204-210

223 7 0
                                    

🌷 204 ..

عودة لحسناء وجابر ..

: وش قصة العلاج ياحسناء ؟

: العلاج سلافة سلافة أقوانا أكتشفت أن لي خوات ببيت ثاني بيت ام رابح كانت نسخة ثانية من شريفة ، تتاجر بالبنيات سلافة أصرت نستخدمه رحمة لذاتنا ، لأن شعور الكراهية يزيد بعد كل ليلة نعيش فيها مأساة لونها واحد وشكلها واحد ، يوم نمسك ونخدش بأظافرنا أطرافنا وحنا نسترها بثياب بالية المهم مايمس جسدنا أذى ، قلوبنا مخدوشة مثل أطرافنا اللي خدشناها ، شريفة أهم ماعندها فلوس تجيها بأي طريقة وام رابح نفس الشي ، اللي بقوله أن عذرية قلوبنا وخوفنا اللي عشناه وتقرفنا من ذاتنا أكبر دليل يبري ساحاتنا أنا بريئة

أديب ، سلافة
مرت أيام وهو على هذا الحال يوصلها للمدرسة قبل الفجر ويرجعون للقرية مع أذان العصر ، اليوم لاحظ صمتها وغرابتها ، متزينة عيونها من بعد مامرت أيام العزاء ، بدت له غريبة تحمل قلب صلب تتحكم بمشاعرها الحزينة وتتحكم بمخاوفها ثابتة من دخل حياتها أو بالأصح هي من دخلت حياته ..
وصلها ومثل العادة ينتظر نهاية الدوام بغرفة الحارس رفيقه هزاع
لكن بهت وهو يسمع باب غرفة هزاع يضرب سمعهم ينادونه وين زوج سلافة سلافة طاحت من طولها !
هو توقع سقوطها بأي لحظة لكن إنصدم وتبعثر ليجد نفسه يركض مثل المجنون أوقف جنونه هزاع : ياولد أركد بتدخل عند النسوان أصبر بيجيبونها هم
خرجت وهم يساندونها جذب كتفها ليحملها ناحية السيارة وهزاع خلفه يحمل أشيائها
بعد ما تأكد أنها فاقت رفع نقابها وقال : وش جاش كنتي بخير وش اللي هدش وطيحش من طولش؟
رفعت أكتافها ببرود تام : مدري وش جاني أبعدني من هنا خلني أتنفس
بحزم وهو يقود : ماهو من صالحش اللي تسوينه بنفسش !
: وش سويت ؟ أفطرت وشفت فطوري بيدي
تأفف بيأس منها بقهر نطقت : ام حسين الله يقطع رزقها تمشي بكل مكان وتقول أختي منتحرة
رد بجزع رجولي : ولد نادر !
تهدج صوتها : فجر تخاف مستحيل تفرط بنفسها

: وأنتي تصدقين الخبل يوم يهرج؟
ضمت وجهها بيديها لتنخرط في بكاء مرير أذهله إنتهى صمودها عند نقطة معينة ، الدموع الآن من صالح قلبها ، لأن قلبها ذوى من الكبت ومن الصمت ومن التحامل، توشحت بالصمود أيام العزاء ، لتبكيها هنا بين قريتين بوجوده ، هو تركها تبكي براحة ، خرج من السيارة وجلس على صخرة كبيرة ، رفع ثوبه وتشاغل بسجايره ،
أديب المرح لطالما ركض وراء أُنسه بعيداً عن أي شيء يعكر صفوه ، وجد نفسه الآن يختتنق بغصة كبيرة والسبب لايخفى ! ثائر ناقم يحترق مثل سجائره من أجلها هي ، هي سلافة عروس المسجد سلافة عروس الضربتين ، سلافة عروس المهر المسروق ، وجد نفسه الآن يحارب يحارب امرأة بينه وبين نفسه لأنها أبكت عروسه ، أسقطتها أرضاً أي رياح قاهرة قاومتها لتسقط بمفردها بعد مانالت منها تلك المرأة بعد مانالت من أختها المدفونة تحت التراب ، سلافة الشموخ سقطت بسببها لن يمررها لن يتركها ، حلف بداخله حلف أيمان وهو يقضم فمه بغضب غريب
شاهدها تقترب منه وهي عينها تراقب المطر الخفيف اللي سقط الآن قالت : أديب خلنا نتحرك قبل يزيد المطر الوادي اللي بين القريتين كبير أخاف ننشب هنا
لاحظ تماسكها رجعت سلافة وماحصل قبل قليل كان وخزه طفيفة بحسبتها ، لكن بحسبته هو ندبة امتدت وتربعت بقلبه هو
فتح كيس الأكل لاحظته يحرص يشتري كميات كبيرة للطريق

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن