فجأة لفو الاثنين على حضور سهم الصادم وغزل خلفه البتول قبل تستوعب حضور سهم اندفعت غزل لحضنها وصارت تبكي على كتفها لينطق غالب : لقوها خلاص مالها لزمة الدموع هتاف بخير وساري جابها قبل تبعد عن القرية
غزل : ابغى ارجع بيتنا تعبانة مو قادرة
البتول بصوت حاني ربتت بكفوفها الملطخة بالطين على خدودها : نرجع نرجع بس لاتبكي انتي بأمان وهتاف بخير كمان ليه الدموع ؟
اسندت رأسها من جديد وغالب تأفف ماكان ينقصه غير انهيار غزل وحزنها لايقاومه قرّب ورفع طرحتها عن كتفها غطى خصلاتها وهمس بإذنها وهي بحضن البتول : طالبش ياعمي لا ترهقين الروح اكثر والله اني يالله شايل نفسي
وصل الهمس لمسمع البتول وانتفضت بحرارة كان يتخبط من أجل حبيبته ويركض مثل المجنون بسبب قلبه ومشاعره القديمة بطيب نفس همست : اتركها انا اوصلها وانت روح البيت ارتاح
وبالفعل وصلتها للبيت ومتناسية حضور سهم أربكها غالب ومشاعره الطافحة للسطح زعزعت توازنها ماكان بيدها شيء غير تتصرف بعفوية متغاضية وكأنها تجهل مشاعره المهم سيطرت على منظرها الخارجي ، نيتها تكسب وقت تجمع فيه افكارها اللي عازمة تواجه فيها غالب تريد فرصة مناسبة فقط ...
رجعت ونفضت شعرها المبلل لتركض لغالب الواقف بوسط الحوش بعد ماوقف المطر تأملته لثواني وهو كان بحاجة لشخص يربت على نفسه يحسسه انه بخير وماخسر شيء أو أقل الإيمان يهون عليه خسارته..
هدأ وسكنت الرجفة وقدر يتمالك نفسه
نطق : بروح لسعيد ، الغنم لي يومين منه !
:
.
كم مرة نبهت لاحد يفتح الباب لاحد يدخل عليها
عتيق وصوته الغاضب هز المكان هز والكل مذعور من انقلابه وجه نظراته لحسناء : وانتي وين عيونش عن البيت وش اللي مشغلش كيف تطلع وانتي موجودة وتسمعين ؟
اهتزت وانلجم لسانها دسها جابر خلف كتفه ليصرخ فيه : تجاهلت كل شيء بالقصة وقلبت اصابع اتهامك على اضعف ، سبب اترك مرتي ماهي بالقصة دور شيء ثاني تفرغ فيه صوتك العالي
بالفعل جابر محق بالغ بغضبه ورماه بوجه حسناء الساكنة ماجد ركض لضفة أمه دس رأسها تحت ذراعه ونطق : مثل ماقال عمي جابر ولا في صوت بعد صوته لكن المقصودة أمي ولا اقدر اسكت أمي يومها ساكته وحاشمة البيت ماينزل ذا الشيء من قدرها والكل يرفع صوته عليهامحشومة محشومة قالها عتيق بصوت عالي
لكن ماجد انسحب وبحضنه أمه وهي تجاهلت صوت عتيق وغضب جابر ، وفرحتها بوليد روحها لا تضاهيها فرحة صار يرفع يده ويوقف لحزنها بالمرصاد ويصفع الأصوات العالية بحزمه الرجولي من أجلها ،، ياطراوة الشعور ياحلاوته ابتسمت عيونها : صرت لي عزوة بوجه الدنيا كبر جناحك صرت ترفعه وتغطيني صرت لي ذرى صرت صوتي اللي ماقدر ارفعه
ماجد وعينه على بهجة أمه تمنى لو وقف دائماً بصفها تمنى لو سمع لها سابقاً وكذب الظروف والضغوط ، تمنى لو اسكت غضبه ووقف معها هي قرأت الندم من عيونه همست له : لا تلوم نفسك ياحبيبي في أشياء غابت عنك وفي أشياء باقية رهن الغياب في أشياء مانقدر نقولها ياماجد تكلف كثير
ماجد قاطعها : تبقين أمي حسناء وهذا الشيء اللي مايتغير ولايبلى كنتي صح وباقية على الخطوة ماتغيرتي زلت رجولي يا أمي
هزت رأسها برفض : انت جودي وخلاص انتهينا تعال ياماما لاتلوم نفسك تعال لأمك اللي تحبك لو زلت رجولك قلبي مايزل ، وضع رأسه بحجرها وهي كلها رجا تصلح أوضاعها وتقدر تواجه كل شيء بقوتها اللي خانتها على الأقل من أجل صغارها
جابر وقف عند الباب طويلاً سمع حديثهم ومواقفهم وأحاديثهم المتشبعة بحب غريب كانت تشق طريقها لروحه كان يتعامل بالضد بينما قلبه دائماً في حالة انبهار كان يتعامل باللامبالاة بينما قلبه مشغول دائماً بهذا التمازج هالمرة ماقدر يوقف موقف الصمت الدائم ولا قدر يغيب نظراته المشفقة نزل على الأرض وماجد فز بقوة قرب من عمه لكن عمه سبقه حب خشمه مرتين وابتسم :هذي من عمك عتيق وعنه وهذي مني يوم ماقدرت احشم امك وانت موجود وبصوت مرير نطق : ماضمن يديني ولا اضمن طبعي الشين بس مثل ماقالت امك في أشياء تكلفنا كثير
ماجد بحزن : لا ترفع يدينك باقي الاشياء مقدورن عليها ..
بسط سبابته على خشمه
حسناء تراقب الموقف بجمود لم تصدق جابر دنقت لأثر أصابعه على معصمها بعد ماعصره بكل غضبه والسبب لا يذكر
رفعت نفسها وخرجت من المكان ، والآخر يتنهد من هذه الحياة اللي اقحم نفسه فيها ..
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
Ficción General.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...