125

229 6 0
                                    

دمعت عيونها وبالفعل زاويتها ضيقة وحكمت عليه من خلالها ردت : هنا أنا سهلت عليك فكرة البعد الزوايا الضيقة اللي كنت أشوفها والسذاجة اللي حكمت عليها ، كل ماحسيت أنك ندمان على البعد تذكر زوايا عيوني وحكمي الغبي والسذاجة اللي فرقت بيننا يمكن يروح نص الندم ويهون عليك البعد
قايد هز رأسه بيساطة وقال : مايحتاج أتذكر لأن الندم بعيد عني ، والحين أسبقيني للسيارة على ما أخلص الأشياء الباقية في البيت
نزلت نقابها على وجهها وهي الندم أكل قلبها أكل لكن تكابر وخسارتها تضاعفت مرتين ، قايد وأبوها لكن تسرعها وحكمها المسبق الغبي بحق نفسها ماذا تفعل به ؟

عند غالب و البتول .

اقتربت وهي تفرك يديها من الخجل، والهوا يعبث بقماش عبايتها ، وكأنها تتهادى على قلبه بخطواتها الرقيقة تهادى صوتها الخجول على مسمعه : ماكنت أتوقع أن صوتي بتاخذه على محمل الجد وتقطع كل هذي المسافة عشاني !
حجبت عنه حسنها بقماش النقاب ليه تستكثر على عيونه نظره وهو قطع أميال عشان يخطف له شوفة تسر خاطره ويعيش أيامه القادمة من دونها على ذكرى الوجه الصبوح ونواعسها اللي خطفت لبه ، ببساطة تقدم ورفع النقاب بعد ما تأكد ان مافي غيره يمكن يسرق النظر بعد ما تأكد انه الوحيد اللي ظفر بهذا الحسن وصارت اللحظة من نصيبه خديها المتشربه بحمرة الورد ، وعيونها الضاحكة والخجل المجتمع بأوجانها ، كلها اجتمعت بلحظة واحدة يشعر انه في زحام من الجمال وخاف يحسد نفسه ابتسم وقال : غالب عند كلمته يوم قال الفرح اللي يلامس يدينش لو هو غالي نشتريه، وأنا اشتري كل الفرص اللي تجتمع فيها دروبنا حتى لو صرنا على حافة الوداع !
لمعت عيونها وهي تحاول تجاري طوله رافعة رأسها ناحيته وهو حاول قدر الإمكان يجاري نظراتها : بس مو وداع الله لا يجيبه هذي لحظة حلوة نقدر نسميها الفاصلة اللي نعيش فيها على حلاوة اللقاء قبل ماتنفصل أيادينا ونبعد فترة
رد بذهول : وتقولين ماتعرفين تصفين الحكي !
ببساطة وعفوية : بس هذا مو حكي هذا شعور
اقترب أكثر وهو يلم أكتافها من بعيد ، إحتضان خجول ، هو لو عليه ضمها وأشفى غليله لكن هي الخجل غزاها وأخذها منه : وعد مني مايطول هالبعد ، البتول أنا ابتديت أعد الثواني اللي تفصلنا وابتديت أدور أصغر حل وأسلم مخرج يمكن يودينا لدرب مافيه خصام ونظفر احنا باللقا
اهتزت من نبرته قاعد يبرر ويختلق أعذار يتجمل فيها قبل الفراق وهي من الأصل عاذرته
ردت : لا تتعب نفسك يكفيك من الهم اللي شاله قلبك وحكت عنه عيونك وقاعدة أشوفه
نزل النقاب على وجهها وهو وده يطول الكلام ويشبع لهفة قلبه لرقة حديثها وكلام عيونها اللي دايم سابق، لكن عائلتها تنتظر والرحلة قرب موعدها
هي استدارت وهي تعيش نفس شعوره ودها ببصمة تسرقها معها وتحملها بطريق السفر وبمكانها البعيد وبالفعل رجعت بنفس خطوات الخجل رفعت أصابع أقدامها وهي تحاول قدر الإمكان توصل لطوله طبعت قبلة رقيقة أسفل فكه وبسرعة اختفت عن عيونه وهو لوح من بعيد بدون إرادته ، قبلتها ولو كانت مثل رفة رمش تشعبت بأعماق روحه لوحت له وهي قريبة من السيارة وفاض الدمع وهو بسرعة صد هارب من دموعها ولأن قبلتها آخر بصمة أغمض عينه عن دمعها ..
.
.
تمارا وهي بأول المشوار لأول عقوبة على فعلتها واقفة تنتظر الدلو ويدها على ظهرها رابطة طرف ثوبها الطويل و بطنها خالي من الأكل من مدة وغالب وعقوبته الجديدة زادت من جوعها
عمي وينه
غزل وهي تتفحص ملامح تمارا المجهدة عاجزة عن التدخل ردت عليها الأخرى : راح من بعد الفجر يوادع الحبيبة
بخوف ردت الأخرى : اي حبيبة وكيف راح وخلانا لحالنا هنا
تمارا ابتسمت بسخرية وهي بمزاج سيء جداً :سمعته يكلم تعيس صاحبه ، غيّرت نبرتها وهي تقلد صوت غالب : بروح اشوف مرتي بخاطري هرج وماينقال صوت وبس
ضحكت غزل وأكملت بنفس السخرية : وتعيس واقف هناك يحرس حلاله ويحرسنا
غزل وهي تضحك بدون قصد بسبب تعابير اختها :الله يهنيه بصراحة ما توقعته يحب ويمكن ماتخيلت
تمارا ردت : لأنه مو لايق مايعرف يحب إلا البهم وريحته ما ضاع بهالقصة غير الوردة اللي تدبست فيه
ضحكت غزل أكثر : حرام والله عمي وسيم بس يخوف وماعنده تفاهم وبعدين مو لايق عليه الحب مثل الثوب اللي عليش مو لايق وشكله يخليني أضحك غصب عني
تمارا بتملل : روحي عن وجهي خلاص بروح أسقي بهمه عساه بس يجيه الذيب وياكله وافتك

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن