114

219 8 0
                                    

رجع لوعيه على صوت ضحكتها : قصدي لا إله إلا الله أخطيت من شدة الإنبهار تعوذت من وقعه على قليبي
هنا خجلت لأنه تدارك الموقف لصالحه ولقى فرصة يعبر فيها عن إعجابه : والله ما اقتنعت التعويذة جرحت الثلاث ساعات اللي انقضت قدام المرايا !
رفعت طرف فستانها : كيف نقنع الأحمر انه لون ذرب ويخطف القلب ؟
كوابيسه اللي داهمتها أنسام العطر صارت أطياف لذيذة ذاب والطيف الأحمر تمنى يطول لكن يدها امتدت ليده وصار حلمه حقيقة : رايحة اسهر مع البنات
نطق : يعني الاحمر ماهو من نصيبي
بدلال متعمد : للأسف قلنا تعارف مو تمادي !
ضحك من هروبها لكن قدر يظفر بيدها المستقره بباطن كفه هي خمنت خطته الجديدة لتجذبها ناحيتها سبقته لتنطق قبل تهرب : ماقدرت أجمع كم حرف يميزني عن اللي مروك بالعيد وماقدرت أسبقهم لأن حروف قلبي عنيدة طبعي شين ولا عرفت اتخلى عنه ، سامحني ياقايد
خرجت وهو بمكانه مذهول هي تعتذر عن ماذا ؟ هجومها السابق ! او هجومها على قلبه بالأحمر الآن لكن هي مثله تدس حروفها اللطيفة داخل حروفها العنيدة معايدتها كانت تشبه ملاطفته المضمورة وصار مثلها لم يستوعب يبدو انه تأثير الأحمر ونعاسه ....
.
.
غالب ..
بعد ماتطمن انه صار بخير ويقوى يواجه بعذر سمين يقدر يخرج تبريره بدون لا يلوم نفسه بالبداية بعد مانفض تأنيب قلبه ، كان دائماً يشعر انه بخير البعد كان أسلم لذاته ولقلبه ، ماكان يدرك انه هارب من البتول نفسها لأنه تخلص من بقايا هتاف منذ فترة !
فتح الباب مرر عيونه على المكان الخالي منها نزل المطبخ ليصادف نظرات عمته والعذر اللي يواجه تبخر لأنها داهمته بصوت معاتب : يوم ماقدرت تضمن قلبك يوم ماقدرت تعطي الروح اللي أعطتك فوق طاقتها ولا قدرت ترد ربع خطوة ليه تجي من بابها وباب قلبك مشرع لغيرها ؟
غالب : ياعمه اذكري الله الباب المشرع بنيت وراه سور أمان لنفسي
ردت عمته :السور كان البتول صح علي والا اخطيت ؟
جاوبها بسرعة : لا حاولت أبعدها عن حدود السور ماكذب أول ما اتخذت القرار كانت هي الضمان اللي ابعد فيه بقلبي عن السكة القديمة بس
قاطعته : بس رجعتك للبيت القديم رجعت لك زينة أيام الطفولة يوم ماكان بقلبك غيرها !
حاول يرد وفشل
راوية : البتول يمك ماهي قليلة فطنة ولا على عيونها غبار وترى زل لساني قدامها وقصتك مع الحبيبة ماغابت عنها بس ما يندرى عن اللي تطبخه بالسر
غالب وهو يجاهد توتره برصانته الظاهره : المهم وش حالها وش حال قلبها !
بوجوم وهي تعبر ممر الصالة : تطمن ماعليها خلاف وتراها طلعت من بدري ترقص مع بنيات العيد ..
الغريب أنه فرح ، وان قلبه تهلل ، تخطته قررت تحزم خصرها وتتغاضى عن صدوده ، إختارت أبهج طريقة وأبعدت عن حدوده طاقة فرح داخلية وصلت لبقعة الغضب ، لصوت الضمير الطافح من أعماقه قدرت تغلبها انقضت ساعات الطريق وهو يفكر ياترى غزى ملامحها الحريق ؟ ياترى بكت على كتف آخر بكته هو وشكت من إيلامه ؟
قبل يصعد للغرفة وصل صوت عمته المتهكم : بينك وبينها الحين جدار اغتنم ذا الجدار قبل ينهار الطريق الممدد وتضيع دروبها ، سهرتهم الليلة في بيت نادر !
.
.
كل الوجوه توارت عنه ، المعنى الصحيح ان عينه غيّبت كل الوجوه بقايا هتاف العالقة لحن الصِبا المتدفق لذاكرته أغنية العشق القديمة هذه الصدفة أتت لتفصح له عن هوية قلبه الجديدة عن أنثاه التي تتمايل الآن على معزوفة الحب القديم لتخبره حقاً أن البتول ثابتة والماضي وهم ، أن البتول سروره والماضي خيبة، أن الجمال مرهون بين كفيها و لعنقها المصقول وإعوجاج خصرها
كان شعرها يغيّب عنه وجهها الضاحك والهوا الكثيف رفع طرف فستانها النحاسي ، وكأنها تتعمد المبالغة وكأنها تشاهد عينيه من خلف السور تلتهم تفاصيلها ، غابت عنه الألوان الأخرى والحكايات القديمة ، وعاش قصة جديدة مع لحنه المفضل وأنثاه الطروب تراقص المعزوفة بتمرس !
اليوم تأكد أن ميوعتها اللي بالغ وهو يمقتها كانت أنوثة يهرب منها لأنه غرق الآن وهو يتلذذ
اكتفى من النظر وسكر الفتحة الصغيرة بأصابع يده الجدار الملاصق لجدارهم القديم اليوم تأكد انه تأسس من أجل هذه اللحظة ولو مرت أعوام الصدع اللي اخترق نصف الجدار كان ممر عبور لقلب وعين وكان بريد أرواح وكان منفذ لذكرى قديمة صارت اليوم حلوة لأنها ارتبطت بأنثاه الجديدة ( البتول )
.

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن