دفعته تريد الهروب التخلص من هذه اللحظة لكن ماجد تمسك بساقها : ماما قولي أي شيء أي شيء
صدت وهي ترفع عينها للسما تداري دموعها وهو لازال يستجديها : ماما والله ما اعطاني فرصة كان متقصد يقهرش وعارف بس ضعيف قدام سلطة أبويه ماتعرفينه انتي ؟
صرخت : ماعرف أحد أنا الشيء الوحيد اللي اعرفه هو الخوف بس ، كل يوم حاطة يدي على قلبي خوف اسمع شيء فيك كل يوم اتخيل ذا الباب ينفتح بخبر شين بس اليوم الباب ما انفتح تسمرت عنده لين اظلم الليل تدري ان الخوف صار أكبر
دفعته بقهر : فرحتك بلقاه نستك أول حضن ركضت بدون لاتطالع وراك
ماجد وهو مستمر بالبكاء : لو كان عندي نية ثانية كنت انتظرت لين الصباح لا كنت انتظرت أيام وكان الخوف كبر أكثر وأكثر بس ماقدرت أنام ماقدرت اغمض عيني وانا ما استطعمت ريحة شعرش ولا حسيت ببرودة يدينش وهي تحت خدي كل يوم لين انام وماحس بنفسي
قاومت الإنهيار قاومت رغبتها بإحتضانه لكن هزمها وهو يقول : لحاف أبويه الغالي وغرفته الواسعة ماعوضتني عن الريحة اللي كل يوم اتلحفها
هنا نزلت على الأرض وهي تبكي بمرارة ضمته بكل خوفها وهي تقول : بس بس حبيب ماما انت انت تدري انك النفس اللي اعيشه كل يوم انت ماتعرف وش جاني صرت امشي على الأرض بجسم واهن وبلا روح
عانقته وهو عانقها وهو يشتم عبق شعرها المحبب له مسح دموعها بيده وهي امتدت يدها لتمسح دموعه : بس ياعيوني انت اليوم بس مسموح لك تبكي ماما تبغاك درع وذرى للأيام الباقية
هز رأسه لتبتسم بين دموعها وتنطق : تدري تراجعت الدموع مو ضعف عادي الدرع والذرى لو ضاقت عليه الوسيعة يواسي نفسه بدمعة
ضحك وهو يعاود احتضان مدرسته وملهمته وطبيبة جروح أيامه و وحدته وهي شدت من احتضانه ..
•الرياض ..
حرير : لو احتجت شيء اتصل فيني لا تستحي زين
زايد وهو منحرج من توددها : والله مادري وش اقول جمايلك مغرقتنا أنا والوالدة
ابتسمت خلف النقاب وهو شعر بإبتسامتها لترد : لاجمايل ولا افضال سلامتكم من الغرق بس
دق قلبه وتبعثر هو شعر براحة كبيرة بعد ما استقرت حالة أمه وشعر بالراحة أكثر بوجود حرير واللي يراقبها الآن تلوح بيدها مودعه المكان بسيارتها ليلوح هو بيده ، عاد لإنتظار المستشفى مضت ساعات ليخرج بصحبة والدته لكن انصدم بعد ما اخبروه ان قيمة العلاج مدفوعة وان بالخارج سيارة تنتظرهم للعودة للبيت !
خمن انها حرير انزعج بالرغم انها اسقطت عنه حمل ثقيل لكن انزعاجه لم يمنعه من الإتصال بها ..
•بيت تمارا وحرير .
حرير : كيف كان العشا ؟
تمارا بإنبساط : كان ناقصنا انتي تونسنا وأكلت عني وعنك لاتخافين
ضحكت حرير لترفع هاتفها اللي رن ردت بسرعة :زايد أمك فيها شيء؟
زايد براحة كبيره وانبساط : لا مافيها شيء صارت احسن انتي تقولين سلامتكم من الغرق بس قاعدة تغرقينا رسمياً
بعدم فهم ردت : وش سويت غير اني اخذتكم للمستشفى بس
زايد بإمتنان : قيمة العلاج والسيارة اللي رجعتنا للبيت
التفتت بسرعة لتمارا المنشغلة بجوالها ابتسمت بحب كبير وقالت : ماسويت شيء ولا دفعت الله مسخر لك شخص ثاني الله يرزقه وين مايكون
هو فهم انها تتهرب وودها بالأجر لذا قدر تهربها واقفل مكالمته لكن هي بسرعة تحركت ناحية تمارا لتقبل خدها مرة ومرتين
تمارا : هي هي صبر أكلتي خدودي
حرير : ياحلو قلبك الصافي اللي ماحد يعرفه غيري
مسحتها تمارا بنظراتها : وش مناسبة هالحكي !
حرير بضحكة : ولا شيء حسيت الليلة اني احبك زيادة قلت اطلع مابجعبتي قبل ماينفجر هالحب
ناظرتها تمارا بإستخفاف : اقول اخلصي علينا وعطينا عشاك اللي مزينته من بدري ماشبعت
فتحت الأخرى فمها بذهول لتكمل : لا تطالعيني كذا صدق ماشبعت أنا !
•قرية ساري ..
استيقظ من غفوته فتح عين واحدة بعد ماداهمه صداع السفر صارت الساعة ١٢ بسرعة نفض نعاسه ليفتح عينه الأخرى شده فستان أحمر حريري بين طيات لحافه ورائحة عطر شقية جداً تسلقت خلاياه التفت ليرى هتاف بطولها الملفت أمام المرآه تتزين !
تمدد بكسل لينطق : اللي اعرفه مافي عرس يستمر الين ذا الحزه
استدارت ناحيته بتوتر اقتربت وهي تجلس على اطراف السرير بزينتها : بس انت عارف سهرات السطح اللي ماعمري حضرتها
تحررت من شال شعرها الأحمر ومن رفعة شعرها العتيقة ومن اثواب المطبخ تحررت من رتابة سنواتهم التسع من أجل سهرة مع بنيات السطح سذاجة ! بدون شعور نطقها ..
تبعثرت هي بدورها شدت من خصلتها اللي كانت مسترخية بحجرها
تشاغلت بها وهو لازال يمسحها بنظرات التهكم رفعت الفستان وسط مراقبته اختفت وهو ابتسم ابتسامة سخرية قطعها دخولها الناري وهي تتمايل بغنج عفوي مبتسمة بزهو بعد ماشعرت انها عروس تزينت بإختيارها
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...