97

215 9 0
                                    

لو صار العكس لاتروح لسعيد تعرف طريق غرفتنا لو صار العكس لاتبوح لأحد غيري يوم واحد من عمرك افتح قلبك بعيد عن سعيد يجي والا مايجي ؟
رفع حاجبه والظاهر ابتدت الغيرة من الحين وهو يكره هذي التوافه ويعتبرها مضيعة للوقت امتدت يده وسحب يدها من سترته عدلها وقال : الواحد مايختار ولا يقرر لمين يفتح قلبه يوم تظلم الدنيا وتسود بعينه يروح ويتخبط ويمكن يفضفض لحيط عادي فلا تحطين ببالش اني بجي اتشكى عندش وعلوم اللطافة اللي تسوينها مع سهم ماتوكل عيش معي امنعينا منها !
خرج ببساطة !
كنا حلوين ! فجأة تغير موده وفجأة رجع غالب الجلف ..

وعدتيني ترجع لي بنتي راحت مني مرة ثانية
بزجرة حادة احتدت معها نظرة شريفة : جبتها الين عند رجولش رميتها على ساري الولد مرتين لاهو اللي تعلق فيها ولاهي اللي قدرت تبقى عنده
ام رهاف بجزع من هذه المرأة : حتى بنتي ما سلمت من متاجرتش تبغين لها الردى مثل البنات اللي بجناحش؟
شريفة بلا مبالاة : ما هو ردى ، عرض عرض آخرته حلال !
ضربت يديها بيأس من منطقها : ابغى بنتي الثانية
ردت شريفة بقسوة : مادرت عنش عندها رجلها ومصروفة منش ،. يوم تطب رجلش الديرة يضيع عقلها
ام رهاف صارت تبكي هي ماتقدر تجتمع ببنتها تكره أي شيء يتعلق فيها وفي اسمها مع العلاج والرقية بدت تتقبلها تقبل طفيف لكن شريفة مصرة تمنعها عنها بهت وجهها وهي تشوف شريفة تفتح الباب وتهم بطردها فضلت تلملم نفسها وتخرج لبيتها القريب من بيت شريفة على الأقل تكون قريبة من بنتها ..
.
.
وبجهة ثانية
غالب دخل بيت أهله بعد غياب سنين لم يتغير شيء ، حتى دكتهم العتيقة ثابتة بمكانها تقدم خطوات ...وبفزع حقيقي شاهد حبيبته تتهاوى أمامه سقطت من طولها ركض ناحيتها استفزع فيهم وناداهم لكن لا مجيب بعد التراويح البيت راكد وهتاف بين يديه هامدة وكأنها فقدت أنفاسها حسناء فزت على صوته القريب منها ، ركضت وهي مذهولة سنّد رأسها بحضنها وركض بنفس المكان وهو عاجز عن التصرف مرت دقائق على هذا الحال وهتاف بينهم مثل جثة !

دخل عتيق ودخل ساري والمنظر أشغلهم عن منظر أخوهم المنهار ، حبيبته الآن بوضع مدمّر لقلبه تتخبط بحضن حسناء مثل طير مكسوره جناحينه جابر تقدّم بعد ماعجز عتيق يتدخل ، صار يضرب خدودها يحاول بأي حيلة يرّجع وعيها حاول يسعفها بدون جدوى ، فزت من حضن حسناء ودفعتها بقوة مريبة لدرجة تأذت فيها بعد ماضربت جبهتها طرف سور المزرعة الحديدي ، صارت تصرخ وتركض بكل زوايا الحوش وأخيراً قدر عتيق يسيطر على نوبتها الجنونية ، ليمسك بها ويحملها وسط حزنهم وتوجعهم على حالها المريب القاهر لعتيق ، ويبدو أن شخص آخر يشاطر عتيق القهر لأنه حمل نفسه وهو يرتجف وقلبه مقبوض وصل عند الباب وخرج بنفس الصمت اللي دخل به وهذا الحضور لم ترتوي منه روحه التي ذابت ، ويوم العودة انضم لسنوات الغياب ويبدو ان مرارة يوم العودة غلبت مرارة الشوق لأهله ، غنيمة العودة كانت إنهيار لقلبه وصرخات لروحه وغنيمة العودة كانت ليلة لن تمحى وبصمتها توثقت وبتمرد منهك وهذا الذوبان لا نهاية له ليته فضّل الغياب مثل مافعل سابقاً ليته اكتفى بالذكريات لكن ماذا تفعل ليت بقلبه الآن؟

طول غالب وكل ما تأخر عن حضوره كل مازادت نقمتها من سعيد ..
ابتسمت لنفسها وهي تتلمس تغير طفيف على وجهها يبدو ان الحب أضفى لمساته مررت الحمره لكن كشرت وهي تتراجع عن التزين مسحتها بمنديل ، رفعت شعرها واستدارت بلهفة وغالب متسمر عند الباب، غترته على كتفه وأزارير ثوبه مفتوحة ، وكأنه ذاق وعثاء المسافات الطويلة بينه وبين أهله ، وكأنه ركض لخمس سنوات بلا توقف بينما الباب بالباب يفصلهم جدار فقط ، غالب المغلوب منهك من السكة الطويلة القصيرة ومن خطواته لأهله اللي رجع منها وهو خالي اليدين لم يعانق أحد !
تهادت له وعلى وجهها علامات القلق والخوف من أجله

فجأة !

غمرها في رحابة صدره ، ضمرها عن المشاعر التي تعصف به الآن، غرسها وشدها بقوة آلمتها ، رأسها أثقلته أكثر من فكرة ، استوعبت انها مهرب له وبلحظته هذه هي تجهل مكانتها داخل نفسه تعرف شيء واحد تعرف انه متأذي وشعوره يؤذيها كثير رفعت رأسها الثقيل ونادته : غالب اوجعتني ايش اللي صار ؟

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن