بتهدئه وهو يجاري خطواتها بعد ما استوعب انه مشى معها لمسافة : استهدي بالله
همست ب: لا إله إلا اللهشدت طرف عبايتها بخوف : وش تقول كيف ماجا عندكم وين راح طيب
بعدم وعي صارت تمشي ناحية أطراف القرية ابتعدت عن البيوت وجابر لازال معها والخوف انتقل له : ابتعدتي عن القرية ما اظن يجي هنا تعرفين احد بذا المكان انتي ؟
حسناء : ايه ايه بيت حاتم رفيقه القديم ذا هو آخر شيء اخمنه خلاص لو ماصار عندهم ولدي راح راح
بسرعة صار يسابق خطواتها المستعجلة ليطرق هو بابهم خرجت ام حاتم وهي مستغربة هالضيوف بهالوقت الغريب وكانت الصدمة ماجد غير موجود ومختفي من القرية
حسناء والخوف شل حركتها وتفكيرها جلست بوسط الطريق : ام ماجد صار بينكم شيء قلتي له شيء
حسناء بصوت واهن : لا كنا مبسوطين وسهرنا أمس لين الفجر طلع العصر وترك جواله وقال ماما المغرب وانا هنا بس ماجا ماجا ولدي ضاع مني راح خلاص
جابر بدأ يقلق وهو يشاهد تخبطها لكن لم تبكي بعد همس : تقدرين تمشين خلاص قربنا من البيت ووعد مني مايصبح الصبح إلا وهو بحضنش
رفعت عينها برجا ناحيته وهو هز رأسه بثقة مزيفة نهضت وهي تتخبط بخطواتها ناحية البيت اللي تركت بابه مفتوح جلست على السور الاسمنتي للمزرعة وقدرتها على المشي تلاشت ، مختنقة تريد البكاء لكن حتى دموعها تمنعت رفعت نقابها ليصد جابر بعينه وبسرعة لم يميز ملامحها لكن داهمته فكرة لينطق بسرعة : المسجد المسجد ..
.
.
الرياض ..
استيقظت تمارا بعد نومة طويلة وحرير سبقتها بالنهوض خرجت من غرفتها وهي تبحث بعينها
بالمطبخ بالمطبخ
تسندت على الباب بكسل : وش تزينين ياحبك للزحمة كان طلبتي بدون هالفوضى
حرير كشرت من تذمرها : اطلعي افتحي جوالك شوفي لأخبار الدنيا والناس انشغلي عني على ما أجهز عيشتنا
ابتسمت تمارا بكسل : كثري فلفل
حركت الأخرى فمها بتذمر : بحط سم آه لو أقدر بس
ضحكت تمارا وهي خارجة ناحية الصالة لكن سمعت صوت جرس الباب رفعت صوتها وهي تقول : الباب يدق عازمة أحد انتي
حرير من داخل المطبخ : افتحي يمكن زايد جايب شيء
تحركت ناحية الباب رفعت غطاء روبها لتغطي نفسها فتحت الباب وبالفعل كان زايد : هلا زايد تبي شي؟
زايد وهو يشعر بعدم الراحة معها بالذات كان بيرد لكن قطع حديثه حضورها : زايد !
تجاهلتهم تمارا وعادت للصالة لكن لم تمر دقيقة إلا وحرير واقفة قدامها : زايد أمه مريضة ويحتاج أوصلهم للمستشفى وبدون قصد عرفت ان علاج أمه غالي
قاطعتها تمارا ببرود : أنا ماقدر ادفع ، عندي الحين كاش بس وراي التزامات الليلة شوي وطالعة اخلص كم شغلة مع البنات
حرير بضعف : حرام تمارا
تمارا : وش حرام ماني ملزومة وانتي بعد مو ملزومة بأحد
حرير بحزن : نقطة ضعفي الأمهات
تمارا بنفس البرود : أنا ماعندي نقطة ضعف ولا أي شعور خاصة ناحية أحد مابالك بشخص ما اعرفه
حرير وهي حافظة شخصية تمارا وعارفتها تمارا وهي تشاهد سرحان رفيقتها : إلتزامات الليلة طلعة عشا لا تخافين مو شغل من وراك !
هزت حرير رأسها لتخرج ناحية زايد اللي اختنق من قسوة تمارا تذكره بمديره القاسي تألم أكثر وهو يرى قيمة علاج والدته الثمينة جداً قد تكون على صورة عشاء ، مسح وجهه وهو يشاهد إقتراب حرير منه بخطوات حنونه جداً : آسفة طولت عليك
هز رأسه بصمت وهو يحترق من ضعفه وكرامته التي تداس بلا قيمة كل يوم لكن !
.
.
قرية جبل الهزم
عند المسجد واقفه بالقرب من جابر بعد ماطرق باب غرفة الإمام فتح الباب بسرعه عقد حاجبيه مستغرب لينطق : ام ماجد !
رفع جابر عينه بحدة شلون عرفها !
حسناء بذعر : ماشفت ماجد ياشيخ ماشفت أحد جا وأخذه تكفى قول شيء يطمني
ابو آمنة برحمة : صلي على النبي أول شيء وبعدين عثمان ماجاب لش العلم من العصر
بسرعة اقتربت بنفس الخوف : اي علم ماجاني شيء
قاطعها وهو غاضب من عثمان : ارسلته قبل صلاة المغرب شفت ماجد بسيارة ابوه ووصاني ارسل عثمان
حسناء بقهر : وانت مالقيت إلا عثمان عثمان انت عارف موقفه مني حسبي الله عليه خوي ابليس
تحركت بنفس القهر ناحية البيت وجابر يشعر انه داخل لغز معقد لكن رحم وضع حسناء وتخبطها اقترب منها وهو يهمس : عثمان ذا وش يطلع
ردت بعدم وعي : واحد ماعنده شغل بالدنيا إلا أنا و زواجي منه الله يشغله بنفسه
دخلت البيت والآخر يمسح وجهه بضيق وصله قهرها وضعفها وصلته قلة حيلتها وصلته خيبتها حس بكل مشاعرها الصامتة واللي تشكلت على هيئة كلمات بسيطة لكن مثقلة بغضب وألم ووحدة وصلته الصورة كاملة جلس على الدرج ينتظر معها وهي على دكة الإسمنت تحرك اقدامها في الهوا بطريقة عشوائية غارقة بأفكارها وخيبتها لكن قطع كل الأفكار حضور ماجد اللي رمى نفسه عند أقدامها كان يبكي بعد ما اخبره الإمام بوضع أمه المزري ،
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...