24

295 11 0
                                    

انسحبت العجوز وجابر واقف متسمر يراقب عبائتها الواسعة تعبث بها الرياح وأثر خطواتها حاول يمنع نفسه لكن في شعور داخلي يحثه يتقدم ويتدخل وبالفعل نطق : ام ماجد عسى ماخلاف ؟
حسناء وهي تمسح دموعها شدت من غطاء وجهها : ولا شي
جابر : المرة اللي راحت وش تصير لش؟
حسناء : ولاشيء قلت ماتفهم
جابر بغضب اقترب : لا ترفعين صوتش وتكلمي مثل الأوادم
صرخت ببكاء : وأنا قلت مافي شي ليه ملزم ليه من الأصل تتدخل
شد ثوبه وهو يحاول يكبت غضبه : والله اللي ماسكني انش محسوبة علي بحسبة جار ولازم نبر فيه والا والله مايوقفني إلا العيد اللي بسويه ماتعرفين جابر وش يسوي لاثار وطلعت شياطينه
تحركت للخلف بحدة : والله ماتمس شعره مني ولاتعد نفسك جار ولا تبر فيني بغنى عن برك وجيرتك والحين حرك عن وجهي
تقدم بغضب صارخ ووده ينثرها لأشلاء وينفس عن جنونه رمى حقيبته وهو يتقدم وهي ترجع للخلف بخوف يناقض حدة لسانها
بسخرية لاذعة نطق : شاطرة قدرتي تستفزيني بلسانش ورينا القدرات الثانية نأجل السفرة ونتفرغ لش
جلست على الأرض وانهارت ببكاء موجع تراجع بحدة والغضب اختفى وحل محله الذهول كان بيقترب لكن قطع خطوات صوت سعدية : اتركها
رفع رأسه بينطق لكن قاطعته : كمل طريقك لاتنسى نفسك ومكانك انت تعد غريب عنها مايحق لك تتدخل ولا يحق لك ترفع صوتك عليها
مسح وجهه ولتو يستوعب انه أظهر غضبه السيء وتمادى : السموحة ام ماجد ولش حق والله ان تبشرين به
حسناء بصوتها الباكي : حقي انك تتركني ذلحين وتروح والله مابغى شي اتركوني اتنفس
خرج وهو نادم صادف بطريقه ماجد لكن تجاهله شغل سيارته ومسك خط ديرة ساري ...
.
.
تمارا وزايد ..

زايد : كيف صارت يدك ؟
ابتسمت بسخرية : لاتخاف باقي اليد الثانية توفي بالغرض للإنهيار الجاي
ابتسم ورفع كوبه شرب الشاي وهو يتأملها بصمت وهي كانت توزع نظراتها بالمكان ليه نظراتها القوية تستفزه ؟
زايد : أمي تبي تشوفك !
ضحكت لتميل رأسها للأمام ناحيته بتلاعب : مسرع من اللي متعشم فينا ؟ كبرت الهقاوي صرت تسرع الأحداث خايفة النهاية ماتعجبك !
رفع حاجبه : انتي تدرين ان شخصيتي تمحى ووجودي يصير عدم عند صوت أمي يعني لو قالت طب بالنار طبيت وأنا مغمض عيوني ..
تمارا وهي تأكل بنعومة قطعة الكعك تلذذت بها ونسيت ماقال انغمست بلذتها وهو صار يتأمل شكلها العادي بدون مكياج شعرها قصير بشكل مبالغ فيه الشيء الوحيد اللي يشده جمال كفوفها وعباياتها غريبة الطراز
تمارا : صاير تتمادى بنظراتك !
زايد : لو نسيتي الشخص اللي قدامك ولو ما اعترفتي بداخلك يكون زوجك يامدام
ضحكت بتهكم : كنت بضيع لولا هالمعلومة تصدق !
ضحك بعفوية ونهض : خلصتي كيكهم امشي ورانا مشوار وطلعات لاتنسين حفلة الليلة !
اوه قالتها بأنبهار أضحكه : صاير في تقدم قمت تذكرني بجدول الحفلات والمواعيد نسيت يدي يازوجي !
حرك فمه وقال : والله لو بكرسي متحرك عند الفلوس انتي بأول الطابور
ضحكت بقوة وبعفوية طوقت ذراعه كان فارق الطول ملفت ولذيذ وبالرغم من شكلها العادي بجانب وسامته وجماله الخاص كان شكلهم ملفت ولذيذ للناظر ...
وصلت معه للسيارة وقالت بتلاعب : تلاحظ صايره سواقك الخاص !
قفل الباب وقال : منافع مشتركة على الأقل بصورة مؤقتة نحلل قوانين العرس قبل تنتهي المسرحية
لم ترد انشغلت بالطريق وبأفكار كثيره بعيده عن زواجها وحياتها معه
.

قايد بسيارته خرج من مكة قاصد أرض الجنوب بجانبه أمه بعد ماشعرت بتحسن أصرت تسافر معه وتحضر عرسه في الخلف اخواته هتون ويمينها البتول ونغم وصبا في الجهه الأخرى
بتول اقتربت من رأس ام قايد : خالة راوية تعبتي صدعتي ؟
ام قايد ضحكت بحب البتول سألتها عشرات المرات السؤال نفسه ورواية تجاوب بحب بدون تذمر : لا ياحبيبتي انتي نامي مثل اخواتك لا تشيلين همي
البتول : كيف انام بالله عليك واترك قايد ؟ وانتي خالة اخاف تتعبي وماحد يحس عليك
قايد لم ينطق بحرف انتصف الطريق وهو صامت البتول راقبت عقدة حاجبيه نطقت بإهتمام : قايد حبيبي اصب لك قهوة ؟
لم يرد قدرت سرحانه لكن راوية مسكت يده : اختك من اليوم كل شوي تسألك وانت ما اعطيتها اهتمام
رد بهدوء : والله ما انتبهت عليها والا من تطاوعه نفسه يتجاهل قطنة البيت
البتول ضحكت بخجل تقدمت مرة أخرى : اصب لك قهوة حبيبي ؟
قايد : من يقدر يقول لا ؟
ناولته الكوب الورقي والتفتت ناحية ام قايد : خالة راوية لو احتجتي شي قولي البتول على طول اسمعك أنا

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن