42

233 8 0
                                    

ماجد انكسر وتحطم قلبه وصدمته بوالدته كانت كبيرة وجداً اقترب من أمه : كنتي اليوم تبكين لأن السر ذا بيوقف بيننا ؟ كنتي متأكدة انك بتخسرين خجلتي تقولين انك جبتيني بالسر بس ماخجلتي وانتي تكذبين وتكذبين وتكذبين
حسناء : جودي لا تكفى لا تقول شي
بكت والبقية بوضع متفرج
حسناء : قلت لك ووعدتني تبقى بصفي !
ماجد وهو يبكي بحرقة : الإنسانة اللي وعدتها ماتت قدام عيوني قبل ساعات ماتت وهي تبكي اللي قدامي انسانة ثانية انتي مو أمي
جلست على الأرض وهي تنتحب
وغزل بحضن ساري بوضع مزري هو أيضاً الصدمة الجمته ولأول مرة يقف موقف المتفرج وعتيق نفس الشي صفية الأم صرخت : وش العلم نادر العلم كله عندك انطق
نادر بهدوء وتماسك : اللي قدامكم زوجة وحيد تزوجها بالسر وهي رضت
صفية بقهر : وانت كيف رضيت ؟
نادر : في أسرار ماتنقال والأفضل ماتنقال
ضيف الله وقد فهم بعض الأشياء : المهم عيالنا بيبقون هنا وأمهم بتبقى وبياخذها واحد من العيال وما ابغى اسمع حرف ولا اعتراض !
عتيق تحفز غضبه : وانت كل ماصار شي حلك الوحيد فيه هو العرس ؟
جابر فجرها ليصدمهم ولغاية بنفسه هو : أنا باخذها !
جابر والأفكار تداخلت بمخه تذكر ليلة الحريق والليالي اللي تلتها الشكوك تعاظمت بصدره لكن اخفى الشك واغمض عينه عنه و اليوم بدت تتفكك خيوط القضية قرب يتوصل لمبتغاه وحسناء أول الطريق !
حسناء ونظرات الإحتقار تصوبت ناحيتها لكن كلها لا تعني لها شيء الآن والذكريات المهلكة داهمت اللحظة وبترت كل أفكارها

قبل ١٦ سنة
وهي بنت ١٤ سنة كانت واقفة مثل المجرم اللي ينتظر قصاصه وشريفة بنظراتها التي تقدح شرار مصوبة نيرانها ناحيتها بكل قسوة
: قلت حطي اللون هذا ولا تراددين
كانت تنتفض والرجفة شلت حركتها ودموعها بللت فستانها الواسع جسدها نحيل وماتعرف من الزواج إلا اسمه صغيرة جداً على هذه القسوة صغيرة جداً أمام هذه الأعباء صغيرة وطرية لم تفكر حتى بأحلامها لتجد نفسها بوجه المدفع والسبب أسرار هذه المرأة وشر الدنيا كله يجتمع داخل قلبها
مسحت حسناء دموعها بقسوة وهي تهرب من المكان بفستانها الطويل وواسع على جسد طفولي مثل جسدها ركضت لوجهه تعرفها نادر عريسها الذي يكبرها بعشرات السنين : لا تقول لشريفة لا
ناظر الطفلة الباكية أمامه برحمه
أخبرته ان شريفة نيتها تدنس شرفه وترميها بين يديه بكامل زينتها وتلم الناس عليه خيرته بين خيارين واختار يزوجها ابنه لأنها لو ماتزوجت اليوم بترميها بحضن شخص ثاني وبالحرام قرر يحمي شرفها ويزوجها ابنه سراً اما شريفة همها الوحيد تتخلص من حسناء حسناء صارت كبيرة وكل أسرارها تعرفها حسناء تشكل خطر كبير على افعالها وجرائمها ..

حسناء وهي غارقة بذكرياتها سمعت صوت من بعيد لكن الذكريات تدفقت من عينيها لتبكي بحرقة بدون لا تشعر
جابر وهو يحترق من ماحدث لكن مجبور يكمل طريقه للنهاية : كيف اخذت جود منش وماجد لا ؟
ضمت نفسها بردانة وتشعر بوحدة وضياع : ماقدر اتكلم ماقدر اقول شي
نادر رحمها لكن منع نفسه من الكلام عنده بعض الحقائق لكن سكت عنها
فجأة اقتحمت جود المكان وهي تمسح عينها بطفولة تراقب الوجوه بخوف وذعر زاد خوفها بعد ما ارتفعت عن الأرض بحضن امرأه غريبة بالنسبة لها ضمتها حسناء لصدرها وماجد يراقب ببروده الجديد والجميع بنفس حالتهم الصامتة متفرجين
.
.
بيت يوسف بن ضيف الله ..
ملكة وهي تراقب انعكاس وجه قايد من المرآة كان يغير ضماده قررت تتعامل معه بالبرود والكلام اللي جهزته وحفظته عن ظهر قلب قررت تأجيله لوقت يسمح فيه مزاج قايد السماع والإستيعاب
قربت صينية أنيقة رتبت فيها قهوة وحلويات مجهزة بالكامل من البتول
ملكة مرتدية فستان أنيق بالغت في تزيين شعرها واكتفت بمكياج خفيف قررت تسعد نفسها وتدللها مثل كل عروس وهذا الشعور لن يتكرر مرة أخرى بالنسبة لها هي ..
وضعت الصينية على الطاولة وقالت : البتول هذي البنت مادري كيف تلحق على كل الناس اللي تحبهم ؟
ابتسم قايد وهو يمدد كم بلوزته الثقيلة رتب شعره ورش عطره جلس مقابلها ليرد : وهذا وانتي ماعشتي معها لسنوات ولا انضميتي لقائمتها الخاصة
ضحكت رغماً عنها : خاصة !
ضحكتها جميلة جداً بدون شعور قال : اتركينا من البتول مناشبة عيشتي حتى بشهر العسل ضحكتك حلوة قربي فنجانك اصب لك !

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن