لكن لم يجدي ندائها لازال ضايع ولازالت انفاسه بعيدة صرخت وكشفت عن وجهها وبسرعة غالب صد واعطاهم ظهره وهذا المشهد اصابه بالذهول
بتول : سهم سهم لاتخاف يالله نتنفس مع بعض شهيق زفير
صارت تتنفس وهو يحاول يجاريها وفشل
ابتسمت له : لاتزعل لاتخاف نعيدها
صار يجاريها مرة أخرى هدأت موجة الذعر ونوبة الهلع المؤذية قدر يتخطاها بوجودها دائماً معها يتخطى الكثير من الوجع حتى خوفه تمحيه بطريقتها ضمته ضمه قوية بعد ما استعاد وعيه وهو لمها بيدينه الضعيفة وهو يزفر
البتول : سامحني حبيبي كنت مضطرة مالقيت احد ثاني نرجع مكة لو بترتاح نرجع والحين
كان مستكن بين ذراعيها خف من وجعه الكثير همس : والله لو تقولين اركض معاك لآخر المجرة رجلي على رجلك
ضحكت وهي تدغدغ ظهره : عارفتك لزقة تسويها
البتول بس مو كفاية عليه كنت مختنق كان يضحك وهي تضحك وهي تقول : نضحك واللي يصير يصير
غالب سمع هالكلمة من قبل سمعها بالموقف الماضي
انتهت حالة سهم الغريبة وغالب التزم الصمت وكأن شيئاً لم يكن والبتول قدرت صمته ماتمالكت نفسها وضعت ورقة صغيرة مكانها ان قرأها وحتى لو لم يقرأها المهم نثرت شعورها !وصلت سيارة غالب لأطراف القرية
قال بصوته الثقيل كسر بصوته الصمت الطويل : وصلنا طريقي يبعد عن المكان ذا المفرقة هذي تفصلنا
سهم وهو هامد بعد نوبة الهلع نطقت البتول : ماقصرت نقدر نكمل برجولنا والشنط بكرة اجيها بنفس الوقت بسيارة اخويه تقدر تجيبها ؟
وده يتخلص منها دائم تقطع طريقه ودائم بمواقف لا تنسى قال برفض قاطع : لاتجيني ولا اجيش بكرة خويي يجيبها لين باب بيتكم
لم تنصدم من حدته نزلت بسرعة وهي تلتقط يد اخوها تجاهلت مراقبة غالب واللي دائماً بدون شعور يوقف ويعيش تفاصيل كل لحظة تمر بينهم
البتول بحنية : تقدر تمشي والا نجلس هنا ونريح ونكلم قايد يجي ياخذنا ؟
سهم : لا حبيبتي اقدر الجو بارد عليك
نزعت الوشاح اللي دسها فيه وقالت برفض : لا انت اللي ماتتحمل البرد لاتخليني انط مثل القرود غطي نفسك لاتزعلني !
ماكان بوسعه غير يلبس وشاحها ويستند عليها راقب غالب خطواتهم من بعيده راقب اختفائهم لكن وهو يناظر للخلف شدته ورقة مطوية نزل وفتحها ( شكراً لأنك غرست بداخل اخوي شعور جديد ) ذيلت الرسالة ب البتول ورسمت وردة بجانب اسمها حتى رسايلها مايعة مثلها دس الورقة بجيبه لم يشعر بفضول الرسالة لاتعني له شيء بإختصار !
•حرير زايد مختفي !
فزت من طاولة المقهى لجهه بعيدة : كيف ! شلون يعني مختفي وش تقولين انتي ؟
تمارا والحروف بدت تخونها بسبب الغصة والقهر : رحت المحل له اسبوع ماجاهم رحت المستشفى طالعين من اسبوع رحت بيتهم مسلمينه من أسبوع
حرير تحركت للطاولة التقطت حقيبتها بسرعة : هدي تمارا جاية الحين وينش بالضبط؟
ساري راقب خروجها المندفع وارتباكها تكلم تمارا وتأكد بعد ماوصله اسمها كان وده ينتهي الإجتماع وتنتهي مقابلته الأخيرة مع حرير المزعجة بالنسبة له لكن قطعت الاجتماع وهربت !
رجع لمكتبه وأمل خلفه تملي عليه اخبار العمل بلا توقف زاد توتره وصداعه
ساري : الله يرضى عليك أمل اختصري ماخلصنا من حرير تجين انتي !
تراجعت للخلف بخوف من اندفاعه الثقيل كانت نبرته هادية لكن خافت : الموظفة الجديدة مافي مكان يناسبها غير الخياطة
ساري : وينها ذي اللي مسببه للكل خوف وتوتر؟
أمل وهي عند الباب : اناديها لك الحين !
خرجت بسرعة لتدخل فتاة أخرى وبسرعة البرق تعرف على عيونها وهيئتها وتأكد انها ليست مجرد حلم ولا خيالات توهمها لأيام وعاش معها !
بذهول وقف صامت راقب خطواتها البطيئة وبدون شعور استقرت عينه على بطنها المتخبي خلف قماش عبايتها الفضفاض وهنا بالفعل تأكد انها تلك الفتاة !
وقف بمحله عاجز عن التعبير وعن كل شيء وهي نفس ردة فعله لكن بسهولة اخفت ذهولها وهي ودها تستمر بهذه اللعبة المنقذه
وبصمت خرجت وكأن الحلم عاوده من جديدرمش بعينه بعدم تصديق ليهمس لنفسه : والله هي !
•في الجهه الأخرى حيث حرير وتمارا ..
حرير : تمارا تأكدي لاتوتريني عالفاضي يمكن نقل أمه مستشفى ثاني
تمارا وهي محتضنه رأسها بقهر الدنيا : متأكدة انه خرج من الرياض بكبرها حرير طحت بمصيبة راح ونسى كل شي
حرير جلست على الأرض بالقرب منها وبتوجس نطقت : في شيء ثاني ما اعرفه غير الزواج ؟
غطت وجهها بكفوفها لتصرخ حرير : انطقي تكلمي صار بينكم شي ؟
وهنا الكارثة بعد مافجرتها تمارا : ماكان بيدي شي كنت اظن وصار شي ثاني صدمني أنا لحالي
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...