رافعة نظارتها على رأسها وعاقدة ذراعيها تفكر براوية الأم ووضعها الصحي وسهم وغرابته حتى بعد عودته من الجنوب زفرت وهي تتصل على ام قايد لكن لم ترد زفرت وهي تمسح دمعتها بعد مافقدت الأمل بالوصول إليها
بكاية ! مايعة وتبكيها النسمة غريبه ماساحت من الشمس ! كان يكلم نفسه هو لم يعتاد على اطلاق النظر ولا حتى التحدث مع أحد الإناث بالذات لكن ليه معها يتغير طبعه ويختلف ؟
بسرعة نزلت نظارتها تريد اخفاء أثر البكاء
غزل وهي تعرج وغالب تكدر مزاجه شد يده بعجز وهو من بعيد يتفرج على حبيبته وصغيرته وهي تتوجع من رجلها وتعرج
غزل : طولت عليك ؟
البتول براحة : لا ولو طولتي عادي كيف صارت رجلك ؟
غزل وهي تتألم : يروح الألم ويرجع
البتول وهي تتفحصها بنظراتها : متأكدة مو رجلك بس ؟
هنا غزل بكت ببساطة لتسند رأسها على كتف البتول : ماشبعت من ماما ويبغون ياخذوني منها ويرجعون للجنوب
البتول : وغيره ؟
غزل : عمي ساري مايرد هو اللي يعرف كيف يسكتهم حتى عمي جابر مايقواهم
البتول وهي تشد من ضمتها : لما تخلصين حصة البكا لازم نتكلم ماينفع الكلام وانتي تبكين
غزل تركت كتف البتول ومسحت دموعها ببراءة مضحكة : خلاص خلصت بكا
ضحكت البتول من قلبها : تمام خلصتي بكا نروح نشوف علاج لرجلك بعدين نفطر بأي مكان وبعدها نتكلم عادي ، ماما مو معارضة تطلعين معايه ؟
غزل وهي تمسح عينها بمنديل : لا عادي ماما مبسوطة منك وقلت لها انك سهرتي ليلة كاملة تنتظريني بممر المستشفى خلاص دخلتي قلبها
غالب والموقف بشكل عام اخرجه من طوره !
بنت تخرج بمفردها وبسيارتها لم تكتفي بهذا التمرد لتأخذ فتاته المفضله وتسحبها لطريقها السيء بالنسبة لنظرته هو عيشته مقتصره على قريته وارضه البراح ومكانه البعيد لم يشهد على هذا التفتح ولم يشاهده لتصدمه البتول ولتصدمه غزل الأخرى
تبعها بسيارته توترت البتول وهي تقتنص مراقبته والصدف مع هذا الغريب يبدو انها لن تنتهي
نزلت وقالت لغزل بتحبب : اسبقيني حبيبتي اوقف السيارة بمكان صح واجيك
نزلت غزل لتدخل العيادة لتنزل البتول وبغضب كبير قالت :مين اللي قاعد يلاحق الثاني ؟
غالب وهو متقرف ومستكثر فيها النظرة قال : نسيت بآخر مرة اقول لش ابعدي عن بنت اخوي خلاص وصلتي الإعتذار قبلت قفلي الباب واطلعي من حياتها !
بتول : ماعندي وقت اضيعه في نقاش سخيف مع شخص مثلك وبرضو مابغى اقول اني مو ناقصة لكن والله مو ناقصة روح عن طريقي ولو تبغى شي قابل البنت هذي اللي خايف عليها مني وقول لها ابعدي عن البتول الصايعة الشغلة سهلة ماتتعب ولا تاخذ وقت
حك جبينه قالت عشرات الكلمات على مسمعه بنفس واحد وكأنها حافظة هذي المقطوعة وتسمعها عليه : خلصتي هروجش الناقصة اللي مالها لاطعم ولا لون ؟
هزت رأسها بإيجاب لينطق بوقاحة : فارقي عن وجهي وروحي من هنا
البتول رفعت نظارتها وبحدة اقتربت منه
قالت : والله انت جيت عند الشخص الغلط غزل بترجع معاي ومالك شغل فينا
لف برأسه يمين ويسار وبسرعة غير متوقعة شد كمها ودفعها ناحية سيارتها افتحي الباب قالها من بين اسنانه ضغطت الزر ويدها ترجف دفعها على المرتبة دنق وصار معها بالسيارة وهي تنتفض : لاتختبرين صبري ماعمري مديت يدي على مرة ولا ودي تصيرين الأولى ماودي يدي تتوسخ روحي من هنا بالطيب و اخرجي من حياة غزل بالطيب والا !
لفت ناحيته بعينها الدامعة واحمرار مذهل حاوط جفنها ظهر جزء من خدها تحت النقاب ظهرت شعيرات غريبة حمراء اسفل عينها وخدها صارت تبكي لم يحرك ساكن وبنظره هذا دلع سخيف قال : حركي بسرعة قبل تطلع البنت وكلميها تكلم احد يجي ياخذها كلميها الحين اشوف !
رفعت يدها ظهر له احمرارها الغريب وكأنها تحترق كانت ترجف فتحت المكالمة وقالت بصوت متماسك : غزل حبيبي سامحيني رجعت البيت صار عندي ظرف تقدرين تكلمين أي احد يجي ياخذك
قفلت الخط رمقته بنظرتها الغريبة المحتقنة بلون الدم : ماعرفك وعشان ماعرف سبب الغضب اللي ماله مبرر ماقدر احقد عليك يمكن تكون انت صح ولك نظرة صح بس حط ببالك اني بنت ناس مو مثل ماتوقعت
قفلت باب السيارة وهو صد بعينه بعد مانزعت النقاب كانت تحترق ظهرت فقاعات اسفل خدها وتحت عينها بكت وحراره الدمع زادت من ألم جلدها رفعت التكييف وتحركت بالسيارة للبيت وغالب الغريب بالنسبة لها طبع بصمة مؤلمة داخل روحها ومضى دون ان يكترث !
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...