ردت له الإبتسامة : مو كنت مبسوط ليه الحين توجعت ؟ قوتي تحسسك بالنقص؟ بنية المنديل الأحمر وثيابها القطن ماهي جاهلة مثل ماتظن
أكثر من شعور يخالجه الآن لكن شعور الفرح متصدر لكن قدر يخبيه لأنها تستعرض أمامه وكل حرف تقوله يشعره بالكمال عكس ماتظن هي وده تنطق بكل شيء بدون توقف : تمارا شدت على يديني وساعدتني أقدم على الخطوة ساري سعى ووقف معي مثل تمارا درست كل الفترة بالسر والاسبوع اللي من كل شهر ترجع فيه للديرة كنت أسبقك وأرجع أنا ، واستمر وضعنا ذا لين تخرجت !
لاحظت صمته هي تظن أنه غير راضي وشعوره هذا إستفزها من جديد قررت تتمرد لتنطق بالسر الجديد : دوامي في الوظيفة الجديدة قرب المباشرة بعد أسبوع دام فتحنا سيرة الأسرار نهل السبحة مرة واحدة
تحركت من أمامه وهو بالكاد استوعب قبل تخرج شدها من يدها لتنفض يده نطق : قبل تسأل وقبل تغثني بمقدمات طويلة الوظيفة بالرياض والسكن وأموره منتهين منها !
خرجت وهو وقف متسمر لم يستوعب بعد !
.فاتن تسمعيني أنا سلافة واقفة ورى هالباب من ساعة ولارديتي الصوت حتى لو بحركة تحسسني بوجودك
فاتن من ورى باب الغرفة اللي تحوي ثلاث أجساد ذبلت من مدة واكتست بالجمود وقبله الضياع وأطنان من الوجع فاتن ، رحاب ، رباب
سلافة : لقيت الشخص اللي بيطلعنا من الظلمة لقيته وحطيت له الدليل بمخبى ثوبه
فاتن ردت بالصمت وأكملت سلافة : بعد أسبوع بطلع للبيت اللي سرقكم منا لا تظنين ان قرابة الدم ممكن تنقذنا كلنا بمركب واحد مركب ماله وجهه كلنا تايهين ، بس أنا قررت قررت أمسك كل شيء بطلع بفستاني وبرقص بشرب من الكاس اللي انجبرتو تشربونه
فتحت فاتن الباب وخرجت بوجهها اللي استحوذ على أوصاف الجمال وصارت مثل اسمها ضمتها فاتن بقوة وبصوت غاب عنهم من مدة نطقت : لا لا سلافة يكفينا من الوجع اللي صابنا لا تكسرين لنا ضلع
سلافة وهي تنتفض بحضنها : إذا كنت انا الضلع السليم وأنا الناجية اللي استثناني الوجع من بينكم تراك أخطيتي ، أنا تحطمت كل ضلوعي وضاع مني كل شيء وأنا اشوف هالضياع بعيني
فاتن ردت : انتي اخطيتي اخطيتي سلافة الضلع هو انتي قوتنا وسندنا خدش واحد يمس قلبك يمسنا جميع انتي نجيتي بس اللي ضاع منك كثير
رفعت نفسها من حضن فاتن وهي تبتسم : خلاص النهاية قربت موعدي الأخير مع حسام بعد أسبوع أو اسبوع ونص والفلوس اللي انقذتنا اليوم بتسكتها تكفين يافتنة لاينحني راسك ولو صار شيء ولو مارجعت البنات اللي في البيت أمانتك من بعدي
فاتن ابتسمت بذبول ، الخسارة والغياب والفقد أول حروف تتصدر قاموسها لكن خسارة سلافة وغيابها بيكلفها الكثير وأولها حياتها هزت رأسها بمسايرة وهتفت : بترجعين الضلع الثابت اللي يقوينا وبترجعين لنا صوت الضحك بعد ماغاب ويمكن تلاقين بالدرب الجديد إبتسامتنا الضايعة وحياة جديدة لقلوبنا دربك أخضر ياسلافة
ضحكت لها سالفة ومسحت وجهها بحنية مبالغ فيها وكأنها تكبرها بأعوام : وعد مني برجع كل شيء مثل ماكان واحسن بكثير سلافة قول وفعل
.
.
صحى أديب من أثر الضربة انفجع من منظر الدم حاول يتذكر وأول شخص قفز لذهنه فتاة الدكان لأنه قدر يميز شكلها قبل الضربة ، رفع نفسه بثقل وبصداع تحرك للحمام القريب خلع الثوب لتسقط ورقة صغيرة على الأرض شاهد سقوطها بعدم إهتمام رمى ثوبه بالممر وقبل يصب الماء على رأسه نزل للورقة فتح عينه على وسعها والغضب حل محل الألم : كنت مضطرة وتقفلت أبواب الدنيا بوجهي الفلوس اللي كنت مخبيها لقيتها وبترجع لك قريب ، سلافة بنت خضير !
وش قوة الوجه هذي وكأنها تخط حروف إنجاز وتتباهى فيها سرقت فرحة هزاع وسرقت منه أمانته هو ، تعدت عليه وضربته وبلحظة غير متوقعة خسر كل شيء حتى صديقه !
.
.
تمارا
المفترض اليوم موعدها مع المصمم قررت تنشغل بالموقع الجديد وتهتم بأدق تفاصيله لكن تبعثر كل شيء وصاحب الموقع بكل سذاجة يخبرها ان الموقع صار يملكه شخص ثاني دفع أكثر !
نزلت من السيارة وهي تحمل غضب الدنيا خطواتها ثقيلة بسبب إصابة ظهرها لكن مصرة تنفس عن غضبها واللي فجأة تبخر وحل محله الذهول والرجفة تمكنت من كل أوصالها !
الشخص القديم اللي هزمها واقف بحلة الترف وبهندام الرفاهية يرمقها بنظرات إنتصار وبالرغم من تهديدات ساري قرر يواجها مثل ند وقرر ينتقم ويستمتع بإنتقامه، لكن صدمته من شكلها الجديد بعثرت نواياه ، أنوثتها الظاهرة زينة وجهها الطفيفة !
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...