همس لها وهي بحضنه : لا تبكين من نقصهم لاينزل من عينش دمع غالي عشان قناعاتهم الرخيصة اللي مالها وجه صحيح
رفعت رأسها وجهها مقابل وجهه : يمكن يكون لها وجه من الصحة
مسح دمعها وهو يقول : لا تفكرين ولا تنشغلين عن حياتنا بأشياء مالها معنى كشر بمرح وقال : بعدين من زينه غالب يوم تجي منه أكثر من نسخة هي نسخة واحدة والأرض يالله تشيلها
ردت بسرعة وعيونها مصوبتها ناحيته متشبعة أمان ومتشبعة لهفة ومتشبعة رضا بعد ماضم خوفها واحتواها قالت وعلى ثغرها بسمة خجولة : بس غالب مو على الأرض ، غالب بقلب البتول ..
الرضا اللي ناله قلبها نال منه الكثير ، والرحابة اللي سكنت واستقرت على ملامحها سكنت فؤاده وصوتها المتلهف دخل من أوسع أبواب روحه نفس ابتسامتها الخجولة ارتسمت على فكه بسمة صافية وشعور الرضا اللي سكن قلبه سكن كل جوارحه وطغى على صفحة ملامحه : وأنا اقول ليه صرت واثق وخطواتي نحوش عجولة ، أثر جيوش الأنثى يوم تحب قادرة تهزم جيوش الخوف والتردد وكل حاجز يمنع خطوات القلوب ، أثرني كنت بخير وكان علي الأمان ..
هزت رأسها بتأييد وعيونها تحمل نفس النظرات الملهوفة : عليك الأمان دايم وقلبك بقلبي بخير
هي مانطقت أحبك صريحة ، لكن كان أعظم إعتراف بالحب ورده كان أعظم من ألف شعور وأخيراً غالب عرف وين قلبه وأخيراً البتول لقت مفتاح غالب ...
.
.
ساري وهو بطريقه لرهاف اللي ما تغيب عن باله أبد ودايم يقلّب بمخه ألف خطة وخطة لإنقاذها قرر يفصح لنفسه ويعترف لقلبه أنها تمكنت منه ، قطع درب طويل في سبيل راحتها وراحة نفسه وضميره قبل ينزل من السيارة وهو يشوف أنوار كثيرة تحاوط البيت الكبير وأسواره رن جواله همس بدون شعور : حرير !
حرير و رهاف كل واحدة تعبث فيه من جهه وبعد ماضمن قراره وإختياره حضرت حرير !
هلا حرير إذا تذكرتي أن لش أسرار مركونة عندنا تطمني باقية وبالحفظ والصون
حرير ومقصدها ثاني بعيد عن أسرارهم : ساري لي فترة أحاول أتصل بتمارا وجوالها مقفول ورحت بيتكم يقولون مسافرة ، عارفة أن في شيء صار
قاطعها يعرف انها اذا مسكت طرف موضوع مستحيل تقفله ، سخر من نفسه تخيل أنها بتتصل وتخبره عن أشواقها لأنه تاق لصوتها وحتى حن لدموعها ، الغريب أنه مشى لطريق ثاني مشى لجهة قلبه الثانية مشى وهو قاصد رهاف وقاصد قلبها لازال يقاسي تناقضاته ، لازال متخبط لكن حرير إختصرت طريقه وقطعت شكه باليقين يبدو أنه توهم طريقها لا أكثر لذا قال بصوت بارد : تمارا تعبت في الفترة الأخيرة
لم يبالي بخوفها ولا حتى لهفتها أخبرها عن المستشفى وأقفل الخط ومشى وهو متيقن من خطوته القادمة
•ابو حمد وهو مستغرب من وجه ساري الواثق جاي لهم بكامل أناقته ، وساري مصدوم من التجمّع ويحاول بداخله يرفض الفكرة الكريهه اللي عكرت عليه راحته ، ابو حمد يعرف عايلة ساري وجده وتقبله بسهوله ، لكن لازال مستغرب من قدومه
ابو حمد نطق : جيتك اليوم عزيزة ، لكن ماهي أعز من فرحة عيالنا يوم ينتهي العرس بنعرف العلم اللي جابك وعنّاك لنا !
حمحم ساري وهو مرتبك وأشار ابو حمد بتعمد وهو يعرف نية ساري تمام المعرفة : هذا ولدنا مانع الليلة عرسه على بنت عبدالله ام حفيدتنا !
جف ريقه ، جاهد توتره وهو يبلعه ويبلع معه حروف غاضبة لكن كل شيء صار وضاعت فرصته من يدينه وآخر محاولاته بُترت صمت وهو وده ينتهي هذا العبث ويخرج من المكان ويتنفس براحةأما رهاف تعودت على خوض الخوف بمفردها مفتقدة الأمان ومن فترة طويلة حتى بعد مافارق حمد الحياة وظنت أنها تحررت لتجد نفسها بين أهله وبين جدران طفولته والآن مرتبطة بشخص آخر ، ربما حمد آخر ، مانع اخو حمد من أبوه مامر اسمه عليها من قبل ، يعيش في بيت ثاني ومدينة ثانية ضمت طفلتها وهنا فكرت بهذا المانع عمره وتاريخه تجهل كل شيء عنه خمنت أنه يفوق عمرها بمراحل ومتزوج وأب لأبناء بعمرها منعت نفسها من التدقيق لأنها ارهقت نفسها وتزاحمت أفكارها بدون فائدة ، ولأن مانع رفض يشوفها وقرر يرجع مدينته تجهل السبب لكن رفضه ريحها ، نزعت الفستان ومسحت مكياجها بعد ما أثقلته عنوة ابتسمت للصغيرة لكن الإبتسامة توسعت لضحكة مجنونة قالت لطفلتها اللي سمتها أمان يمكن يكون اسمها فال أمان على قلبها وحياتها :أماني ماما يوم تفكر بشي يصير العكس خفت على الفاضي ، على الأقل صرت متعودة على خوفي القديم مابي مخاوف جديدة
نرقص ياماما ؟ نرقص نرقص
حملت طفلتها وصارت تدور وترقص رقصات خفيفة وهي تضحك : ليه ماما تخاف وبحضنها كل الأمان ؟
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...