
هتاف وهي ترص الورق الملفوف بالقدر : قلت عادي ، اسمعي اخلص اللي بيدي وانتي تكلمين البنات بس يخف المطر نلتقي بالسطح اشتقت لهم خصوصاً رقية
غزل : مافيني والله خليها يوم ثاني بردانة وفيني نوم الدنيا
هتاف : نعععععم ؟ والعلف اللي بالقدر من بياكله ؟ والله ان تقومين بعدين ماقلتي تبغين البتول تجي وتتعرف على طقوس الرقص حقتنا خلاص فرصتها هيا قومي خلصيني
غزل وهي تضحك : وملكة العروس ماودش نضمها لسهرة اليوم ؟ ننقذها شوية المسكينة تخللت ببيت الزوجية والعريس مو ناوي يعتقها
هتاف وهي منسجمة باللف : خليها تنبسط تحلل الأيام الأولى كذا والا كذا ابوها جاي بعد يومين
غزل : ماشاء الله الأخبار كلها عندش
هتاف قاطعتها : سمعت عتيق يكلم قايد وهو يحكيه عن رحلة عمه اللي تأجلت لأنه تعب فجأة
غزل غطت وجهها بالبطانية : ياكثر هرجش واضح كنتي متحنطة بين اربع جدران ...
.
.
البتول أصرت على البنات يقبلون عزيمة التعارف ببيت الأم راوية بعد ماتأجلت سهرة الأمس بسبب المطر قررت بسيارة قايد تخرج لمحافظة صغيرة تبعد عن القرية مسافة ليست بالطويلة تريد شراء لوازم السهرة أصرت تخرج أكثر ولسبب ما تركها قايد براحتها يعرف اخته ويعرف جسارتها واعتمادها على نفسها سلمها المفتاح بدون تردد
وهاهي الآن عائدة بعد ماحملت السيارة بأكياس لسهرة الرقص لكن لفتتها الصدفة الجديدة ، غالب !
كان واقف وسط الطريق الفاصل بين القرية والطريق الثاني الموصل لمكانه البعيد العجيب انها صارت تلتقي فيه أكثر أي شخص ثاني داهمتها ضحكة بدون شعور خرجت منها : ثاااااني !اليوم قررت تصير ضده تعطلت بنصف الطريق ومكانه بعيد ومرهق بعد ماوصل دفعة من العسل لبعض المحافظات والقرى مضى نصف يوم وهو يتنقل بلا توقف متعب وبطنه فاضي وهذه تضحك أمامه بميوعه يمقتها
غالب وغضبه غلبه بهذه اللحظة وسيارته الوفية اليوم قررت تصير ضده تعطلت بنصف الطريق ومكانه بعيد ومرهق بعد ماوصل دفعة من العسل لبعض المحافظات والقرى مضى نصف يوم وهو يتنقل بلا توقف متعب وبطنه فاضي وهذه تضحك أمامه بميوعه يمقتها : توكلي من هنا قبل اطلع شياطين المغرب كلها بظهرش
البتول براحة مدت له قاروة ماء : اشرب و روق
نفضها من يدها وهي انصدمت من رعونته وتعامله والموقف مايستاهل
: تعوذ من الشيطان وإذا على السيارة خذ
رمت المفتاح عند ارجله لتنطق : باخذ كم كيس هنا وانت روح الله يستر عليك
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...