64

215 7 0
                                    

بيت ام قايد كان منفصل تماماً عن بيت ام البتول وأخواتها تفصلهم حديقة صغيرة وسور البيت الثاني لأم البتول واللي متعلقة كثير بابو قايد المريض ومنشغلة برعايته بيت ام قايد محبوب للكل وبناتها يفضلونه بالذات البتول ..

البتول : هتون كارثة كارثة
هتون تبرد اظافرها وأمامها ورق طالباتها استقبلت صوت البتول ببرود قاتل تعرف اختها تبالغ دائماً نفخت بفمها و قالت : اعرف كوارثك بس ماعندي خيار ثاني غير اني اسمع وافتك
البتول وهي واقفة عند الشباك : سهم لأول مرة بحياته يعزم ضيف ووين ببيتنا ؟
هتون : طيب وبعدين ؟
البتول : سهم ركزي مو قايد !
هتون : ولو صار سهم سهم انسان مثلنا واكيد عنده علاقات وصداقات ليه مستغربة
البتول كشرت بحزن : يعني مو عارفة اخونا وعلاقاته ماعنده ولا صديق بالدنيا ومايعرف مكان ثاني غير بيتنا ومحل الورد
هتون ببرود : خلاص لا تشغليني سهم وجاي عنده ضيف اتركيني اركز بأوراقي !
البتول تعرف مشاعر اخواتها ناحية سهم الغريب بالنسبة لهم القريب والمحبب لها اقتربت بعناد وقالت بغصة : سهم اخونا فاهمة ! وحبيبي أنا مايهم تهتمين ولا يهم لو تحبينه او لا لكن لاتنسين انه من لحمك ودمك والحكي ذا يشملك انتي واختك الثانية
كانت نظراتها المدمعة مصوبة ناحية نغم وصبا اللي حضرو نهاية الحوار
: اشبها ؟
هتون وهي تراجع اسئلة طالباتها : سهم يعني في شيء ثاني غيره ؟
لم يعلق احد وبنظرهم سهم لا يعني لهم شي !

دخل غالب خلف سهم الصامت فتح باب المجلس بسيط مطعم بجمال دافئ هذا المنظر بالنسبة لغالب في غاية الجمال لأنه معتاد على منظر وشكل واحد لبيته او بالأصح عشته اخذ مركى من فوق الكنب وجلس على الأرض على السجاد تحديداً اعتلت فك سهم إبتسامة طفيفة وصار يجاري طريقته بالجلوس
والآخر مستمتع نطق بممازحة : ماودك ترحب بضيوفك على الأقل قول ياهلا عشان احس اني شخص مرغوب فيه
توسعت إبتسامة سهم بالرغم من نبرة غالب كان يمزح ولكن صوته وثقله وحدة ملامحه فرضت حضورها وصارت المزحة ثقيلة ولكن سهم رد برحابة : معتبرك صاحب المكان مايحتاج نرحب فيك
غالب بثقل صار يهز سبحته ويراقص حباتها وبسبب الصمت الطويل صار يتأمل المجلس بنظراته يبدو انه ذوق انثوي خالص راق له بالذات لون الجدار والضوء المختار بعناية كان معطي طابع مريح للمكان
طرقت البتول الباب وخرج سهم والآخر بسهولة ميز صوتها : سهم حبيبي الصحن ذا أول حاجة تقربها عند الضيف التمر ضروري لا تنسى والقهوة لا تعبي الفنجان وإذا هزه معناها خلاص اكتفى
قرصت خدوده : صار عندك اصحاب غيري لأني مبسوطة سويت كيكة الأمهات اللي تحبها تتذكرها ؟
ضحك سهم : خلاص هاتي الصينية
دخل وعلى وجهه أثر الضحكة وغالب سمع كل شيء وعرف سر تحول ملامح سهم للإنبساط يبدو انها الشخص الوحيد اللي يملك مفتاحه اخذ القهوة وصار يصب لنفسه ولسهم وقرر يأجل موضوعه معه لأنه لاحظ السعادة الطفيفة اللي على محياه ويبدو انه سعيد حتى بوجوده هو ويبدو ان هذه الزيارة صنعت فارق بقلبه هنا رضا طفيف وصل لغالب وقرر يكمل ويقتحم أسوار سهم أكثر وأكثر ...
.
.
جبل الهزم
جلسة معتادة بالحوش ولكن هذه المرة بحضور سعدية حاولت تكسر الصمت ولكن فشلت حسناء لم تفتح فمها وعلى وجهها عبوس ظاهر ، جود عند زاوية الطين مكانها المفضل افسدت كل ثيابها ولازالت تعبث اما جابر للتو يحضر بعد دوام طويل جلس يشاركهم القهوة ولكن استغرب الصمت رفع رأسه بعد مافزت حسناء لصغيرتها نفضت يدها وبصوت غاضب : قدامي قدامي للبيت المرة الجاية بقرص اذنش خلاص طفح الكيل
جود القصيرة جداً هربت للداخل وحسناء خلفها تركض ضحكت سعدية وحسناء لم تلحق بها رجعت وهي تلهث بعد الركض رفعت غرتها بيدها وهي تتنفس : هلكتني ذي الصغيرة فيها عناد غريب اصب لك قهوة ؟
جابر وهو مرهق ووده بالنوم : لا بتطير النومة
سعدية وهي تحاول تقوم قالت : ذكرتني عندي الصبح موعد لعيوني ولد اختي بيجي ياخذني ويمكن اطول عندهم ..
هنا اختلف لون حسناء ولكن انقبض قلبها أكثر بعد مافجرها جابر وهو يقول : واحنا راجعين لديرتنا اليوم آخر داوم دوامي هنا كان مؤقت وسلمته خلاص
حسناء بصوت واهن : ووين الديرة اللي تقول عنها ديرتنا ؟
جابر : ساري
انقبض قلبها أكثر لتهرب للداخل وسط نظراتهم المستغربة سعدية بحزن على حالها : هب شانك منها ( انتبه لها ) تراها ضعيفة واخذت من الضيم (الوجع ) اللي يسدها( يكفيها ) وأكثر
هز رأسه بمسايرة لا أكثر ودخل ليلحق بها ..

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن