تمارا وهي تسكب الشاي نطقت لتقاطعها الأخرى : وهذاك مايشوف شيء أعمى لو كان مثل ساري كنت قلت جبل لكن مخاوي أوراق وليتها فادت
ساري كاتم ضحكته : لاتعيبين الأوراق واتركي جبال ساري بحالها
بثرثره نطقت : تحسفت ليتني والله ما اخذت المقص منها المرة اللي راحت قطعت له حاجب تمنيت هالمرة تقفع عينه يمكن يفوق
ضحكت تمارا وساري يحاول مايضحك لكن انفجرت ضحكته وهي تتكلم بجدية مع تمارا : تتوقعين لو أقص شعري مثلها بصير حلوة ..
تمارا وهي تجاري مرحها : لا تتكلمين عن الجمال ونتوجع من الصبح
تذكار بغضب : تكلمي عن نفسك انتي انا حلوة بس تروح الترهلات وكرش الولادة وهالات الرضاعة والسهر ولغلوغ خفيف يعني والا أنا حلوة بسم الله علي
استمرت الضحكات وانقضى الصبح بمرح صاخب كان برعاية تذكار وتعليقاتها
اما عتيق بالداخل يتأمل شكل هتاف الجديد وسكونها الغريب اليوم بدت تتحسن وتتجاوب بنظراتها قرر يتركها ويعود للرياض قبل تعود لوضعها الطبيعي ويتبعثر أكثر !
•بنفس القرية ببيت ثاني ..
بعد ما فشلت للوصول لمبتغاها قررت الخروج والعودة
شريفة العجوز : تعوذتي من ابليس وصدقتي !
المرأة القاسية صوبت نظرة حادة ناحية العجوز وقالت : والله لو ماقلبي محروق على بنتي كان قعدت هنا وتشفيت لعمري كله
انتفضت العجوز بقهر : تدورين لقطعة ناقصة والجزء اللي بيكملها تتعمدين توجعينه
قاطعتها بنفس القهر : قلت أص مالش وجه تتكلمين قدامي بمواعظ ماتغير شيء لاتحاولين تصلحين خطأ غيرش وتنسين خطاياش
حملت مفاتيحها وحقيبتها الصغيرة عدلت نقابها وخرجت من القرية ..
•قرية جبل الهزم
وصل جابر وهو متكسر من الطريق الطويل دخل وبداخله يتمنى ان حسناء ماتشوفه جارته المتطفلة اللي مافوت يوم مراقبتها له من شباكها اليوم على غير العادة شباكها مظلم دخل ليستحم وحسناء في الأعلى نائمة فاتها دخوله فهي مريضة من أيام ..نام نصف ساعة لكن انفجع من صوت الباب كانت الطرقات مزعجة أو ربما بسبب النوم صار الخوف مضاعف ..
خرج ببجامته وبشعره المبعثر فتح الباب بسرعة ليندفع إليه صوت سعدية الباكي ..
•جابر : ماعليها شر ياخالة هي وش جاها بالضبط؟
سعدية : من يوم فجعها ماجد لين اليوم وهي ماهي بخير من تعب لتعب لكن اليوم تعبت زيادة لأن ماجد راح مع أبوه مره ثانية !
دنق وهو يفحصها تفقد نبضها ومسك جبينها بيده لسعته حرارتها رفع رأسه لسعدية المتوترة : لازم ناخذها للمستشفى
مدت له عبايتها بيدها وقالت : خذ
جابر : وش ازين بها لبسيها انتي ياخالة انتظركم برى
صد بوجهه مع انه فحصها ولمسها بيده لكن كانت مغطيه وجهها باللحاف
صارت ترجف بفعل الحرارة وسعدية ضعفت ماقدرت تسيطر على رجفتها
: جابر الحق البنت بتموت
ركض جابر للداخل رفع اللحاف بيده وهو اندفع ناحية الحمام القريب وهو يحملها فتح الماء لينساب على جسدها شهقت وهي تتعلق ببلوزة بجامته وهو يدفعها تحت الماء استمر الوضع لدقيقة كاملة
عاد وهو يحملها للغرفة ونادى سعدية العجوز : على ما اغير ملابسي غيري لها ثياب بنوديها المستشفىخرج لشقته وهو يتأمل يده اللي حملتها كانت هنا أنثى !
تذكر تلك الليلة الدموية عادت به الذاكرة لتلك الأصوات للصرخات اغمض عينه وهو يتخبط ويرجف دخل يستبدل ثيابه وهو يحاول تشتيت العاصفة خايف ينكسر وتهزمه هذه الصرخات خايف ينكسر وتسقط دمعته اللي حبسها لسنوات..
•عودة لبيت نادر ..
وكأنها نامت لفترة طويلة ولتو تستيقظ تشعر بثقل كبير يحاوط كل جسدها خرجت من الغرفة بعد ما تأكدت ان حالتها الغريبة عادت وبقيت لأيام نفضت إرهاقها وهي تتجول بعينها الحوش فاضي البيت ساكن اتجهت للمطبخ شربت ماء وخرجت صادفت بطريقها أديب ابتسمت برحابة تحبه كثير وهو نفس الشيء : أديب الحمدلله على السلامة اشتقنا لك
ابتسم لها وكأن شيئاً لم يكن : الله يسلمك وتري ما نسيتك من هدايا السفر
صارت تجاري مشيته : أي سفر انت خلاص عشت بمكان ثاني وتقول سفر قول انتقال
ضحك وهو يحمد الله بداخله على عودتها وسلامتها
كانت مغطية شعرها بشال ثقيل يحضر دائماً بحضور أخوان عتيق
جلست على الدكة تنتظر أحد يشاركها الجلسة لكن الكل خرج بعد ما اخبرهم أديب كانو فرحانين بعودتها بالذات غزل
بسرعة نطقت : مثل كل مرة صح
هزت غزل رأسها بدموع لتنطق هتاف : والمرة ذي الأذية طالت مين من اللي جرحته و أوجعته ..
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...