170-176

321 8 0
                                    



أنا أضعف إنسانة ممكن تشوفها ، هشة بس بدون دموع ، أنا ذبلت حتى دمعي جف من كثر ماضعف غصني وذوى من الشح ومن كثر الظما ..
زفرت زفرة حاااارة كتم معها غالب صوت زفرته هو عينه بالأرض ولأول مرة يعيش قهر من نوع آخر قرر يصمت عنه لأن وجه أخوه مايبشر بخير ، كان مثل البردان بليلة شتا من شدة البرودة صار كل عرق فيه يتراقص ، كان وضع جابر مريع هتف غالب بصوت توشح بأسى جديد على حال أخوه وحالها : نصيبنا اليوم ذكريات الطفولة نقدر نكمل الباقي بعدين قدامنا مراحل ثانية لاتظنين اننا انتهينا
أقفل الخط وهو قفز للغرفة صرخ في البتول : جيبي غطا ثقيل أخوي تجمد الدم بعروقة أخوي ذبلت عظامه

ركضت له بلحاف وهو ركض للصالة غطى أخوه وهو يضغطه بأطراف يدينه يحاول يجمع شتات عظامه كان يتراعد تحت اللحاف ووضعه مزري
نطق غالب : جابر جابر قوم ياخوك وضعك ماينكست عنه قم نروح ندور لك علاج
: عطني موية هات موية مد يده للطاولة ، فتح غالب فمه وهو يشاهد أخوه المنهار يفتح علبة دوا دس له حبه بفمه ورجع يحاول يستجمع ذاته حاول يسيطر على حرقته ماكان بوسعه غير الدوا اللي كانت تهرب له قرر يهرب له مثلها وبالفعل مرت دقائق غفى فيها وإنتهت مقاومته ، حمل غالب العلبة وقلبه يغلي من الحرقة مثل جابر تماماً فتح العلبة وفرغها في فتحه الحمام سكب الماء وتوجه للبتول كان واقف صامت وحيلته متجمدة ضمته وهي تجهل سبب إنهيار الأثنين تأكدت انه وضع يخص جابر قررت تحتويه بحضن صامت وهو أكبر صمتها ومحاولتها بإحتواء موقفهم التعيس ..
..
..
مانع وهو يراقص يدين أمه ويضمها ببشته منتشي والدنيا ماتوسعه من كثر الفرح وهو يشاهدها تتمايل وتتبختر قدام الحاضرين بفرحة وليدها حبيب روحها اللي ياما تمنت تلثم بشته المعطر ليلة عرسه ، وبالفعل ماخلتها بخاطرها ضمته وضمت بشته وهو يضحك من كثر الفرح اللي فاض وصارت توزعه على الحاضرين لأن أصوات التصفيق إرتفعت وهم يشوفون فوزية تتمايل على شرف فرحتها بمانع
قريبتهم نطقت : أول مرة أشوف مانع وهو كذا مستانس ويرقص ويضحك
لطيفة وعينها عليهم ردت : مانع بحضور أمي تصير نفسه خفيفه ويعود صغير
لتنطق أخرى : وأمك من فرحتها فيه طلعت كل الذهب حتى القديم اللي من أيام جدك مانع
قهقهت لطيفة وفزت لتشارك أمها الرقص وبداخلها متوترة من موقف رهاف صمت عيونها غريب وسكونها مريب خايفة يصير شي وتنقلب موازين العرس وتتكركب فرحتهم ..
مانع بعد ماشعر انه عاش فرحة العريس وتشبع من بهجة أمه لثم يدينها وضم رأسها وهو يقبله : ها خلاص الفوز راضية ؟ أعفيني من باقي الأشياء
تجاهلته هي تعرف مقصده رافض يزفونه معها وهي مصرة على موقفها جلست على الكرسي القريب منها ورفعت كوب الماء لفمها خرج من الزحمة وهو عارف عناد أمه تذكر موقفه قبل ساعات

صعد للغرفة ونيته يتجهز ويجهز ثياب العرس فتح الباب ليشاهد لطيفة واقفة تزين وجه عروسه بكل تفاني وتمرس لطيفة لها خبرة قديمة بالمجال ووقفت من فترة عزمت ترجع هوايتها المحببة بعرس أخوها ، رهاف مغمضة عينيها مستسلمة لأنامل لطيفة وبحضنها صغيرتها ، بكل مكان تحملها معها وكأنها بالفعل دمية !
تراجع وهو يشاهد أنفاس رهاف المضطربة، تراجع وهو يشعر ناحيتها برحمة غريبة، عطف يستنكره لأنه ماعمره عطف على شخص بهذي الطريقة ،صار يرق قلبه بمجرد مايفتح باب الغرفة ويلمح خوفها طفلة لمح ثقوبها من ورى جدار الصمت قدر يخترق أنفاسها المضطربة ، قدر يدخل من بابها المقفول ويوصل لمكان عميق ، خوفها كان يجبره يحفر ويتوغل ويحل إستفهاماته المغمورة ورى نظراته الثاقبة، قدر يتملس جزء والجزء الباقي مضمور
شعر بيد رقيقة تلامس كتفه ليشاهد لمى كانت مثل فراشة هي أيضاً مبتهجة وبثت بثيابها وبنقوش الحنا بهجة مختلفة بقلوب الكل : خالي مانع ماما تقول جا وقت الزفة ، خالي مانع وين العروسة الصغيرة وين خبيتوها ؟
ضحك من البراءة المتجسدة بتساؤلاتها وقال : عند صديقة ماما ، اسأليها تعرف تجاوب أكثر مني
وبالفعل بالكاد إقتنعت رهاف تترك أمان عند صديقة لطيفة ، هي عندها طفلة بنفس عمر أمان وأصرت تبقى الصغيرة عندها وإصرار الكل جبر رهاف ترضخ وتستسلم ..
وصل لعروسه ، فستانها ساتر راقي يميل للسكري رهاف عيونها مصوبتها على الورد اللي بيديها ،كانت تتراعد وكأنها تزف لأول مرة وبالفعل هذي الأولى لأن عرسها السابق كان عشاء بدون زفة
تقدم أكثر رفع يده وتسمرت في الهوا لثواني لف برأسه ونطق بصوت ثقيل : خلصيني !

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن