احترق وجهها وقطع لونها الصاخب حدة الحوار شعرت بالإحتراق ، ركضت للمطبخ وهو خلفها مذهول من انفجارها هو قصده يلاعبها لكن مزحه ثقيل وهي كتمت الكثير وانفجرت بوجه مزحته الثقيلة عند الثلاجة واقفة بكيس ثلج تمرره على ملامحها المخضبه وتتنفس بقوة غالب انتزع الكيس من يدها ومسك وجهها بيده بغضب :
وانتي كل شيء بتاخذينه على محمل الجد بتتعبين وبتحترقين دايم
البتول : غالب اي شعري يدك ثقيلة خلاص هات الكيس
كتم ابتسامته ضاع منها الكلام وصارت ماتجمع من خجلها
ام قايد دخلت للمطبخ وبسرعة تراجعت وهي ماسكه فمها بحياء عفوي والبتول وظهرها للباب لكن سمعت صوت خطواتها وشهقتها
دفعته البتول بقهر : قلت خلاص ، يعني عجبك خالة راوية شافتنا قلة ادب وبالمطبخ خلصت الأماكن !
كتم ضحكته والخجل والموقف ككل رجع له البتول الصافية العفوية وضع الكيس بيدها وخرج يتقهوى مع عمته قدر يتغلب على ضميره ويتقدم خطوة لو كانت قصيرة وخجولة قدر يحتوي غضب البتول وحزنها منه ، باقي له الكثير المهم ابتدت خطواته ..
.
.
أول ليالي الشهر الكريم ماجد وبثوبه الأسود الجديد بحكم جو قريتهم البارد ليلاً ملتفه عصبه على رأسه ، نازل من غرفة تمارا وبهجة الدنيا كلها تجمعت بصدره ،حسناء واقفة عند بابها هندامه الجديد وملامح الرجولة اللي صارت ظاهره على طفلها اللي لازال بعينها ذاك الصغير اللي كل يوم يتعلم منها حرف جديد وكلمة جديدة اللي يغفى على حرارة كفيها اللي يلثم شعرها باليوم عشرات المرات ولا يرتوي من عبقها ،طفل قلبها اللي خرجت به من تعاسة الدنيا ، وردتها الوحيدة اللي تحس انها زرعت بمكانها الصحيح ضحكت روحها وتفتحت أبواب أوصدها الوجع بربوعها أزهرت بداخلها بذره تركتها منذ فتره لم تسقيها وتوقفت عن النمو بدون شعور منها ضحكت ايه والضحك في قاموس حياتها شحيح جابر كان منها قريب، صوت ضحكتها والزهرة اللي بداخلها تفتحت ولونها تربع وسط خديها ،مدت كفوف الحب لطفلها وهي ضاحكة وهو ركض لها وضحكتها كان لها وقع ثقيل بقلبه اللي يشاطرها البؤس خفية
ضمته أمامهم لم تبالي هو صغير بعينها ومستحيل يكبر على كفوفها ودفاها وهو لم يبالي نعيمه وأمانه ودفاه والغصن اللي يتمسك فيه عن عواصف أيامه راحته ومستراحه صوت قلبها ودفا ضلوعها
جابر وهو يقاوم يقاوم يعرف شعور حسناء عاش نصفه ونصفه الباقي تلاشى مع الحريق ضحك قلبه وانعكست الضحكة على محياه ضرب ظهر ماجد وبصوت حاني قال : من قدك من قدك هذا وانت بس لبست ثوب وش عاد لو اعرست
ماجد يضحك بخجل لم يشبع من مكانه وملاذه وأمه متمسكه فيه نطقت بحب كبير : ومن قال بسمح لها تاخذه مني جودي لأمه
ماجد " ما اتفقنا يا امه قالها وهو يضحك : هذا عمي جابر
اخذش مني ولا قلت شي
دفعته بخفه وهي تضرب كتفه و جود واقفة تنتظر دورها قفزت بسرعة وأمها رفعتها لتنشغل عن خجلها وجابر مبتسم ابتسامة طفيفة بسبب خجلها الغريب استلطفه واستلطف ردة فعلها وفرحتها بماجد اكتشف ان قلبها يفتقد الوان الفرح واشياء بسيطة تنعش فرحها الخامد وتحركه حضن كتف ماجد وقال : مشينا نصلي ..
•جهة غالب المتحفز بعد غياب بعد ماضمن أمانه وحصنه المنيع أمام ذاكرته هي لم تصل بعد لقلبه وجود اسمها يكفي المهم يتسلح بها أمام هتاف
واقف بحلة جديدة ثوب وستره ثقيلة وغترة جديدة بعد ماتخلى عن العصبة الليلة فقط
قبل يخرج من الباب سمع صوتها وهي تناديه لتقف أمامه وهي متحفزه لعودته أكثر منه رسمت ابتسامة حلوة وقالت : رايح لهم ؟
غالب : يكفينا غياب ذكرياتنا ورى جدار واحد وعند سكة واحدة و الأصل والمنبع هناك يعني الرجعة مفروضة ماهي قرار
قربت أكثر منه وردت : قرار بس متأخر والمهم اخترت مكان ذكرياتك وسكتك القديمة اعتبر اللي صار عتاب أحباب !
ميل فمه بسخرية : عتاب الاحباب ياخذ له سنين ؟ ويبقى بالقلوب ينام وياكل ويشرب معها ؟
البتول برقة مسكت سترته ومسحت عليها اندمجت بنظراتها وحديثها معه انغمست و لمستها عفوية كانت لا أكثر : على قد مانغلط وعلى قد مانخيب آمال شخص يحبنا يكون العتاب وصدقني ياغالب الزعلة لو صارت ثقيلة وكبيرة دليل قاطع ان الشخص ذا يحبك ومستعد لو مرت سنوات ترجع له بودك القديم مستعد يصفح عنك وينسى
هي تجهل أسباب القطيعة وكلامها لو كان بقدر عالي من الدقة والكمال ولو كان وصل قلبه بسبب تحركات فمها وتعابيرها قبل صوت حروفها إلا انه بعيد عن أسباب الخصام والود اللي ضاع بينه وبين أهله وقف معها وطالت وقفته والسبب كفوفها المبسوطة على صدره بتلقائية بدأ يألفها نطقت وهي تريد لفت انتباهه وتشتيت اصوات قلبه الداخلية تجهل أسباب الضياع اللي تشوفها معكوسة على وجهه وعيونه لذا قالت :
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...