ابتسمت وكنه يشوف فكها المايل : وليه ننسى ؟ مسألة وقت ويمكن سنوات ، غيّرت مسار الحوار بسرعة لتنطق : أنت مافكرت يابن ضيف الله وش الهم اللي كان لاوي لي ذراعي ومسكتني ؟ سنين وسنين ، ماطرى على بالك تسأل سؤال ؟ السؤال اللي جوابه بخاطري مركون له مدة ولاحدن لمسه ولاحدن قال وش اللي اضنى روحش ياحسناء وش هالهم اللي أكل سنينش وصارت جرد !
مسح وجهه اللي ذوبته الحسرة والندم أكل علامات الراحة وصار خاطره مثل سنينها الجرد : ماقلت أنسي قلت أعطيني جواب طالبش بدون لا اسأل ، بن ضيف الله جاهل عامليه على قد جهله وسايريه افحميني بجواب لكل الأسئلة اللي كابرت ومنعتني نفسي منها
ردت : ماعندي جواب يابن ضيف الله عندي اختبار
قاطعها بسرعة : تم تم له وأنا أجهله تم لكل خطوة لو كانت بآخر البلاد ، تم لكل كلمة ، تم واعتبري كل شي منتهي من الحين ، لفت له وهو شعر برهبة من نظراتها المتسلقة إستقرت بين الضلوع بحركات رموشها وفمها بعد ماجعدته بدلال غير متعمد رموشها الطويلة بعد ما استقامت لتثبت الرؤية في إتجاه واحد ، وجهه الموسوم بخدوشها بعد ماتسربت لجسده بالكامل ليسقى بنفس الكأس بنفس الألم ، " الطرق مختلفة والوجع واحد " هو بدوره مسح جراحها بنظرة ثابتة على الأقل اليوم اختفى جزء من خدوش وجهها لم تمهله يتأمل ولا يتألم لم تمهل ندمه لأنها أذهلته وهي تقول :لا تشغل نفسك بالإنتقام لا تركض لنفس الدايرة وتنسى نفسك وتنسى وعدك ، تقدر تاخذني لمكان انسى فيه كل شيء ، ضيم الحياة اللي سكن روحي وسرق مني حتى نفسي ، أصغر وجع ، أكبر وجع ، تقدر تمسح خدوش قلبي؟ تقدر على حسناء اللي ماتطيق نفسها وقلبها ؟
عندك استعداد تزين الدنيا بعيوني ؟
إختبارها معقّد وكثير حسناء لاتطيق نفسها وجراح الطفولة والشباب وكل حياتها اللي يجهلها يدرك أنها اصعب معادلة مرت عليه بحياته كلها لكن وعدها ووعده دين إبتسم وهز رأسه لكن نطق :وشريفة ؟
زفرت : يقواها ربي اللي خلقها ، أنا خايفة على شيء واحد ببيتها البنات اللي تحت يديها لو شمت أدنى خطر تأذيهم وأنا مابغى تفقد الأمان أخاف أفقد خواتي !
لأول مرة تتكلم بشكل واضح لكن قطعت ذهوله من جديد : وعدتني يابن ضيف الله لا تخلف الوعد !
تحركت يده ناحيه كفها الصغير الساكن اللي احتلت معالمه إبره صغيرة ولأيام هي ماحركت ساكن انتظرته ينتهي من طبطبته اللي ماكان يسيرها إلا الندم لينطق : تم تم
.
.
إنطلق ساري من القرية بهايلكس جده القديمة الصغار في حوض السيارة مع عزبة الرحلة
تذكار وهي تخرج رأسها من الدريشة قالت بخوف :ساري أخاف مايوثقون نورة خلني أطلع معهم تكفى
ضحك ساري من طلبها يدري أنها من أول تبغى معهم : أنزلي أنزلي أنتي ودش بالصندوق ونوير حجة
ضحكت غزل وتحركت وراها : وأنا معها بنذوق النفاه اليوم ، اليوم مفتوح خلنا ننبسط
تذكار وغزل صارو بحوض السيارة ، وانقلب الوضع لضحك وتصفيق وأصوات عالية وساري قلبه منشرح من خطوته هذي كان مبعد عن عائلته وكثير
تذكار وهي واقفة ونوره بحضن ماجد وكأنه هو الكبير وهي الطفلة
صفية امها انحرجت وصفقت وجهها بإحراج تذكار تطبل بيديها على السياره وتغني بصوت مزعج لتنطق : تعبت منها ومن خبالها قلت يوم تولد وتجيب عيال بتهجد إلا زادت الله يخلف عليه والله يهب لها عقل
ضحك ساري : طالبش ياعمة لاتدعين تعقل
ضحك أكثر من نظرات عمته
وقبل يوصلون جبل ساري صرخت غزل وهي تشاهد حفصة من سيارة أبوها تلوح لهم وتصرخ :
عمي عمي لايسبقونا دوس دوس لاتوقف
تذكار وهي تعزز وتطبل : عاش اخونا عاش اخونا
ساري شبك مع الجو وصار يسرع أكثر وهم يصرخون اكثر وصفية منصدمة ساري الثقيل انقلب عقله فجأة ، ضربت رأسها وهي تشوف عتيق من سيارته يباريهم رافع يده ويضحك من ردة فعل أمه أشار لهتاف يعني هي اللي أصرت وخرجته من ثقله وصار مثلهم مجنون وبالفعل ماقاوم دلالها وهي تصرخ فيه :عتيق لا يسبقونا ماقاوم حركاتها وهي تخرج رأسها وتلوح للبنات وصوت ضحكتها طاغي كشفت نقابها بوجهها الأحمر بعد الضحك : ليتني والله معاهم
كان مستمتع بكل حرف تقوله : حفصة واهلها وش جابهم ؟
هتاف : أنا قلت لهم بيتغدون وبيرجعون حفصة متشفقة للوناسة تبغى البنات واللمة
هتف ورد بدون شعور : ليت والله لي وسيط بقلبش مثل حفصه وأهلها !
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...