232-238

267 7 0
                                    


🌻 232 ..
كانت مستعدة للنوم بعد مانشفت شعرها وصلت وترها ، كانت بثوب الصلاة لم تخلعه بعد
سمعت صوت التنبيه، فتحت عيونها على وسعها ونبضات قلبها إرتفعت بحدة لم تسيطر عليها قبضت على قلبها بكفها البارد وهي تضحك وتبكي من أثر رسالته الرقيق، مواساة شاعرية دخلت من أوسع أبواب روحها ، سمعها وهي تقول وحيدة سمع همسها الباكي لتمارا ، طيّب خاطرها شرى خاطرها بثمن عالي " الود الكبير " لأنه سابقاً قال خذي هرجي على محمل الود وصارت تاخذه كله على محمل الود بيتين عذبه "

"وزّعي عمري لك أخوان وقرايب
‏بس لا تشكين من قولة وحيدة
‏لا حداك الوقت ماني عنك غايب
‏عاندي بي جور دنياك العنيدة" **

مواساته الحالية تكفيها، أو بالأصح هو يكفيها كيف جمع سنينه الثلاثين وجمع ذاته وجمع صفاته ليحضر بهذه الكثافة ، ليسد بثقله هذا كل الفراغات العظيمة اللي كانت السبب في دموعها ليخبرها أنه حبيب وقريب ، وأنه الند والضد لوحدتها ، لم تعد وحيدة حاصر كل فراغات حياتها ليملأها هو ..

"ساري الجبل "

طلّت من شباكها ، الأكيد أنه قريب ، قلبها يقول أنه قريب وبالفعل ضحكت عيونها وهي تشاهد أجمل قلب في العالم وأحن رجل بالدنيا ، رمقت أكتافه العريضة جالس على الرصيف ، يزاحم وحدتها على رصيف الشارع القريب منهم ، يزاحم قلبها ولو الفاصل جدار وباب ، سرحت وهي تتذكر ليالي القمرا كانت تستشعر وجوده ومع ذلك كانت تبكي بأريحية وكأن القمرا هو " كانت تخاطب قلبه " لم تشعره بذلك لكن هو سمع وعاش كل لحظاتها وصلت حروفها قلبه ، وصلت دموعها حتى إعترافها بالحب ماكان عادي وصله وصل بحذافيره لأنه يعيش معها نفس الشعور ..
كانت غارقة بأفكارها ، نسيت الشباك مفتوح نسيت نفسها وهي واقفة وهو فز كل ضلع بداخله لهذه الصورة ! غارقة ونظرتها بعيدة ، قدر يسترق له نظرة تشفي غليل روحه العطشى ، حريرها وهو يحاوط قماش ثوب الصلاة المورد وجهها البدري وتعابيره ، كل شيء فائق الجمال وكثير كثير على قلبه ، وأخيراً استيقظت من تأملاتها شهقت قفلت الشباك بحدة وهي تأنب نفسها : غبية غبية
استيقظ من إنبهاره على فراغ ، أقفلت شباكها لكن ذوب المسافة وأخذ مايكفي أشواقه ، حنت على الجوى وطلت من شباكها ، فتنة حريرية بالغة الكمال فتنة أثيرية وثوب الصلاة المورد كان له حضور مزهر ، تذكر تفاصيل أمه وتعلقها بالوتر،كانت نظرتها بغير قصد ، أما هو كان قاصد ومتعني
دس سبحته بجيبه وابتسم أخذ مايكفيه لقادم الأيام جبر بخاطرها وكسر وحدتها والباقي أكيد أجمل ..
.

غالب ..

: عمتي أصدقيني القول ، أجبرتوها علي والا خذتني برضاها ؟
ام قايد تصلبت من سؤاله لكن قالت : لا بالله برضاها !
: طيب ليه تبكي كل ماواجهتها إلا بعينها دمعه لو اسأل كم الساعة سالت دموعها !
ام قايد بتهرب : اسألها هي يمكن شرهانه عليك من شيء اسألها يمك وش بخاطرها
تسند على المركى بثقة كبيرة غالب الرصين القديم بحذافيره جالس أمامها وكأنه لم يخرج من حادثة كلفته البعض من ذكرياته وعلى رأسها البتول !
نطق : عمة قررت آخذ مرتي لبيتنا
انتفضت وبغضب قالت : وليه عساك ماضقت مني والا شفت مني شي !
انتفض هو لكن داهمته وهي تقول : البيت ذا بيتك قبل يكون بيتي وأنت الساس لو تحب ولغيرك العتبة يمك
لم يروق له حديثها لكن غصتها الممزوجة بزفرات حارة منعته من مقاطعتها لتنطق : البتول متعلقة فيني وتحب كل زاوية هنا ، وأنت قبل الحادث عشت واخترت تبقى هنا وأنت راضي وش تبدل يمك ؟
ابتسم بها بحنان وقال : استعجلت ياعمة يوم قلت قررت ! مالي كلمة وشورش هو الصح وإذا قعدتنا بترضيش رضاش نشتريه ونبديه على كل شيء ياعمة
ابتسمت بالرغم من لمعة عينها
حضرت البتول وجلست قريبة منه وهو رفع رأسه يمسح لباسها بنظراته ، روبها الشتوي وشعرها المرفوع بفوضى لذيذة ، لفت له وعلى فكها أجمل إبتسامة : طولت ياغالب ليه ماترد على جوالك ؟
رد بحيادية بدت تعتاد عليها : انشغلت عنه
همست له ، ليشعر بإنتفاضه روحه وجوارحه بعد همستها الرقيقة بعد ماميلت رأسها
ناحيته : وحشتني
ام قايد وهي تحاول تنفض غصتها قالت : بروح اوتر وأرقد البتول أمي سويت صينية ثانية وما حد أكلها وصليها لقايد
ابتسمت لها بحنان ، ام قايد لايمكن تتبدل حنيتها لو الغضب احتلها بالكامل أمومتها بكل وقت حاضره
ضربت رجله بنعومة : تعشيت ؟
هز رأسه لتقترب أكثر ميلت على كتفه وهو بطواعية طوقها بيده : غالب تتذكر شارعنا القديم ؟ شارع الشمس ، شارع الحلوة والمرة

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن