وانقضت ليلتها الجديدة بعدما ارتبط اسمها بمانع انقضت وهي ترقص ، أما ساري رجع من نفس الطريق خالي الوفاض وقلبه خالي منها ودعته وخرجت لحياتها الجديدة وهو بسذاجة بنى لها داخله صرح قرر يضمها فيه ويحميها، لقى نفسه يعبث بنفسه ويعبث بقلبه ، قرر يهدم الصرح ويرجع لأعماله ويمحي مشاعر الحب اللي ماتليق فيه ..
.
.
هتاف تقلب أوراق كتاب قديم بسرحان وكأن الصفحة فارغة لأن أفكارها متشابكة ومافي شيء ثاني يشغلها عنها حتى حروف عتيق !
خايفة من الخطوة الجديدة خايف تفاتحه بالفراق الثمن قربه هي متلهفة للقرب لكن قبل تحطه شرط القرب لو صار الآن بتخسر محاولاتها في جمع السنين اللي أهدرتها وهي معه وهي قريبة بعيدة وهو يستخدمها لتدليل مزاجه بينما قلبه خالي منهاعقدت حاجبيها وهي تقلب القصاصة الصغيرة بكفها كانت قصاصة لنص مبتورة أحرفه لكن مذيل حروفه بإسمها !
إعتلت الدهشة ملامحها وضمت الأوراق وهي تتلفت بقوة خايفة يداهمها عتيق بهذه اللحظة مستحيل تضمن ردة فعلها بهذه اللحظة ، ممكن تتخطى مطالب ذاتها وتزج بنفسها وبأشواقها المخباه داخل حضنه المتعطش للقرب فتحت صفحة أخرى لتجد نص آخر ذيل النهاية بحروف إسمها وكأنه يكفر عن السنوات اللي بخل بحروفه والآن الآن وقت الهجر جادت نفسه وصار ينطقه بتجرد لكن لم يعد يغريها !في الجهه الأخرى غزل تقلب بكفها جهاز سهم وهي تشعر بخجل من نفسها ومن خطوتها هذه قررت تتطفل على أسراره وتفتحها وبالفعل وجدت نفسها داخل مذكّراته !
انغمست بدون شعور لأول أحرف مذكراته ..
.
كنت أظن أنني ولدت من رحم لا وجود له ، غصن زائد قص من شجرة وحيدة ، كنت ولازلت مقر بأنني زائد على الأشياء ، ثقيل في الأطراف يملأ الزوايا يفسد ترتيبها ، بعد ماخرجت من الميتم كان الشخص المدعو بوالدي يحاول خلق إنتباهه يشعرني بوجوده ، بعد مافشل في إحتضان يدي المفلوتة منذ ولادتي ، بعد مافشل في ترتيب فوضى أصابعي ، دائماً أشعر بإختلافها لأنها جذور لم تُسقى ولأنها على حافة مهلكة ، كنت أشعر دائماً أنها شيء زائد ، غريبة عن الأطراف التي أراها ربما لأنها بقيت لسنوات عالقة في المنتصف لم يلمسها أحد ليأتي الشخص المدعو والدي ليمسك بأطرافي المتيبسة ليخبرني أنه أصبح لدي عائلة وأخوة وبيت وقبيلة وسيارة ومدينة صغيرة تضم أحلامي الضائعة وأم بديلة للشجرة التي قصصت منها أصبحت في المقعد الخلفي بجانبه تماماً أقصد الشخص المدعو بوالدي ، الهوا والسماء والزحام والسيارة وكل هذه الأشياء بدت لعيني غريبة كل الأشياء القديمة التي كبرت بجانبي ذهبت في غضون غمضة ، سريري المتهالك صورتي القبيحة المركونة بجانب السرير ، الغرفة المزدحمة بروائح أخوتي المقصوصة أغصانهم من أشجار مختلفة أسمر أشقر أبيض ، روائح مختلطة ، كلنا أسقونا بماء واحد بهواء واحد بطعام لم يختلف لونه ولا رائحته منذ ميزنا طعم الأشياء ولونها ، سراويلنا القصيرة معلّقة بجانب الشباك العريض مقابلة للشمس بينما أطرافنا المتيبسة لم تقف تحت الضوء مذ ميزنا حلاوة اللحظة وطراوة الأشياء ، كنا نشاهد من بعيد نكتفي بالنظر وهذا فائض على نصيبنا من المتعة لأن النظر محسوب ، حتى أنصاف الثواني محسوبة ، نستيقظ في وقت واحد ننام في وقت واحد وقد نبكي معاً أحياناً في وقت واحد ، يبدو أننا لم نتعرف على الأشياء المبكية في الخارج فقط يبكينا صوت الجرس المزعج !
نزلت مع الشخص المدعو بوالدي وأول مكان سقطت عيني عليه بعد مزرعتنا المتيبسة أطرافها بعد وجوه أخوتي من الماء وجدت نفسي في قرية هنا بكيت ولأول مرة بمفردي بدون أخوتي بكيت وهذه المرة لسبب آخر لم يبكيني صوت الجرس اأكتني الوجوه الجديدة طمست ملامحي بين طيات ثوب الشخص المدعو بوالدي ليدفعني وهو غاضب لأسمع صوته ولأول مرة : سهم ولد عيب الحركات اللي تسويها أنت رجال !غزل
غزل
اقفلت الجوال بسرعة ابتلعت ريق التوتر وقفزت ناحية جدتها
•
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
قصص عامة.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...