حمل جسدها بكامل قوته رفعها عن الخطر برمشة عين وصارت بين يدينه مثل ريشة
فجأة وعت على نفسها وهي تطير تتوسط صدر عريض ورائحة عطر رجالي دست صخبها بين انفاسها وصارت تتنفس عطر ! تأكدت من حجم الكارثة وانها الآن من عداد المخطوفين كان أُنْسها مخطوف كانت تبكي على لحظات الفرح المخطوفة وصارت مثل السعد بحياتها لتخطف هي !
هو انصدم من استسلامها ليدينه ولهروبه بها من المكان ويبدو انها غابت عن الوعي لكن عينها مفتوحة وتتأمله وكأنه يحمل طفل ضيّع الطريق نزلها على اقدامها وركض لجهة الثعبان اختفى عن عينه المهم انها نجت من الخطر وصارت بخير
رفع صوته وقال : انتي بخير يابنت ؟ وش موديش لهنا جاية للخطر برجولش !
ضيعت الطريق ومكان سيارتها وضاعت وتلخبطت كل أوراقها ضاعت طاقتها وماعاد عندها القدرة حتى على الوقوف : استري نفسش وغطي عمرش وروحي من هنا
بسرعة عرفت انه هو نفس الشخص اللي هدم طموحها : ليه جيت ليه انت بالذات !
قرب وهو وده يفهم مقصدها لكن منظرها السابق سرق كل شي حتى عقله ورصانته
فجأة اقتربت منه بعد ماغطت شعرها وبصوت باكي : ليه دايم تقطع طريقي ليه دايم توقف بالوسط حتى بيني وبين دموعي
ابتسم بسخرية : تبغين تودعين الدنيا الظاهر
هي بالأساس مرهقة ومتوجعة وكل اللي حصل لم يستوعبه عقلها ولاقدر يمر من قلبها تشعر انها تاهت الطريق وبالفعل جثت على الأرض وصارت تبكي بجنون صدم ساري والصدمة ثبتته بمكانه كل المواقف الغريبة يصادفها بمكانه المفضل وبالرغم من غرابتها تبقى ثابتة بقلبه وعالقة ومن المستحيل نسيانها رهاف وحرير كل انثى تختلف عن الأخرى لكن الغرابة هي هي والذهول نفسه وقف ينتظرها تنهي انهيارها نهضت بتثاقل وهي تحمل دموعها على اكتافها فتحت باب السيارة واختفت عن عينه وهذا الساري مكتوب عليه يواجه هذه المواقف وتتمكن منه اما حرير و رهاف يحضرون فجأة ويغيبون دائماً وهذا اللي يثير جنونه أكثر ..
.
.
غالب من بعد عودته من مكة صار يتجاهل المواضيع المتعلقة بسهم وعائلته وسعيد تناسى الموضوع وصار منشغل بالمبنى الجديد ويبدو ان غالب صاير يشغل نفسه عن قريته واهله وقرر يبني بيت صغير قريب من العشة وصار يتوسط العمال ويملي عليهم تعليماته قرر يوسع بيت العسل بالإضافة للمبنى
سعيد يتهجز لزيارة اهله اقترب من صديقه : هاه توصي شيء تراني يمكن اطول اسبوع اسبوع ونص اهلي يحتاجون يسافرون ودهم بأغراض للبيت
غالب نزع نظارته رد برفض : سلامتك
رجع سعيد بعد مالمح ارهاق خويه : والله انك اشغلت نفسك واشقيتها بذا المباني من بيسكنها ؟ بعدين لنا سنين نرقد بالعشة جايز لك التطور ودك تترقى شوية
رفع حاجبه وهو يخفي ابتسامة طفيفة : من زمان وودي بالإستقرار ويوم جمعت مبلغ زين قلت خلاص جا وقتها
سعيد : مو كأنه كبير على شخصين
رد عليه : كنت ناوي اوسع المساحة بس ابغى ننجزه بسرعة كم شهر وهو جاهز
سعيد وهو مستحيل يقنع غالب قرر يماشيه برغبته قبل يوصل للسيارة بتلاعب يكرهه صديقه هتف له : ودك بكيك وحلويات ؟
سعيد بغمضة عين صار بالسيارة وبسرعة حركها وغالب من الغضب التقط حصاة كبيره لكن فر بجلده ونجى ،
سعيد صار ماسك عليه نقطة الحلويات والكيك وبكل مرة يستفزه فيها تنهد ورمضان قرب يطرق أبواب القلوب مفتقد لمة العيلة ومن سنين وده يتهور ويقطع الغياب ويظهر لكن خايف يضعف وهتاف موجودة بنفس البيت انقذه صوت الاتصال رقم غريب خمن انه طلب جديد للعسل ولكن الصدمة المتصل من عائلته !
.
.
كيف عرفت بمكاني ومن دلك عليه !
جابر وهو مقدر هجوم اخوه يعرف انه متحفز بسبب صدمته لا أكثر : خويي قبل اسبوعين طلب عسل وبالصدفة عرف انك اخوي وبالصدفة عرفت منه اتركنا من ذا كله وش حدك على ذا الغربة
غالب بسخرية : تسأل وكنك تجهل الأسباب
جابر وهو يرمي حصاه صغيره بالهوا : عارف أحكام ضيف الله اقصد المكان اللي انت فيه مبعد عن الدنيا وعن الناس ليه
غالب بجمود : لقيت الراحة وهذا هو المهم دورك تعطيني الأخبار تراني متشفق وكثير
رد جابر : خمس سنين اختلف فيها كل شيء كبرو البنات
ادري قاطعه غالب وهو عنده ادق التفاصيل بس وده يسمع أكثر : دام تدري ليه بتنشف ريقي ابتسم بسخرية وكمل حديثه : وطلع وحيد متزوج بالسر ونكبني بسره وتدبست
غالب وعينه على الحلال يراقب بهدوء : وصلني العلم
جابر : دامك عارف ليه ماتختصر المسافة وترجع دام كل شيء عشته معنا وانت بعيد ليه ماتفرض رجعتك على جدي وتواجهه ؟
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...