ملكة وقايد ..
قايد : ملكة ماينفع الصمت هذا ماينفع لوضعنا بنكمل شهر ولا قدرنا نفهم بعض ولاقدرت أنا اعرف سر الصمت اللي يحضر بوجودي ؟
ملكة بعد ما اختارت تهرب بنفسها وتختار كفة الصمت كفة آمنة لوضعها الحالي مع قايد وقايد يشعر انها تختبره ويشعر انه تحت مجهرها لكن الإختبار طالت مدته وهو بنفسه قرر يكسر هذا الصمت ..
ملكة بصوت جاف : انت حديتني والا أنا ماكان عندي نية اختار الخيار هذا
قايد : كملي كملي لاتوقفين أبد
ليتها لم تكمل ليتها بقيت صامتة : قايد انت مجبور تطلقني ولازم تختار الوقت يا يومنا الحالي يا بعد مانرجع مكة ويستقر ابوي في المستشفى لك الخيار
ضحك وكأنها نطقت نكتة على مسامعه لكن تراجع وهو يلاحظ بعد ماحاول يستوعب جديتها نبرتها ثقيلة وباردة جافة نثرت أمامه مقدمة قصيرة ومن ثم استفتحت طلبها مرر نظراته ناحية عيونها حاول يسترق لو نظرة قصيرة مزحة ثقيلة تكسر فيها رتابة أسابيعهم كان ينتظر تختم طلبها بضحكة لكن لم يلمح شيء غير الإصرار وغير الثبات هو الوحيد اللي اهتز وتزعزعت أركانه هو الوحيد اللي نال من هذه اللحظة لذعتها الضحكة تلاشت وهنا نطق بجمود :احنا ماقلنا بسم الله لحياتنا ولا عشنا بيوم طبيعي بحياة الزواج مانلنا من الزواج غير اسمه ليه بسهولة تتنازلين وانتي ماجربتي ولا شفتي جزء من هذي الحياة ؟
زفرت وهي تهرب بعيونها : ولأننا ماقلنا بسم الله ولا واحد فينا فهم الثاني ومواقفنا تنعد على أصابع اليد تشجعت وقلت اللي بقلبي
قايد : ملكة لايكون اجبروك ؟ ضربوك على يدينك عشان تكونين لي؟
صغرت عيونها : اكون لك ؟ التملك هذا مايعجبني وبعتبر نفسي ماسمعت لأن في كلام أهم انت قدرت بكم شهر تلعب على وتر عمي والناس عشان يقتعنو انك شخص مسالم ومتمسك فيني وفي ابوي وانت ماجابك لحياتنا غير اطماعك
قايد : لحظة لحظة لحظة !
احتدت نظرته وتغيرت جلسته رفع سبابته بوجهها ونطق بحدة : أي أطماع ياحبيبة أبوك ؟ لا يكون تحسبيني طالبك عشان كم فلس بقاها أبوك ولو مارقعت الوضع من بعده كان بالسجن قبل يكون بالمستشفى !
ملكة بإصرار : انت اخذت فلوس ابوي وماتقدر تنكر حلت بعيونك فلوسه وقلت اوسع القرب اكثر واخذت كل شيء وقلت دام ماله صوت حتى بنته بعاملها معاملة أي شيء يرجع له المهم يصير لي
نهض والشخص البارد المسالم تحول لوحش بكل تفاعلاته خافت ايه خافت كثير لأنه صار يتخبط أمامها ويقاوم اندفاع حدته رمى الطاولة ورمى الأكواب وانتثر كل شيء على الأرض ضمت نفسها وهربت للزوايا صار يلاحقها ونظرة السلام وصوته الهادي ابتساماته كلها اختلفت يبدو انها هي من اخترقت هدنته ليخرج أنيابه بطريقة صادمة رفع يده وهو يحاول كبح نفسه والرعونة اللي حضرت بعد ما اقصاها من مدة : انا حتى الضرب احسه حرام في امثالك تدرين وش اللي كان ماسكني ومقيد لساني خوفي تدرين من وش كنت خايف ؟ خفت اجرح الرقة هذي بدموعك واللي بيني وبينها بس حقيقة بس حقيقة خلي الحقيقة مستورة مو رحمة فيك للشخص النايم هناك اشار لغرفة خاله
حاصرها بجسده وهمس بنبرة حارة لاذعة : حطي ببالك شي واحفظيه بتذوقين الندم معي ! شفتيني شخص اباري الساس قلتي استغل الوضع بيزعل شوي ويطلقني صح والا أنا غلطان ؟
مسح خدها وقرصه بحده :بتحصين الكلام اللي خرج من فمك حرف حرف بتحسبين حساب الغلطة و تتضاعف لفوق العشر بوجود حسي اللي تكرهينه ، الحسابات صارت محسومة والفرص معدومة اقضي وقتك بين هالجدران وتسلي بأصابع الندم مافي فراق ختم كلامه بضحكة وخرج وهي تهاوت على الأرض تبكي تسرعها بعد ماقلب كل شي ضدها ..اما هو في الخارج مسح وجهه كان يعرف انها مجبوره كان يظن هروبها الأيام الماضية خجل فتاة طبيعي لكن كان شيء أكبر من توقعاته جرحه وبتر خطوات الحب والحديث اللي كان مصمم يعترف به بدون تردد .... ملكة اليوم قضت على مشاعره الوليدة
•خارج القرية غالب الصامت بثقله مع سهم واخته متوجهين للمطار
البتول اسندت رأسها على الشباك ونامت
غالب لم يروق له وضع سهم همس له بعد ما تأكد ان البتول غفت عينها : ياخوي فيك شيء؟ ساكت طول الطريق ومتوتر
سهم وهو قلبه على اخته وكل جوارحه معها : شايل هم البتول ماتبغى احد يخاف عليها ولا يحزن عشانها كانت متحمسة تقضي رمضان هنا بس اختلف كل شيء بعد ماتفركش زواجها
غالب بهدوء وعينه على الطريق : لو عندها نية للبكا ما وفرت دموعها ليتنا بس مثلهم نسخى بالدمع ولا يردنا الحيا وشوفة النفس كان كلنا بخير
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...