حضر نادر وانقذه لأنهم كانو يضحكون من قلب وبمجرد حضور والدهم توقف الضحك ليقبل أديب خشمه : الله يجعلني فدا لذا الوجه اللي انقذني ابوك مستقعد لي من الصبح تراني في وجهك منه تكفى يابوي
نادر وهو يضحك مسك رآس أديب وحب خشمه : وصلت والله انك في وجهي بس اهجد جدك شوي ويجيب حبل ويوثقك برجله
عتيق وهو يضحك أديب عرف سبب ضحكته : ايه اضحك والله اني رادها بس انتظر الوقت المناسب تخيلتني مربوط بحبل وجدي كل مامشى خطوة يمعط جنبي حسبي الله عليك تخيلت وعشت جو
زاوية عتيق واخوانه كانت مشتعلة بالضحكات وكان سيدها أديب بعد العرضة صار مزاجه فوق ونقل سعادته لجده ووالده وأخوانه ..انتهى زواج الرجال مع أذان المغرب تفرقت الصفوف والأغلب رجع بيته
عتيق دخل من باب غرفته وهو مصدع ومتأكد ان هتاف بغيابه جهزت معموله وقهوته لكن لفته شيء آخر هتاف لم تخرج بعد كانت جالسة على الكرسي مقابل المرآة بوضع غريب محتضنه يديها وترجف بسرعة تجاهل كل شيء واقترب ناحيتها نزل على الأرض وقال بخوف : ليه مارحتي معهم
هتاف : عتيق بردانة بردانة غطني بأي شيء تكفى انتفض وفز من مكانه بسرعة البرق حمل لحاف السرير وغطاها ولازالت ترجف بوضع مريب : مادري وش جاني فجأة حسيت بقشعريرة وبرد فجأة بردت رجولي ماصرت احس فيها صارت تصدر اصوات بسبب رجفة البرد الغريبة وهو يرجف من رجفتها
سمعتي شي صار شي ليه فجأة قلب حالك
بكت والدموع افسدت زينة وجهها : قلت فجأة ماراح البرد قاعد يزيد رفعها من الكرسي وصار يحركها وهي ماتحس بالدنيا غابت عن التفكير بسبب حالتها اللي تعاودها بصور غريبة ومخيفة ضمها لصدره بعد ما اسقطت اللحاف رجفتها : بموت من البرد خايفة عتيق
همس بحنان دايم يحضر بأوضاعها هذي : أنا هنا لاتخافين
شدت من احتضانه هي وهو بالكاد رفع جواله ارسل لساري يبقى بالبيت لو اشتد وضعها بأي وقت يكون متواجد وينقذ الوضع ..
مرت دقائق هدأت رجفتها داهمه النوم وهي حاولت تغفى وفشلت اما ساري بعد ماشعر ان الوضع صار مستقر خرج من البيت ..فز عتيق من السرير وعينه تدور في المكان الخالي من أثرها فز ولوهله حس انه انضرب على راسه وغفى بدون لايدرك شيء كان يتحكم بغفواته كان يحسب حساب الدقيقة من نومه ونصف الدقيقة كيف فقد السيطرة على نفسه وغفل عنها ونام ؟
بخطوات متسارعة بيد ترجف وريق جاف نزل من غرفته ركض للمطبخ وجْهَتها اللي تعشقها كانت خالية منها سقطت نظرته المتوترة على الصينية البيضاء وبقايا لمساتها الواضحة وعبثها الناعم أكيد كانت تفكر فيه وكيف تدلل مزاجه أكيد كانت تفكر بسهرته بين أوراقه ضرب الباب بحدة وركض للدكة خالية تماماً الشيء اللي للتو استوعبه المطر الخفيف اللي بلل كمه خاف ينقطع النور وتعود لإنهيارها وقف بنصف المكان وهو يستوعب هتاف والرقص وجمعات البنيات والمناسبات الصاخبة هنا تأكد انها أعادت زينتها وذهبت للعرس بحكم ان البيت يبعد خطوات عنهم لكن كان وضعها سيء شد رأسه بعد ماتلاطمت أفكاره واحتار لكن قطع حيرته وهو يتصل بغزل وصله صوتها الصاخب بعد ما اندفع صوت الموسيقى ليسابق نبرتها : عمي ما اسمعك صبر اخرج من المكان بس
غزالة غزالة عمي هتاف تأخرت الكل وصل للعرس وهي باقي !
بردت يدينه واطرافه تخدرت : وش تقولين نمت وفتحت عيوني وماهي حولي قلت أكيد طلعت عندكم غزل تأكدي يمكن المكان زحمة وماشفتيها
ارتجفت والتوتر انتقل لها : طيب خلك معاي لا تقفل
صارت تبحث بعيونها عن نصف نظره أو حتى لمحة تشابهها لكن العرس خالي منها خرجت للحوش ويدها ترجف رفعت عينها للسما بذهول والمطر زادت كثافته والرعد صوته ضرب بالمكان فجأة اختفت أغاني العرس وارتفعت اصوات الحضور تسبح وتهلل ..
غزل : عمي هتاف مو هنا بطلع ادور عليها يمكن خافت تتحرك والدنيا تمطر
عتيق بتماسك : اطلعي ولا تلفتين نظراتهم خلي الليلة تعدي على خير
قالها وهو قصده يطمن نفسه وده تمضي هاللحظة على خير
ركض للسطح ركض لكل ركن تعشقه ببيتهم الواسع كل الأماكن خالية من أثرها ضرب رجله بحسرة وتأكد انها لم تخرج من حالتها ركض للباب الواسع صادف بطريقه جابر لكن دفعه واكمل خطواته المجنونة وخلفه جابر لم يتركه ..
الرؤية معدومة والمطر كثيف وأصوات الرعد تضرب بين الجبال بصورة مذهلة مخيفة للبعض انقطعت الكهرباء الأزقة صارت تختنق بالظلام رياح قوية صارت تضرب الأبواب وعتيق وجابر وغزل بوضع مخيف جداً ..
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...