بعد صلاة العشاء
ومثل ماوعد جابر وصلت هدية ماجد وصارت بأرض الحوش نادى بصوت عالي لكن لم يسمع أحد دخل البيت وهو مبسوط سحب ذراع ماجد وهو مبتسم نزل معه بخطوات مستعجلة وخلفهم حسناء وجود بكل خطوة تلاحقها بمصاصتها ودميتها
جابر : الدباب اللي خاطرك به وهذا مفتاحهحسناء عاقدة ذراعيها مميله رأسها تتابع مسرحية جابر الساذجة لكن صدمتها بماجد كبيره بعد ماعانقه بإنبساط وهو يقول بفرحة : دايم اتمنى وانسى الشي اللي تمنيته وعشان كذا ماصدقت واحس اني احلم
جابر وهو يشده ويحتضنه تحت ذراعه ضحك : المرة الجاية لا تحلم أشر بيمينك وازهلها
رفع ماجد نفسه وقبل كتف عمه وحب خشمه لازالت تراقب الموقف ببرود تام
نطقت : كنت اظنك بتقول لا وبتردها
ماجد تجاهل والدته لكن هي اقتربت شدت كم تيشريته واستدار ناحيتها : لا تعطيني ظهرك يالجاحد لقيت كفوف الراحة اللي تغنيك عن كفوفي خلاص ؟
ماجد وهو يسحب نفسه وبالكاد سيطر عليها : ايه لقيت كفوف صادقة كف واحدة ولها وجه واحد
ابتسمت بذبول وخدودها مشتعلة من آثار كفوف جابر : بزيد أقولها بترجع تبكي عند رجولي تدور الرضا والسماح يمكن ماتلاقي راعية الرجول ولا تلاقي رضاها
دفعت كتفه ناظرت للواقف المتفرج نظرة طويلة طويلة ارسلت له رسائل لم يفهمها لكن انقبض قلبه قبضه قوية لم يتحرك من مكانه نزلت بعينها ناحية الصغيرة الواقفة عند أرجلها حملتها لتبتسم إبتسامة صافية قالت بتمثيل متقن : زعلانة لأني خفت يطيح ويتعور تبغين تلعبين مع ماجد ؟
حسناء : جودي ماما خذ اختك لعبها شوية بروح اشوف العشا
انسحبت و جود الصغيرة متحمسة تجرب لعبة جديدة ناظره جابر بتشجيع ليحمل اخته نطق : يوم تكبرين بتلعبين معي الحين مايصلح تطيحين وتتعورين
لاحظ جابر اندماجهم لم يخفاه تصرف حسناء وطريقتها بصنع تقارب طفيف بينهم نفض تفكيره المستمر بتصرفاتها وبتبلدها دخل وماجد خلفه يحمل اخته ودميتها
•رجع غالب لأرض الجنوب بعد ماتأكد ان أهله راجعين لأرضهم وقريتهم
بالمطار ورحلته بعد دقائق كان مستعجل بخطواته لكن صادف بطريقة نفس الأنثى كانت تنظر رحلتها وبنفس الطائرة وجهتهم واحدة لكن شاهد الغريب الحزين خلفها ويبدو انه قرر يرافقها وبالفعل سهم رفض سفر البتول بمفردها كان كل تفكيرها ام قايد وتجاهلها الغريب لإتصالاتهم سهم نفس الشي انتقل له القلق وام قايد تعني له الكثير
.
.
انتهت الرحلة وصارو بأرض الجنوب سهم بكل مرة يدخلها تتجدد فيه المواجع والبتول مدركة لذلك لكن لا تملك حل خرج من المطار وهو يريد سيارة توصلهم لقرية ساري البعيدة لكن تقاطعت الطرق وصار غالب وصديقه المقرب سعيد مقابلهم نطق غالب بصوت جهوري : طريقنا واحد مالها داعي تدفع مشاوير خل اهلك يجون وخويي بياخذ له سيارة ويسبقنا
سهم كان بيرفض عرضه لكن نظرة غالب ملحه هز رأسه بصمت والإختناق يزيد أكثر مع كل حركة وصوت ، البتول همست له : اذا مو قادر حبيبي عادي تقول لا
وصل له همسها وصوتها المايع الكريه
بالنسبة له
غالب : يالله ياخوي تعطلنا
سهم لأول مرة أحد يناديه بأخوي غير اخوانه ناظره بصدمة والبتول شعرت بشعوره احتضنت يده شدت عليها وصارت تمشي معاه خطوة بخطوة زاد غضب غالب منها اخوها طول وعرض وشوارب وتعامله معاملة رضيع مايدل دربه جلس قدام وهي بالخلف وغالب يقود بإندماج
نام سهم هرب للنوم وهذا الطريق مؤذي بالنسبة له
وصله صوتها : سهم حبيبي
تأكدت انه نام كانت ملتفه بوشاح رمادي ثقيل نزعته وبسرعة وبدون مقدمات صار سهم متغطي فيه كيف غطته وغالب لم يشعر كان سرحان
غالب لمحه بطرف عينه سواد غريب يغطي عيونه وهالة حزن متربعة على كل تفاصيله حتى طريقة لبسه
البتول كانت تتأمل الطريق فجأة رن جوالها : خالة راوية !
وأخيراً رديتي انحرق دمي وانا احاول اوصل لك
تعبانة ؟ من ايش رحت ومافيك شيء
ياحبيبتي ياخالة يهتمون فيك ؟ يأكلونك ؟
ياروحي خلاص صرت قريبة غمضي عيونك تفتحيها وانتي بحضني
طولت المكالمة والبتول نسيت نفسها المكالمة عفوية حنونة وبسبب هدوء الطريق وصله صوت عمته المحبب ويبدو ان هذه الفتاة سرقت الأمومة من هذه الأم إهتمام راوية وحب راوية ومفردات راوية العفوية كلها استحوذت عليها
شهق سهم وفز من مكانه قطعت المكالمة وهي تصرخ لغالب وقف وقف
وقف بجانب الطريق وسهم نزل وهو يحاول يلتقط انفاسه لكن ضاع كل شيء وسط هذا الإختناق ضاع صوته وضاع تفكيره والبتول أمامه محتضنه وجهه وتصرخ : سهم سهم أمي شوفني البتول أنا
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...