وهذا حالهم من بعد إعترافها اللي بسببه اقترفت آثام بحق نفسها وبحق الشخص اللي سمح لقلبه يدق دقات متتالية لإسمها ولقربها ، بمجرد مايفكر انه معها يصير شخص مختلف يطلق العنان لكل حواسه وتشاركه شعوره الفريد ملكة صفعته وأيقظت حواسه وصوتها لم يتعدى الباب لكن وصل لقلبه بحدة صاخبة لازال صداها يطرقه ولازال الشعور يتجدد بمجرد مايلامس اسمها نبض قلبه وجل لحظاته ، ويا الله ياقساوة صفعتها ينتابه شعور مخزي بمجرد انه سمح لنفسه السمحة تعيش كل هذه الخيالات اما هي خالية تجاهه ومحملة ببغض دفين بينهم سر متأكد انه بيكسرها قبل يكسره ولهذا السبب متمسك بالصمت وابتلع كل شيء مع السر " لأجلها هي "
في الصالة وبيده كوب شاي وعينه على الشاشة بينما عقله وقلبه في مكان آخر خرجت ملكة من المطبخ وملامحه الغارقة بجهه أخرى أشغلتها من مدة من بعد زواج البتول وهذا حاله تلبسه الصمت وللحزن بوجهه خانة هي عاجزه عن التدخل من بعد اعترافها اقتربت من الطاولة وضعت صحن العشاء
قايد : شيليه
ملكة لم يروق لها صوته الخالي من حيويته السابقة قالت : قايد مايصير لك مدة ماتحط بفمك شيء اعتبره مو من يديني و ،
ليقاطعها بصوت هادي فيه من العفوية الكثير : ومن قال ان ماودي بشيء منك ؟ اللي يشيل بقلبه يترك كل شيء ويغيب
ملكة برحابة : يعني مو زعلان ؟
قايد ابتلع رشفه من كوبه ورد : يوم يرجع خالي مكة لك حرية القرار
توترت وانقلب لونها ونفضتها تناقض مطالبها السابقة مع إعترافها تأملها بسخرية اخفاها
ردت : يصير خير باقي شهر وشوي
يعني نقدر نقول شهر فرصة تعارف مو تقارب حطي ببالك !
ملكة وهي تعدل كم فستانها تعارف تقارب شهر مدة فيها تتبدل كثير اشياء
هتف بسخرية مبطنة وهو طبعه هادي ويكره النقاشات والنزاعات يبحث عن أسلم المخارج انقاذاً لطبعه رد : يصير خير وهاتي العشا نقدر نقول اليوم ابتدينا
ابتسمت براحة وانبسطت نفسها وتهلل وجهها اعتلت إبتسامات السعد فكها لتنطق برحابة مستمرة : ياجعله عافية !
•اما بالجهه الاخرى البتول بغرفتها الجديدة دخلتها من ساعات تركت غالب عند باب البيت وعانقت ام قايد عناق بارد لأول مرة ولهذا السبب قبل ساعات ام قايد واقفه عند باب البيت رمقت غالب بشك وسألته بسرعة : وش جاها ماتعودت تضمني بالبرود ذا حتى كيفك ياخالة ماقالتها !
غالب بتوتر من استجوابها : تعبانة من السفر بروح اتفقد حلالي ابطيت عنه تفقديها ياعمة وتري ما أكلت شي من أمس
ضرب الباب وكأنه هارب وهو بالفعل هارب تأكدت ان الوضع متوتر
وصار الوقت ليل وغالب لم يحضر بعد والبتول بالغرفة تتحجج بالنوم فجأة اختلط نور خفيف مع ظلام الغرفة توسطتها ام قايد وبيدها صينية أكل رفعت البتول رأسها وكشرت توصيات جديدة : مالها داعي المبالغات والإهتمام اللي ما أحبه أكلت بالسيارة وشبعت
تكذب غالب وصل لها العلم كامل لكن تظاهرت بعدم المعرفة وقالت : خلاص بشيله شرط تغيرين وتنزلين نتقهوى لين يجي غالب
اكتفت بهز رأسها وخرجت ام قايد استحمت ولبست بجامة عادية بيضاء مورده وشعرها جمعته فوق تعطرت ونزلت وهي بالفعل محتاجة تنفض الثقل اللي عاش معها لأيام جلست بغرفة غالب المفضلة واللي بطابع أرضي ام قايد تراقبها بعدم رضا الإنطفاء لا يليق بها : البتول أمي
البتول وهي تفكر بغالب طول عن البيت ردت بذبول : خالة رواية ماقال غالب وين رايح نمت وماحسيت عليه وهو طالع
قطع سؤالها دخوله الواثق بثوبه وعصبته عقد حاجبيه بعدم رضا من لباسها وشكلها جلس قريب من عمته وام قايد حبت تشغل نفسها وتفضي لهم المكان
غالب : وين وين ياعمة
ابتسمت له وقالت : قريب المطبخ بجيب القهوة واعود
فهم مقصدها وهز رأسه لف لعروسه الذابلة ونطق باقتضاب : اكلتي شي؟
يا الله حتى وهو يتفقد ويحاول يتودد يهاجم بصوته وبنظراته ضمت نفسها والجو بارد وشعرها لم ينشف بعد : اكلت اكلت
غالب : ماهقيت انش تنطقين كلمة وتكتفين فيها واصلتني علومش كلها
صعدت الحمرة لخديها : مافي شيء مهم اهرج عنه والا تبغاني اتكلم عالفاضي والمليان ؟
غالب وهو يخلع عصبته تمدد برواق وقال : لا فاضي ولا مليان لا تتكلمين احد طالب منش الهرج ؟
مسحت وجهها وهي وصلت لأقصاها من تلاعبه بأعصابها يتعمد ينطق شيء ويناقضه رمت المركى حملت نفسها وهي تتنفس غضبها وقهرها منه صوبت نظراتها المشحونة ناحيته وقالت : اللي وصل لك العلوم ماقال بالي طويل بس مرات اجيب العيد واصير مجنونة ؟ غالب انتبه لكلامك والعبط اللي قاعد تسويه ماقدر اصبر واسكت اكثر من كذا
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...