البتول ضمتها ضمه خفيفة خافت تضغط على جراحها : لا ضروري نتأكد ان مافي نزيف ونتطمن على راسك سهم ينتظرنا تقدرين تمشين؟
تقوس فمها من جديد وهي بحضن البتول وتهدج صوتها : تعبانة كل جسمي يعورني
طيب حبيبتي لا تبكين طالعيني رفعت عينها لوجه البتول حنية الدنيا كلها فيه ابتسمت لها وبنظرتها الدافئة غمرتها لتحيطها طمأنينة غريبة ابتسمت البتول وإبتسامتها كانت مثقلة بشعور غريب امتص كل مخاوفها والقليل من ألمها نطقت بصوت دافئ :بتكونين بخير انتي قوية جلستي هنا بالغرفة لحالك وقت طويل تقدرين تروحين تتطمنين على نفسك وتعتبريني واحد من أهلك وانتي خلاص حطيتي رآسك على كتفي معناها حسم الموضوع بتروحين معاي !
وبالفعل خرجت وهي تستند على كتف البتول بعد ماغمرتها بحب غريب بالرغم انها تجهل شخصيتها لم تتعرف بعد لكن عرفت شيء واحد كتف البتول كان يحمل سكينة غريبة وصوتها ونبرتها تشد من أول وهلة عطف من نوع آخر يجذبك ، هالة حب لحظة صفاء تشعرك ان هذا المكان ينتمي لك وانت تنتمي له
بتول : سهم حبيبي جهز السيارة
سهم اقترب رفع يدينه وشد غزل بسرعة وحملها بخفة توجعت وبكت شدت مقدمة ثوبه وهو رفع رأسه بقهر : بس بس تحملي مسافة طريق ومسألة وقت ويروح كل شيء تحسينه الحين
غزل : ابغى اميبكل خطوة يخطيها كانت تنطقها ( ابغى امي )
عض على فكه وهو ماكان ينقصه غير استجدائها اللي اخترق وجعه من جديد مددها في المقعد الخلفي والبتول بسرعة تأكدت من وضعها في السيارة صارت معه بالسيارة وخرجو من القرية لمستشفى المدينة الذي يبعد مسافة ساعتين ونصف عن قرية ساري والقرى المجاورة لها ..
.تمارا خلاص هدي قربنا نوصل
تمارا وهي تشاهد المطر ينزل من جديد تعرف مخاوف حرير نطقت : نوقف هنا لين يوقف المطر
حرير وهي تحاول تقاوم خوفها من أجل تمارا : لا أخاف يطول مثل مطر أمس
تمارا : قلت توقفين يعني توقفين
حرير اضطرب تنفسها تهاب اللحظات هذه تعود بها الذاكرة للخلف تتقلب الصور أمام عينيها بطريقة خانقة مؤلمة اغمضت عينيها وهي تستند على المرتبة بضيق تمارا وهي تشاهد ذبولها المخيف حاولت تختلق فرصة تشتت فيها حزن حرير والذي قرر اقتحام صدرها الآن بسبب حبات المطر نطقت : حرير شوفي كيف الصدف غريبة لفي يمينك ناظري بسرعة
فتحت حرير عينها بإنبهار من تفاصيل التحفة المعمارية : كيف مدينة تتوسط قرية !
تمارا : ما تتوسطها ركزي حرير هذي النقطة سرية أو بالمعنى الدقيق محظورة
حرير بفضول انشدت ناحية المكان وناحية تعابير تمارا وهي تروي تفاصيله : هذي مساحة لعجوز مجهولة هويتها ولا نعرف مين هي وكيف اختارت المكان ذا بالضبط
حرير قاطعتها : على كثر ماجيت هنا ماعمري شفت المنطقة المحظورة هذي مثل ماتسمينها !
تمارا : هنا أكثر من بنت والبيت البني هذا يسمونه البيت المشبوه !
حرير : وليه مشبوه تمارا لايكون !
قاطعتها : لا وين راح مخك ركزي مشبوه لأنه مايشبه بيئة المكان هنا وغير كذا العجوز اللي فيه مربية مو أم
حرير زاد إنبهارها وفضولها : لا تتكلمين بألغاز قاعدة توتريني على فكرة
تمارا : البيت اللي هنا مثل دار أيتام مصغرة والكل يعرف ان البنات اللي بالبيت هذا مو بنات العجوز
حرير : وش الدليل تمارا !
تمارا : امممم يعني ملامحهم مختلفة غير كذا ألوان البنات مو نفس الشي تحسين مو راكبين مع بعض
ضحكت حرير : يمكن طفرة جينية تمارا : يمكن شيء غريب ماله دخل يعني إذا مايشبهون بعض معناها مو اخوات
ضربتها بعلبة المنديل : الحق علي اتحمس واقول قصة قريتنا الأسطورية بس في نقطة أخيرة ماقلتها المربية عربيتها مكسرة المهم ماعلينا عشتي جو ؟
حرير : ايه طيب ليه واقفين دام البيت مشبوه
ضحكت تمارا وسالت دموعها : في نقطة أخيرة
حرير : بس بس كل النقاط صارت أخيرة ووراها نقاط ماتخلص صدعتيني
تمارا راقصت حاجبيها بتلاعب : هذا بيت طليقة جدي اللي تصير جدتي بالأصل والحكاية اللي قلتها خيالية بس عشان اضيع حزنك
قفزت حرير من مكانها وهي تضرب تمارا بكل قوتها و الاخرى تضحك وتصرخ بوقت واحد شدت شعرها وبعثرته والاخرى غارقة بضحكاتها وبالفعل نجحت تمارا في تشتيت اللحظة المؤلمة بالنسبة لحرير لكن لم تخبرها بالحقيقة ان هذا البيت لا يدخله أحد وبالفعل نقطة محظورة لعائلتها ولسبب مجهول !
•
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...