وقفت أمام المرآه تأملت نفسها وهي تتراقص بسعادة : حتى الأعياد اللي مرت مامرت بذا السعد اللي احس به الحين
عتيق : وغيره ؟
انشدت لنبرته واكملت بضحكة : ماعرف اوصف شعوري ماعمري وصفت شعوري ماعرف اوصف اللحظة ماذكر اني وصفت شيء وتعمقت فيه طول عمري اركض ومشغولة !
انقبض وجهه من كلماتها العفوية نزلت لتلتقط حذائها نطق بتهكم : لا تلبسين كعب أخاف تصافحين غيمه يمكن تمطر بعد مايمدي ترقصون ياحبكم للرقص !
ضحكت بشقاوة : وليه تمطر متفائل بلمسة يديني ومحسن الظن يمكن لو صافحت السما اصابعي وبالغلط لمست القمر يمكن يغيب نوره ليه ماقلت كذا ؟
عتيق بمراوغة : يمكن كل شيء وارد ..
خرجت وهي منصدمة ماعارض ولا وقف أمام خروجها للحياة مثل كل مرة !
وش جاه نايم تسع سنين وتوه يصحى ؟
قبل تخرج مع باب الحوش وصلها صوته ماعمره نطق بإسمها ولا تعرف نغمة حروف اسمها من فمه ماعمره نطقه حتى بالغلط كان يناديها بأأ وهي تعرف انه يقصدها والكل صار يعرف انه يقصدها وبالفعل سمعته وهو يقول أ أ
هتاف : تبغى شي قبل اروح جهزت العشا على طاولة المطبخ وحطيت لك قهوة ومعمول بغرفة الكتب وجاكيتك الأسود طويته على المكتب عشان تشوفه
اقترب منها وتوترها زاد فتح ازارير عبايتها شد فستانها فتحت فمها وهي تسمع صوت القماش يتمزق فتحت فمها وهي تشاهد نظرات السخرية قال بتهكم : امممم قولي وانا طالعة للسطح نشب كتفي بالباب وتمزق فستاني والا عادي قولي لمسات عتيق وكل واحد وفهمه !
تسلق الإحمرار لخديها هو خمن انه خجل لكن لم يدرك انه قهر وغضب من استحقاره لها دايم يحطها بمواقف سيئة تجبر الغير يرحمها ويشفق عليها
هزت رأسها لتنطق بصوت راجف : بقول عتيق ذاب وذوبه الأحمر بس تدري ماتوقع أحد يصدق اني املك كل هالإغواء بس يمكن الليلة تضبط وتمطر هالغيمة !
خرجت بسرعة وهو صد يمسح وجهه دايم يظن انها جاهلة لكن تصدمه بردودها وتصدمه أكثر بمقاومتها راح للمطبخ وهو لم يندم على تصرفاته ولا على رعونته تسع سنوات عجاف بالقرب منها ولازالت حياته معها تمر برتابة ثقيلة جداً على قلبه
•أطراف قرية ساري
عند ساري وضيفته الثقيلة ..
هو تسمر وانتظرها لساعات انتصف الليل وهي لم تفي بوعدها لم تخرج وتخرج معها حكايتها الغامضة ..
نهض للخيمة لكن تراجع بحده وهو يسمع همسها : حامل منه حامل اظلمت الدنيا بعيني مخنوقة ياسهى مخنوقة اهله بيقلبون الدنيا عشان يلاقوني تعبت من الهروب
وضعي الحين اقدر اقول عنه زين بس بعدين ماعرف وش بيصير سهى بقفل ولاتتصلين على هالخط بمسح رقمك ارسلت لك كل شيء ومثل ما اتفقنا قبل تمام ؟
مسحت الرسائل ومسحت الرقم رمت الهاتف وتمددت وهي تتظاهر بالنوممسح وجهه بضيق
هربت لأنها حامل ! لكن حامل من مين تأكد انه بورطة ووجودها هنا سيكلفه الكثير لكنه لم يدرك بعد خطط رهاف !
•قرية ساري
سطح بنات ابو سعيد
حفصة بصوت صاخب : ماحسبت نامت والله كني امها كل شوي اراقب رموشها ترف والا لا
ضحكت غزل : المهم نامت لاتناشبنا على جلستنا
حفصة : يالله بنات نبي نطيح هموم عشر سنين قدام وعشر سنين راحت
ضحكت هتاف بإستخفاف : ليت والله اللي بقلوبنا ينتثر من رقصة كنت خضيت جنوبي كل يوم
قهقهت حفصة وقالت : لو سمعتش رقية بس
هتاف بحب : ياحبيبتي هي والله انها ملح الدنيا
غزل بضحكة : مانختلف انها تنحب بس بأوقات طربنا تغث وتخرب اللحظات ماعلينا ارقصي انتي وهي ..
بدت الرقصات والضحكات صوتها بدى يعلى لكن فجأة !
سقطت هتاف من طولها بطريقة صادمة مؤذية جداً ارتفعت الصرخات وانقطع صوت الطرب ركضت غزل وهي ترفع رأسها : نادو عتيق عمي عتيق
حفصة نزلت للأسفل بخطوات لم تشعر بها اقتحمت بيت ضيف الله وهي تبكي ليركض الكل ناحية بيت ابو سعيد حيث هتاف ..
حملها عتيق وهي فاقدة للوعي جلس على الدكة ومددها وضع رأسها على رجله نطق بذعر : من متى كم صار لها
غزل ببكاء : دقايق بس
عتيق : تمام همس وهو معتاد على اوضاعها هذي هي نادرة لكن اعتاد على التصرف مع فقدانها للوعي بإستثناء حالاتها الأخرى
هتاف هتاف ماكان يناديها إلا بلحظات تكون فيها غايبة عن الدنيا
هتاف انا هنا عتيق تسمعيني
حضر أديب العائد من رحلته رمى حقائبه وهو يركض ركضت غزل ناحيته وهي تبكي : رجعت لحالها القديم رجع لها الحال الشين بنفقدها لفترة طويلة
احتضن هذيانها وقال : بترجع بترجع
غزل تناست تلاعبها وغيرتها وتعمدها لإستفزازه بهذي اللحظة وحالة هتاف افقدتهم صوابهم ..
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...