عاش على رغبة الترقب وتخيل لو بالفعل كانت حامل يالله كيف منع نفسه من لذة الترقب سنين طوال ! كيف حارب فكرة الإنجاب وكيف كان لها ند والآن يحارب فكرة مستحيلة لن تحصل في الوقت الحالي يبدو انها عقوبة الرفض بعد مضي سنواتهم التسع استوعب
هتاف في الإنتظار تنتظر نتائج الفحص تراقب هذه الصغيرة محتضنه صغيره أخرى في لفة وردية ، لاحظت محاولاتها الفاشلة وهي تحاول تحتوي صوت البكاء العالي تحضنها وتهزها وتمتر المكان ذهاب وإياب لكن الطفلة تبكي بكاء مبحوح ، يبدو انها قضت ليلتها الماضية وهي تبكي ، بسرعة فزت ناحيتها مدت يديها وبسرعة تراجعت وحضنت كفوفها بأي حق تتدخل للإنقاذ بأي صفة ؟ جلست على الكرسي رجعت ترمق محاولاتها من بعيد لاحظت إضطراب الأم صارت على وشك الإنهيار ، دخلت الممرضة وأشارت لغرفة الطوارئ وهتاف تراقب بعينها بسرعة فزت للغرفة والفضول يدفعها تحفزت عندها الرغبة في فعل أي شيء يمكن ينقذ هذه الصغيرة العالقة ، طرقت الباب لفت رهاف من خلف الستار بوجهها المرهق وقالت : سمي بغيتي شيء ؟
بالرغم من رغبتها الشديدة في إستخراج دموعها المكبوته إلا أنها قاومت في اللحظة الأخيرة ردت هتاف : اقدر اساعدش بغيتي شيء ؟ لاحظت انش وحيدة قلت اسوي اللي علي
تقوس فم رهاف وهي تدافع ثقل العبرات هتفت : خايفة خايفة وحيل ،
سكتت لثواني ، رجعت ترفع رأسها نطقت بشي بعيد بعيد عن وضعها الحالي يبدو انها اختنقت وقررت تبوح بمكنونها لشخص تجهله : ماعشت أحلام البنات اللي يقولون عنها أحلام وردية عشت كوابيس تزوجت بعمر ال١٧ ومن وقتها أنا ولا شيء
صوت بكاء أمان وصوت زفرات رهاف غزى السكون صوتين في غاية الوجع
رهاف وجدتها فرصة تخرج بثقوبها أمام شخص غريب الفضفضة هنا مثل الحديث مع حائط بمجرد ماتنتهي اللحظة ينتهي كل شي لكن هتاف إقتربت لم تنتهي اللحظة حملت الطفلة وهزتها سكن القليل من بكائها لتجد رهاف فرصة لها هي بعد ماحضرت الممرضة وصارت تسعف الصغيرة قالت : بروح الحمامقفلت رهاف بالمفتاح مرتين ، إعتصرت فكها بكفوفها وهي تخبي شهقاتها ، ضمت نفسها وبكت بكت بكت ، بعد مافرغت دموعها أخرجت مناديل ومسحت وجهها لتخرج حقيبة المكياج مررت الفرشاة على وجهها الباكي وهي تخفي معالم الحاجة والخوف والمرارة حتى ثقوبها قدرت تخفيها بتمرس إعتادت عليه من مدة ، أثقلت زينة عيونها وخرجت لتجد أثر فقط ، هتاف خرجت من مدة لا تدري لما انقبض قلبها الآن ! خمنت أنه شعور مثل مشاعرها المعتادة وقررت تبقى بجانب صغيرتها بإنتعاش مزيف لا أكثر ،،
جهة هتاف بعد ماركبت السيارة لفت لعتيق اللي على وجهه علامات قلق وترقب لم تشاهدها من قبل قال وهو يحضن يدها : كيف صرتي الحين ؟
لاحظ انها مضطربة قالت : التهاب بسيط
بسلاسة حكت له عن موقف المستشفى لاحظ عتيق انها متحسفة كيف تركت أنثى ضعيفة كانت محتاجة وقفتها نطق : أنتي سمعتي وأحياناً السماع يكفي تأكدي أنش شاركتيها سر يمكن ما اعترفت فيه لأحد من قبل قاطعته وهي تضحك بحلاوة :قبل تمسك خط بفلسفة الكتّاب مر أي محل خاطري أرجع لها بقهوة وشي يونسها يمكن ينجبر خاطرها لو بلفتة بسيطة
طالت نظراته وهو يمسحها بحب كبير ، تأكد أنه فوت على نفسه مواقف كبيرة والسبب قناعة وقفت حاجز بينه وبين قلبه لسنوات ، لبى رغبتها ورجع من نفس الطريق ، قهوة وحلويات وفطاير حملتها برغبة ملحه من نفسها لتلك الصغيرة اللي بسبب كلمتين ماقدرت تخرجها عن بالها وقلبها طرقت الباب وتعجبت ! متزينة بين جدران المستشفى ! تخطت مخاوفها وصوت بكاء صغيرتها ورائحة المعقمات الخانقة تخطت كل شيء ورسمت بفرشاتها زينة منعشة تجاوزت إختناقها وتنفست حمرة زهرية ! ، مسحت دموعها بقلم الكحل، يبدو أن حزنها باهي وأنثوي فوق اللازم هتفت : جبت لش شي تروقين عليه بالعافية
لم تمهلها للرد إنسحبت بسرعة وخلفها رهاف مدت يديها ولأول مرة تزاحمها رغبة تجاه شخص غريب لأول مرة تتمنى تعانق شخص تجهله !
.
.
خالي مانع ماما تقول عروستك بحضنها عروسة صغيرة وينها ؟
مانع منشغل برسائل أصحابه في الإستراحة نطقت لطيفة : مانع جاوب فضول الصغيرة من الصبح تناديك وأنت ساكت
لف للمى إبنة لطيفة بعمر ١٠ سنوات ، تأفف والجو هذا ماهو جوه يختنق منه كثير ، رد رد مقتضب :صح صح عروسة بنص عقل حتى وهي بممرات الدكتور تتزين !
: يعني أيش
رد بسخرية : يعني ياخالي خالك أخذ لك بزر وابتلش ، عليه العوض
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...