151

210 6 0
                                    

فزت وهي تحرر عبراتها ليغشى المكان صوتها الناحب وهي تبكي فرصة ضاعت من يديها كان قريب أقرب من وريدها كانت يده مستريحة تضم خصرها بتملك ناعم كان هنا قبل خصلاتها لكن القبلة ماكانت إلا قبلة عشاق تذوقتها بالرغم من صوتها الصاخب على روحها بكت وهي ودها تعبر الممر وتلحق أنصاف الثواني اللي ضاعت وهي تحصي الفتات منها ضاعت لأنه ترك لها عشرات القبل وتركها ..
.
.
غالب وهو يحاول ينسى موقف العيد اللي بتر العلاقة نهائياً وأقصاه بدون عودة ، جابر واقف أمامه وصامت لكن منظر الندم اللي على وجهه والأسف كان كافي بالنسبة له : جابر يوم جيت من ورى خمس سنين ورفعت الصوت بفزعة ترجعني لسنين غياب ماجبرت نفسي ولا أحد جبرني لقيتني ماشي لطريق الفراق من جديد بكامل إرادتي لاتحس انك مستذنب فيني
جابر وهو يحاول يرد ويجمع له حروف تشفي غضبه من نفسه نطق : كل ما أتذكر أني دمرت أعذار خمس سنين جمعتها وجيت تتجمل فيها يوم العيد تضيق علي الوسيعة ، خطاي متلبسني ومايحتاج تقنعني
ضرب ركبته بخشونة وقال : معفيك أنا من الخطأ اللي تظنه دمرني تكفيك ذنوب حسناء
رمقه بشدة وأكمل غالب : ماني خبير بالوصل لكن لو عجزت تمسك لك طرف خيط تكفر فيه عن ذنبك تراني واقف لك ورى الباب
قاطعه جابر : يوم تفزع فزعاتك نعجز عن ردها يكفيك اللي صار من مدة ، وإذا على الوصل أنا عجزت أمسك طرف خيط يوصلني لنفسي قام وأكمل كلامه : أخوك جاب العيد بحق قلبه ودمر له قلب ثاني أي تدمير قول جا من الجهل وكمل الناقص وكني واقف بصف النكد ومتقصدها
ناظره غالب بعطف غريب : أنت ماجبت العيد أنت عرفت واستوعبت واعترفت لقلبك عندك فرصة كبيرة ، لاتترك يدها وهذا هو المهم
خرج بدون رد وتوجه لشقتهم الصغيرة
خرجت بجسدها النحيل من الغرفة بشعرها المبلل تتهادى بخطوات مجهدة ، قرّب منها وجذب يدها وأخيراً جت اللحظة اللي تجمعه بها ، الأيام الماضية تهرب وتنام لساعات ، اللحظات اللي تستيقظ فيها تعد على الأصابع ، هربت بعيونها عنه وجذبت يدها بنعومة ، تكورت على الأريكة وهو رمقها برحمة كبيرة فقدت كثير من وزنها وصحتها
جلس قريب منها على الطاولة وحضن يدها من جديد : مابغينا نشوف هالعيون ، ليه تهربين من الضحكة اللي قطعنا أميال عشانها إبتسم بسخرية هي تدور للبكاء وهو يحاول يجمله !
فجأة تحولت نظراته لدهشة لأنها نامت من جديد ! لم تمهل إستجوابه ولا تعاطفه هربت مثل كل مرة
نومها بدى له بصورة تستدعي مخاوفه لأنه بالفعل غير عادي لم يعتاد على أوضاعها الغريبة بسرعة فز ناحية أشيائها بعثرها كلها وبسرعة اختلف لونه والسبب علبة صغيرة ، مهدئات مع الوقت يدمنها الشخص وتسبب له هلاوس ! تستخدمها للنوم وللهروب ! أي حال وصلها لهذا المنعطف المهلك بسرعة ركض وهو يتخبط ناحيتها ، جلس على نفس الأريكة عند أقدامها بالضبط حمل جسدها ورفع رأسها بإتجاه وجهه ضربه ضربات طفيفة وهمس:حسناء حسناء فوقي
بصوت ثقيل :خلني أبعد ياجابر أبعد عن الدنيا اللي شحت علي حتى بدمعة
انتفض من صوتها الغارق ، ومن حروفها المجهدة المفككة ومن جسدها النحيل اللي بين كفوفه خالية من الحياة : ليه نهرب دامنا اخترنا الطريق اللي يودينا للوجهه الصحيحة ليه نهرب ؟
لسانها ثقيل عجز يفهمها قرب اذنه من فمها :مانهرب هذي نجاة ورحمة ، مو أنا وبس كل البنات اللي معي أدمنوها
لازال حاضنها وعقله شارد عند آخر موقف
المهدئات بعد لحظات مثل هذه أسهل مهرب عن شعور الكراهية والتقرف والخوف أسلم حل للبقاء على قيد الحياة ، يا الله ياوحشة الشعور اللي داهم ضلوعه الآن رفعها وضمها بقوة لدرجة صارت تون من ضمته رخت ضمته وهتفت بنفس النبرة الثقيلة : هذي أول الخبايا وشفتها وما قويت يبغى لك قلب ثاني ياجابر !
ضمها من جديد وهمس : اليوم آخر محطات الهروب وحتى لو الخبايا مايقواها قلب مثل ما تظنين بنواجهها وبنداويها نامي قريرة عين ياحسناء
أرخت اجفانها وهو مسحها بعطف كبير وهو يقاوم لهيب الدمع وحرارته .

أديب ..
هزاع فلوسك بتوصلك وفي حسابك
هزاع : أي فلوس أنت اتصلت وعلمتني انها انسحبت ومعك في السيارة !
أديب وهو عاجز عن التفكير داهمه وهو يقول :سلافة بنت خضير
قاطعه هزاع : معلمة في المدرسة اللي أحرسها وش جاب طاريها الحين
أديب: ومدرستك ذي وينها الديرة ذي مافيها غير بقالة وتطلبك الحل

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن