122

209 7 0
                                    

تمارا رمقته بحدة العوج اللي يقصده مشاكل عائلته وكأنها هي المسبب الوحيد وكأن كفها هي اللي رسمت هذا العوج ، اختارت ضفة الصمت واختارت تبلع كلام طويل يمكن يغير مصيرها مع غالب وعقابه الغريب !
وصلت السيارة للأرض البراح أرض غالب المحبوبة ونظرات الدهشة انقسمت لزاويتين تمارا وغزل
هنا تمارا فتحت فمها وأخيراً : هذا المشوار اللي تقصدونه ؟ آخر علاج يمكن يربينا نعيش بين بهايم وبأبعد مكان !
غالب نزع نظارته وصوب حدة نظراته اتجاهها : يربي شخص واحد استثنينا وايه عيشة البهايم تربي ومن اليوم هذا بيتش
غزل لفت له بحدة : وأنا وين أروح
رد وعينه على تمارا : انتي اخترتي نفس المصير
غزل بخوف : عمي المكان بعيد مافيه أوادم ولا أصوات تبغانا نعيش هنا بخوف ؟
وقرف قالتها تمارا بحدة قربت منه : مو مستعدة اتحمل مواقف غريبة من شخص محسوب علينا بإسم القرابة، ولا عندي طاقة أصبر فيها على أشياء مالها معنى
غالب : فوق القرف اللي نطقتيه وعشتيه قبل تنطقينه واثقة ومأمنة قوتش اللي تظنينها خلاص ومنجى! لا ياتمارا بتعيشين عقوبة تثمنين فيها كل شيء حتى الماء اللي مستهينة فيه وانتي تبلعينه بيصير بذا البراح أثمن شيء بعيونش !
تراجعت للخلف وغالب الوحيد اللي قدر يكسر شوكتها المزيفة ، إبتلعت كلماتها من جديد وغزل تراقب فقط ليكمل وهو يشير بيده : البيت ماهو
مكتمل باقي فيه غرفة فاضية دبري نفسش فيها وغزل نفس الشي ، بروح أشوف الحلال
تركهم ببساطة !
متصلبين بمكان واحد بجهه واحدة وكأن شعور الغربة اللي زاره قبل سنين صار متربع بقلب الثنتين الآن ، ولأنه يفهم هذا الشعور وبأدق تفاعلاته وصله كل شيء ومع ذلك جاهد نفسه وأكمل مهمة تفقده للمكان وكأن شيئاً لم يكن ..
.
.
ملكة ..
باقي يومين ويرجع أبوها يستكمل علاجه وهي مهلة التعارف إنتهت ، بمجرد ما إقترب موعد السفر بدت تتراجع عن فكرة الإقتراب صارت تجمع حقائبها وقايد يجهل خطواتها لأنه ببساطة ترك الغرفة لها من فترة
نزلت وكلها أمل تشفي فضولها من أمس وتفكيرها محصور بمشاعره الحالية ، ياترى متوتر مثلها من فكرة السفر ؟ أو أن حضورها وغيابها صار متساوي بعيونه ؟
تمللت والصالة فاضية ، يبدو أن ضيوف أبوها حتى في آخر يوم قبل علاجه متمسكين بمجلسه وبقهوته حتى وهو صامت يجذب أحاديثهم ، مرت دقائق ومجلسهم القريب يوصل أصواتهم عندها في الصالة تأففت ورجعت للغرفة ، قررت تتأنق وتحط بصمة قوية بحكم أنه آخر يوم ، بدت لها خطة التلاعب بقلبه مسلّيه وممتعة ، لأنها تطرب على تحركاته وتفاعلاته اللي يقاوم فيها وهو متسلح بسوره الوهمي وصده اللي يجبره بحضورها
صارت بكامل زينتها ، وزينتها أخذت منها وقت طويل لأن قايد دخل وجهز والدها للنوم وغفى وأقفل النور وخرج للصالة وكل هذا وهي منغمسة فوق بطريقة جديدة تلاعب فيها قلبه !
وأخيراً نزلت : طولو ضيوف اليوم ماهي عوايدهم
قايد وهو يصد بنظراته يدرك انها تضغط على سور الصد بطرقها الأنثوية ، يدرك من فترة ومتجاهل غريبة ومتناقضة ! تطلب منه يتركها ويوم اختار الصد صارت تساومه على هدنته، صارت تقترب من سوره وتبغى تكسره : يتوادعون من خالي الرحلة الجاية أطول

ملكة : انا قررت واخترت ياقايد
ابتسم بسخرية : قررتي تزينين الغياب بعيوني طلعتي للوداع بكامل زينتك
نطق بنبرة صادقة : سويتي العكس ملكة كرهت الألوان وكرهت الروايح ، حتى الفساتين الزاهية وهي توادعني انضمت للأشياء المكروهه بعيني كنتي ناوية تكسرين الجمود بلون زاهي بس كانت الخطوة عبث !
ضاعت المفردات من فمها وقلبها هوى لأسفل نقطة وعيونها ضاعت في الفراغ وبالفعل خطوتها كانت عبث لأنه ماتزين الفراق على العكس كان معتم وكريه ومفردات العتب من فمه تذوقت مرارتها وهي واقفة بمحلها، إختارت لون زاهي وصار بعينه الضد ، إختارت أجمل عطر بتسريحتها لكن صار الضد
تسمّرت بمحلها وهو خرج للمجلس ورجع بين يدينه أوراق ناظرتها وهي مستغربة هتف : تبغين الوجه الموجع للحقايق ؟ كنت أغض الطرف عنها لأن صار لك محل ، وصرتي تفرضين الشور على كل ذرة شعور وكل همسة ، كل كلمة كنت أنقي أحسنها عشان ماتحسين بغربة وانتي بذاك المحل ، يوم واجهتيني بحقيقة ناقصة ونظرة سوداوية وحقد من انطباع ماله بيننا محل والمفروض، بس انتي فرضتي له محل !
لازالت متسمرة بنفس المكان تسمع له بعين وقلب وبالفعل كانت بمحل وتدرك مكانتها لأنها شعرت بمكانتها وكيف كانت ،
ماتدرين ليه رجع خالي الجنوب بعد سنين خرج منها وهو ماخط شاربه تدرين ليه السبب ؟ أكيد تجهلينه !
تدرين وش اللي غيب ذهنه وش اللي وصله للمرحلة اللي عايشها الحين ؟

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن