60

220 8 0
                                    

حضن وجهها بيده اليمين ومرر اصابعه على خدها بحنان وهو لازال مبتسم ومميل رأسه ناحيتها : كملي شغلك رايح اشوف امي
هزت رأسها والملعقة بيدها والتوتر صار محله خجل ومشاعر ثانية ماقدرت تخبيها حتى عن نفسها وكل تصرف يخرج منه يخمد شعلة الغضب اللي اخفتها عنه يخمدها بلمساته الحنونة وبنظراته المهادنة وبلحظات السلام اللي يخلقها بمجرد ماتلتقي عيونه بعيونها
راقبت خروجه المهادن وطال تأملها وطال تفكيرها كيف تفاتحه كيف تقدر تقصر المسافة لكن من جهه كيف يهون عليها وتعبث بأوراقه كيف ترجعه للخلف وتبدأ تفتح نزاع جديد يكون عذر دسم لهروبها أو بالأصح إنقاذها ؟
.

غالب نفض موقف تلك الليلة ونسي كل شيء مر على قلبه من لحظتها حتى لون فستانها قرر بالتناسي يحل اموره كان جالس بالقرب من العشة وأمامه قهوته والباقي من غنيمة البتول تذكر نبرتها وهي تعاتبه على سرقته لحلوياتها قرب الفنجان من فمه وهو وده ينهي الإبتسامة اللي شقت طريقها ويوقف لها بالمرصاد كيف كان جدي وصارم ويحسب ألف حساب لتصرفاته حضرت الصدف مع هذه المتطفلة وتبدل كل شيء
سعيد لاحظ مزاج صديقه ضحك بخبث : قلبي يقول ان اخت الغريب محتلة ذا الراس من صبح الله وتتبسم عشانها !
ميل فمه بسخرية ورماه بسبحته : ليه على كثر السنين اللي قضيتها بساري ماشفت اخوها ولا واجهته انت تعرفه ؟
سعيد وهو يصب القهوة : ماطول ابوه جابه وهو بعمر ال١٣ عاش مع عمتك بنفس البيت اللي سمعت انه مجبور
غالب : وأمه وينها؟
سعيد : قصة سهم قصة
غالب : قول قول
سعيد : سهم فتح عيونه وهو في ميتم امه هربت فيه وهي حامل يوم ولدته ماتت وهو تربى هناك مرت سنين وقدرو يوصلون لأبوه بالسعودية ورجع ومن يوم رجع وهو منبوذ !
غالب وهو يصوب نظراته على سعيد المتأثر : وكيف منبوذ ؟
سعيد : هو يظن انه كبر وعاش وهو ولد حرام ،من الأصل ماتقبل نفسه ماحد قدر يتحمل غرابة شخصيته غير عمتك راوية واخته راعية الحلويات
غالب : وانت وش يعرفك بقصته ؟
سعيد وهو يتأمل شروق الشمس بنظرات حزينه : كنت حمار ومن العيال اللي يذكرونه بكل مرة انه منبوذ وغريب تذكر يوم استقبلتكم من مكة وكيف اختلف وضعي وكيف كنت مختنق هو ماعرفني ولكن عرفته ماكنت صغير ماكان عندي عذر كنت ناقص عقل ياخوك
غالب وهو ينفض تأثره : لو زانت الفرصة والتقينا تقدر تكفر الرجال واضح ماتشافى قلبه
سعيد : اللي قلت لك شيء الأكيد في اشياء مانعرفها
ابتلع قهوته بعد مارجع له الماضي المحمّل برعونة الصبا والطيش تنمره الدائم برفقه اصحابه تحالفهم ضده والوقوف أمامه بعناد كريه كان الشيء الوحيد اللي ينقذه منهم دموعه كان يتحرر من أصواتهم بعد مايشاهدونه يبكي ولأنه ولد وعاش وهو ضعيف ومسلوبة طفولته كبر وهو لايزال ذلك الطفل المقيدة روحه المكبله عواطفه المسلوبة إرادته بدون أب بدون أم بلا حياة

البتول تستعد للعودة لمكة منسجمة وكلها حب وهي تسمع توصيات ام قايد : لا تضغطين على البنات هتون تجهز اختبارات طالباتها حاولي تخففين عنها
البتول : طيب
راوية : سهم احرصي عليه يرجع البيت قبل ١٢ إذا تنظم نومه تروح افكاره ويخف حزنه
البتول : طيب
راوية : ودعتش الله قايد يقول شوية واطلعي له بينزلش بالمطار وبيستقبل ابو وحيد ويوسف
البتول : طيب
ضربتها بخفة : طيب طيب طيب قولي شيء ثاني
انصدمت بعد ماحست بثقل البتول بعد مارمت نفسها بحضنها : والله مو قادرة اروح واخليك قلبي هنا وهنا وهناك
راوية وهي تضحك ضمت البتول : دايم اقول لش لا تتعبين قلبش بس ماتسمعيني موزعته في كل مكان
البتول وهي تضحك بحضن خالتها : قلبي دكان يعني لا تحاولين معاه كل ماله يتوسع
ام قايد بخبث رفعتها وهي تضحك : وعادل له المكان الأكبر والا الدكان كله
البتول : خالة راوية والله امزح
انقذها صوت قايد : بتول راح الوقت كل ذا وداع
البتول : لو قدرت ارجع برمضان حتى لو على نهايته لازم اشوفك ولو قدرتي انتي تجينا حاولي عشاني انتبهي لنفسك ولأكلك استودعتك الله حبيبتي
قبلت يدها ورأسها وام قايد تجاهد تأثرها لا تريد البكاء وبالفعل نجحت ودعتها البتول وغادرت لأرض مكة حيث والدتها واخوانها وابوها المقعد ...

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن