لينتهي الهطل بعد ماإستشعرت كفوف أخرى تعانقها من الخلف لم تستغرق الكثير من الوقت اللمسة لمسة ماجد تحمل روحه ورائحته نهضت من مكانها كورت يدها وصارت تضرب كتفه صغرت عيونها من كثر البكاء : قول ان هذا مو عقاب ولا انتقام قول اي شيء والا اقول خلاص نظرتك تسد (تكفي ) مابغى اسمع صوتك شدت طرف عبائتها وتحركت مثل الاعصار وماجد عينه بالأرض وهو ايضاً ترك العنان لدموعه ولكن هذه المرة لأجلها
وصلت للبيت وماجد خلفها وصل بدبابه
فتحت الباب وتجاهلت ركضات الصغيرة الملهوفة دخلت للداخل ليستقبل ماجد لهفة اخته حملها وهو يقول : ماما زعلانة
جابر اقترب منه وهو يضحك : امك غريبة غريبة خوفها عليك تبالغ فيه واذا خافت بكت ولأنك بكيتها من الخوف تضربك رجع يضحك ليبتسم ماجد بحب وحنين : لأنها أم لا لأنها أمي صحيح اني زعلان وقلت لها كلام ماله داعي لكن بكون جاحد فضل ربي لو انكرت انها كانت هي أمي
جابر وهو مندهش من طريقة تعبيره ضرب كتفه : وباقية أمك ماراحت موجودة ليه تقول كانت
تقوس فم ماجد : لأني قلت لها انتي ميتة حسيت اني يتيم من يومها ، اللي ماتعرفه عن أمي كثير وكثير ، أمي هي الحياة اللي كل يوم تغرس بداخلك درس وتبقى حافظه طول حياتك وماتنساه أمي هي الكلمات اللي اسمعها بكل مكان ما ابالغ لكن كل كلمة سمعتها عن الأم هي بالأصل كانت المقصودة فيها أمي
ضم كتف هذا الشاب الصغير اللي ماوصل للعشرين وهذا منطوقه صار يتكلم عن حسنائه بفخر وتباهي وحب عظيم صار يكلمه عن بطولاتها ومعاركها مع الحياة من أجله وقف به الحديث عند دولاب ملابسها وعاودته العبرة من جديد لاحظ جابر لكن صمت وهو مندمج مع حديثه عن ملهمته ؛ أمي ماعمري شفتها لابسة فستان ولا حتى ثوب غالي ثيابها محدودة وماعندها ذهب ماشالت يدها قطعة ذهب من فتحت عيني وميزتها مسح دمعة تمردت واخته غافية بحضنه شد من احتضانها وهنا الغصة هي من تسللت لقلب هذا المتفرج ليبتسم له : لاتبكي يابوي ما يصلح تشيل هم فوق عمرك واكبر منه
هز ماجد رأسه : حسناء كفوفها تسبق الهم تمسكه بيديها وتلمه لصدرها ولا يمس قلبي لكن أمي يوم صدت كل شي اختلف بقلبي
نزلت حسناء وقطعت حديثهم جلست مقابل ولدها وبجنب جابر تماماً : لو شفتهم يرموني بحذيانهم تسكت ولا تقول حرف مابغى فزعة توجع قلبك ادري فيهم مايخلونك ادري ان بكرة ابو خويك ذا بيوقف عند الباب و بيقول اشياء سمعتها من قبل وبلعتها بس ماظن بكره اقدر ابلعها
اقتربت وهي تمسح جرحه الصغير اللي كان فوق حاجبه بالضبط مسحته بأصابعها البارده : يعورك ماما ؟
لمعت عينه وهز رأسه بصمت كان يقصد جرح قلبه وهي وصلها كل الحكي مسحت عليه من جديد ودمعت عينها : جعله بروحي
اكتفت بهذي الكلمتين وحملت جود من حضنه واختفت من المكان وهو عينه بالأرض والهطل عاد وبلل ثيابه وده انه بحضنها وده انها احتوته اكثر لم يرتوي وهذا الجفاء يوجع كثير هنا جابر فضل ينسحب بعد ما زرعت حسناء بداخله استفهامات جديدة ..
.
.
ملكة وقايد ..
كيف كانت سهرتكم أمس ؟
ملكة وهي تقلب البيض : تجنن انبسطت معهم خفيفات نفس
حاوطها بيدينه وهي بدت تخجل وتتوتر : زعلان من البتول إلا حقدت عليها جاية من مكة مخصوص عشان تخرب كل شي
ضحكت من تذمره : إلا قول جاية من مكة مخصوص عشان تبسطني
همس بإذنها وهي ارتجفت : حددي تبسطك والا تنقذك ؟ اخاف اني قاعد على قلبك عريس وغثيث
هنا ماتحملت ضحكت من قلبها وهو مرر انفه ودس وجهه بشعرها وهي تصلبت بمكانها : قايد اشغلتني من الصبح وانت لاصق فيني ابغى اخلص قبل يوصلون ابوي وعمي
بعناد شدها اكثر : ماسك يدك أنا ؟
استدارت بوجهها الأحمر من الخجل ناحيته : وتسأل باقي ؟ انت مقيدني تقييد اللي بيجي ابوي ليه متوتر وقلقان من رجعته ؟
هنا افلتها ومسح وجهه لاحظت انه بالفعل متخوف من عودة والدها متأكد انها تخفي قرار ورجعة ابوها ممكن تزيد من رغبتها وإصرارها لذا قال : ملكة انا فاهم وعارف من قبل ما ندخل البيت ذا ونصير تحت سقف واحد عارف انهم ماعطوك فرصة ولا خيار ثاني عارف بعد اني ممكن أكون واحد منهم اللي تظنين انهم سبب بكل شي
ملكة وحدة التوتر زادت وبانت على ملامحها : مافهمت وش الشيء ذا اللي انت تقصده ومنهم الاشخاص اللي تقصدهم
هنا ابتسم ابتسامة مريحة بدلت توترها وبدلت انزعاجها لحالة سلام دائماً تحضر في وجوده : مدري الظاهر اني صدق متوتر وقمت اخربها بالكلام ..
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...