102

214 9 0
                                    

نزل وعلى وجهه علامات الإمتعاض والشعور الكريه لم يغادره ، بعد انتفاضة البتول ورفعة كفوفها بوجهه وصوتها المستجدي ونظراتها كلها بالنسبة لتلك اللحظة لم تكن عادية ، شيء أكبر من دلالها الذي يمقته حاول يرفض هذه الأفكار ليجد نفسه بالفعل جرح نظرتها وجرح صوتها وجرح محاولاتها في الإقتراب لتبتر كل شيء بصوت حاد لايدري لما أحزنه مطلبها الأخير كيف يتجاهل إهتمامها ورقة صوتها واقترابها اللطيف وهي تتفقد ملامحه، كثير من التناقضات يحملها قلبه الآن هو لايستلطف دلالها ونغمة الغنج بصوتها أحياناً تثير غضبه واستفزازه وعلى ناحية أخرى يحب ثرثرتها وعفوية اهتمامها تأفف بصوت مسموع وكل هذه الأفكار تطرق قلبه بطريقة مزعجة
نزلت ورمقها بنصف عين لم يحضر أحد بعد اخفى ضيقه من بجامتها كانت عادية لأي شخص آخر عداه هو لم يعتاد على هذه المناظر كان في باله شكل معين لباس والدته فقط ، اختلفت عليه اشياء كثير رجعت للغرفة بعد مالاحظت صمته وهو حاول يقتنص أثر الإحمرار وكأنها تذكرت شيء لتعود نطقت : خالة راوية رحلتها للعمرة اليوم
ميل رأسه وهو يستحثها تكمل لكن اكتفت بهذي الكلمتين وغادرت ، ابتسم من اثرها الاثيري ورائحة الورد اللي غزت المكان فهم مقصدها كانت غاضبة للتو من مطالبها وبعفوية صارت تطلبه بدون قصد وصل كل شيء وصل لقلبه وابتسم بشجن خايفة تبقى بمفردها وتقضي الليل وهي تنتظره مثل باقي الليالي اللي يسهرها مع سعيد ، حك شاربه وهو يضحك ، ليصل مسامعه صوت الباب استقبل غزل بالأحضان وكأنها الطفلة القديمة وهي لم تعارض لهفته بالعكس استقبلتها بلهفة مماثلة ضمها يوم زواجه بنفس هذه المشاعر لكن انشغل بأمور الزواج والحضور لم يطول اللقاء ، اما تمارا اعتادت تكون بالهامش اعتادت تتلقى برودهم وترددهم تجاهها لم تنصدم من غالب صار مثلهم وبصفهم صدمتها من نظراته المتقرفة كانت أكبر زواجها السري صار يتقاسم سره معها ومع جابر هي بالأصل تمقت هذه الأماكن تكره اللحظات العاطفية وبالرغم من ذلك ظهر الضيق على وجهها رتبت شعرها وهي تخفي التأثر من هذه اللحظة أقفل الباب فجأة انضرب الباب بقوة فتح بسرعة و اندفعت تذكار وطفلتها بحضنها : والله ماخليكم أنا انا تفوتني عزيمة
غالب وهو يضحك : تعالي تعالي
رمت الصغيره بيد غزل وتعلقت بحضن غالب وهي تثرثر : يبغون يستفردون فيك وأنا الأصل انا اختك هم فروع بس
افلتها وهو مبتسم نزل لمستوى الصغار وحضنهم والبنات من خلفه يتهامسون
تمارا : من متى تمونين وانتي مو شايفته غير مره !
تذكار : شفته يوم العرس وقتها ماجبت الصغار وماتعرف عليهم
غزل : شبكتي علطول اثقلي فشلتينا عمي ذا ثقيل وهيبة مو مثل الباقين
تذكار : مالكم دخل اخويه بس خلاص اسوي اللي ابغى
هزت تمارا رأسها بيأس وغزل تضحك ..
تذكار : هذي نورة سمية عمتي نوره
هذا إبراهيم سميته على جده
هذي نجد سمية نفسها
تمارا قاطعتها : كل من شاف عيالها ترص معلقة تعريف فرحانه بإنجازها وهي ساطرتهم ورى بعض
نغزتها تذكار : قولي ماشاء الله
غالب تملل من مناوشاتهم حمل نوره وقال : عمتي تحتريكم داخل أذن المغرب وانتو تتناقرون

اكتملت السفره بحضور البتول ، فجأة صارت تتعامل ببرود ومكتفية بتوزيع نظرات مرهقة على الكل ، لم تفوت اهتمامه بغزل حتى اللقمة يسرقها من الصحن ويظفر فيها فمها ويسابقها على كل شيء تسقط عينها عليه يلتقطه ويدسه بيدها وهي مبسوطة على هذا الدلال بينما البتول تتألم من الداخل كيف قلع صلابته بحضور غزل كيف تخلى عن صوته اللاذع وعيونه الحادة وكلماته الثقيلة اللي يلقيها عليها بلا مراعاه كيف انقلب شخص ثاني أمام بنات عائلته ؟ خمنت ان ابتعاده من أسبابها هي يبدو انه لم يتقبلها ولن يتقبلها !
غالب لم يفوت مراقبتها يدرك انه تهور لكن فرصته هذه نادره حاول ينشغل بنورة لكن الشيء الآخر اللي اشغل باله انها لم تأكل استثقل يسألها استثقل يحرّص عليها تأكل ويقرب منها الأصناف مثل مافعل لغزل وهذا الشيء آلم روحها
تفاصيل بسيطة تعني لها الكثير ، وجدت الأجوبة لإستفهامات ماضية من لحظة واحده نفضت يدها وهي لم تلامس شيء من الأكل لتنطق بصوتها المرهق : يعطيك العافية خالة راوية الأكل يجنن
رفع عينه لمح خروجها الثقيل وهي تجر احباطها نزل عينه وام قايد قرأت كل محاولاته همس وهو ينفض كل شيء عكر صفوه : اليوم بتعودين لديرة الحبايب من قدش ياعمه

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن