163

199 7 0
                                    

هنا نطقت فاتن : روحي سلافة روحي ، دايم أقول دربك أخضر روحي ولا تشيلين همنا وتكفين لو لقيتي درب جديد وفيه قصة جديدة عيشيها بكل ألوانها ، شيلي السعد بقلبك وين ماتروحين ولا تفكرين فينا ، إذا شفتي الفرحة مقبلة ضميها بيدينك ، عضي عليها بأسنانك ، كل يوم اضحكي للدنيا يمكن تحن وتضحك لك
هزت سلافة رأسها لان الحروف ضاعت
اما فجر من فوق تراقب هذا الوداع بضياع لوحت لها من الأعلى تلويحة فاشلة وكل البنات اليوم الدمع هجر محاجر عيونهم تبلدت المشاعر
وداع سلافة ماكان هين ولأنه مو هين حتى الدمع لو جاد ونزل لن يعيد الأمان اللي رحل مع حقائبها
خرجت مع أديب الصامت المراقب ، سمع كل همسة وكل حرف إنقال وصل مسمعه بحذافيره كان شعوره مجهول ، رفعت التكييف تحت مراقبته ورجعت رأسها للخلف أسندته وأغمضت عينها
شبك جواله وشغل سورة من القرآن لأن تنفسها مضطرب فتح كيس من الأكياس اللي بالخلف
وضع قارورة ماء بالقرب منها ، أقصى مواساه ممكن يسويها الموقف لازال عالق بكل تفاصيله مسح جبينه بصداع وهو عاجز عن التفكير وعن التخمين مسك خط طويل وهي غافية

مر وقت طويل على خروجه من القرية وعلى غفوة سلافة لف ناحيتها مميلة رأسها وبوضعية ماغيرتها من ودعت رجلها بابهم الكبير مسندة كتفها على الباب وضامه نفسها ، نفسها انتظم لأنها تعمقت بالنوم وانقلبت الغفوة لأحلام طويلة بسببها شهقت ، فتحت عيونها على طريق خالي وسيارة مختنقة من رائحة السجائر وصوت موسيقى طفيفة ، مسحت على أجفانها وهي عاجزة عن الإستيعاب ، وهي تتمنى أن كل شيء صار حلم بغفوتها ، لكن الحقيقة أثقلت أجفانها واستسلمت للنوم وللرحلة الطويلة ولمصيرها المجهول مع هذا العريس ، بسرعة مسحته بنظراتها وهي تجس النبض وتخمن القادم لكن عجزت عن تفكيك شخصيته ، لأنه أول لقاء حقيقي وأول اجتماع ويمكن يكون إنتقام نزلت عينها لشنطتها الصغيرة إخرجت علبة دواء صغيرة وقالت : وين رايحين وليه الدرب خالي ؟
رفع صوت الأغنية وكشرت بإنزعاج صار يدندن بصوت مزعج غطى على صوت الموسيقى
هذا شارب له شيء وضعه مو طبيعي !
طفى الصوت العالي بسبب إهتزاز جواله بجيبه
: ارحب ياضيف الله
صوته حيوي وعالي ، حاد حاد ، إخترق طبلتها
: بخير وين يعني في أرض ربي
كتمت تأففها
: قربت من الرياض أنا وعروستي
جده من السماعة متعود على مزاحه ومرحه الصاخب مستحيل يصدقه لكن يجاريه : مبروك ولا تعود الا وضيف الله في اللفة
ضحك ضحك وجده سكر الخط بوجهه رمى الجوال ورفع صوت الأغنية من جديد وهي ماعندها فرصة حتى للتعجب فوضى وكل شيء صار متداخل بالنسبة لها !
لف لها وهو يقول : لاتشربين علاج وأنتي جايعة
طنشته لكن هو خطف العلبة من يدها ورفع يده للطريق : خلاص قربنا لا تعاندين
تأففت وهي بداخلها مستغربة يتكلم بشكل عادي وكأنها صديق سفر لا أكثر !
لف لمحطة بوسط الطريق نزل وهو يدندن ومزاجه لايعلى عليه رجع ومعه أكل للطريق رمى الكيس بحضنها ورفع جواله وبنفس الصوت العالي الحيوي تكلم : بن ضيف الله لك والا للذيب
جابر من الجهه الثانية يدري وش طلبه لكن رد :أخلص وش تبغى ؟
أديب بسرعة : ياخوك أعرست البارح ولازم أتميلح قدامها اني غني وأقدر أعزمها على مطاعم غالية
جابر وهو يضحك : خلصت كل حيلك حتى العروس اللي ماجت على الدنيا دخلتها وسيط كم تبغى يالمنتف ؟
أديب وهو يضحك حتى جابر ماصدقه : اللي يجي من خاطرك ، تكفى دسمها المرة ذي شهر عسل وو
انقطع الاتصال لأن جابر قفل بوجهه مرت ثواني ووصله التحويل ضحك من قلبه ولف رأسه لها ورفع علبة الحليب من الكيس رماها بحضنها من جديد :اشربيه خلصيني هذا وانا مطفر جبت ثلاث علب !
رمقته بدهشة وهو رجع يندمج مع الأغنية وبيده قطعة شوكلت وبأعظم مراحل الروقان ..
رجعت تنام وهو وقف على جنب ونزل عزبة الشاهي فرش له فرشة وجلس على الأرض ، راقبها من مكانه وهو محتار كيف يتعامل معها بدون لايخدشها ؟ هو مستحيل يأذي نملة مابالك بأنثى عرف أنها عاشت حياة مختلفة عرف بعض المواقف من ام حسين خايف يزيد الطين ويصير مثل حياتها يوقف بصف الوجع ويخدش له أنسان مظلوم ، هو عايف ومتقرف ، لكن عزم يعاملها بطريقته هو
هي فتحت عينها مرة أخرى على مكان خالي لكن هذه المرة هدوء لا يطاق نزعت طرحتها وهي تتنفس بحدة وهو من بعيد لاحظ إضطرابها رفع صوته : أنا هنا لاتخافين !
بدت لها النبرة بشكل غير هو نطقها بشكل عفوي لكن هي مرت على مخاوفها القديمة اللي كانت تكسرها بقوة يظنونها خارقة بينما هي إختلقتها وآثرت بالسكينة وآثرت بأمانها تركت الراحة والسكينة لقلوب البنيات اللي معها بينما هي بقيت لفترة طويلة تتظاهر وهي أضعف أنثى وهي أضعف صوت "أنا هنا لاتخافين "

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن