253-259

263 7 0
                                    

253 ..

: بموت من الحسرة ياحفصة ، كنت أظنه يوم يراقب ظلي في المراية يوم كان متشوق ومتلهف كنت أظنه قاصد قلبي اثره يبي شي ثاني خذاه وراح
خذى ثيابه وعطوره وخذى الود اللي كان باقي ، كان ناوي على الجفا عزت عليه عيونه يطلع ومايرويها خذى المقسوم وجفاني ، جفاني ياحفصة
انخرطت في بكاء مرير وهي توصف لحفصة حجم خسارتها ، وهي توصف غدره بعد مانال من قلبها لملم حقائبه وتركها ..
مسحت دموعها وقالت : حفصة يوم أخجل وش كنت اسوي ؟
حفصة وهي تمسح ذبولها : مايبان على وجهش شيء كلنا ندري أن ظاهرش شيء واللي بقلبش شيء ثاني
: وليه مافهم قايد ليه مايعرفني؟
مسحت دموعها من جديد وأكملت : خلاص بصره روحي حبيبتي اشغلتش عن الثياب بتمطر وأنتي مانزلتيها من الحبل
حفصة وهي تضحك : والله أن تحذف بي أمي مع السطح بدل ماترقصون فيه بتبكوني هناك
ضربتها ملكة : وجع لاتقولين تبكوني جعلني مابكيش يا الله أفرحي قلت لش كلمة حلوة
تنهدت بطريقة مسرحية : اييييه ياحظي الكلام الزين مايطلع لي إلا بوقت الضيقة وأنا مايطاوعني قلبي أقول عسى تضيقين دايم
دفعتها بمرح للباب : خلاص روحي بجهز ابوي لضيوفه
وقفت عند الباب وكالعادة المواضيع عند الباب يصير طعمها مختلف : شفتي البتول مسكينة يالله تمشي قدها بطة ، هتاف حملت قبلها ولابين عليها الثقل مثل البتول
ملكة مغيره الموضوع : أخوها رجع ياحبيبتي هي الأرض ماتشيلها
حفصة ردت : رقية تقول هتاف رجع لها الحال الشين من بعد المخيم وهي ساكتة وتطالع السقف وعتيق حالته حاله
ملكة وهي تدفعها ونيتها تقفل الباب لأنها مستحيل تسكت : الله يرفع عنها ومع السلامة
ضحكت وهي تسمع تذمرها وجودها خفف وجعها من قايد ..

وفي جهه أخرى جهة هتاف
بالفعل من بعد المخيم وهي صامتة باهتة وعتيق يوم عن يوم يتلاشى صبره ويوم عن يوم يزيد قهره لكن مستحيل يضغط عليها ..
ضم يدها ولفت له بذبول : على أساس تواعدنا ؟ على أساس بنملأ الفراغات ليه دايم الوجع يسبقنا ليه هو الأولى بفراغاتنا ؟
رفت عيونها والسبب غشاوة الدمع حجبت صورته عنها ودها تقول وتعاتبه لكن بأي عتاب تبتدي ؟
: ليه خبيت عني ياعتيق ؟
وأخيراً نطقت ، صمتت فترة طويلة لكن ليتها لم تنطق بهذا الوجع ، وأخيراً سمع صوتها لكن تندم لأنه مثقل بعتب مستحيل يتحمله بمفرده ..
عضت شفتها السفلية وهي تعض على حروفها لن تقطع عهدها مع نفسها بعد ماعاهدتها وقالت :والله لساني ماينطق حرف قدامه لين هو ينطق من نفسه ويتكلم
مسح بطنها وقال : حبيبتي قولي أي شيء العتب اللي في خاطرش ودي أسمعه مايصير السكات يوجعنا كلنا
ضمت شالها ونزلت تحت مراقبته ، عجز يسيطر على عتبها الغامض ، هز رأسه بضياع وهو يعرف علاجها، يعرف الإستفهامات اللي بداخلها لكن الإجابة قاتلة لن تطيقها
دخل المطبخ ليشاهد انغماسها بعد ماربطت منديلها الأحمر تشكل حبات المعمول بذهن شارد قرب كرسي منها وأجبرها على الجلوس والشيء الغربب أن صمته يحضر ويشاركها تفاعلاته بأحرف لاتذكر ، رضخت لصرامته وجلست وهو بدوره صار يتأمل هذا الإبتعاد ، كيف يجاوبها بجواب يبعدها عنه أكثر ؟ مرت دقائق طويلة وهو مستمتع بصوت تحركاتها وبوجودها الأنثوي ، عبثها المحبب ، صار يستمتع وهو يقرأ ، ينغمس بين صفحات كتبه وهي قريبة منه ، انتصفت صفحات كتابه وهي منغمسة بهوايتها المفضلة ، أنهت حبات المعمول، رتبتها ورتبت قسمته ، لن تنساه وهو عرف قسمته من تدقيقها وعنايتها وترتيبها ، وكأنها دست قلبها بين حباته ، مدت صحنه وبداخله قسمته ابتسم لها بحب ومد يده سبق كل شيء وجذب كفها طبع قبلاته اللي اعتادت عليها ، حمل نفسه وخرج شعر يرضا طفيف على الأقل اليوم سمع صوتها ولو كان العتب باقي قدر يعيش معها لحظة بدون دموع .. خرج ناحية غالب ، الغريب أن موقف غالب قربهم من بعض أكثر وهتاف بالمطبخ تراقب مع نافذته خروجه زفرت بحرارة وهتفت : يارب أعرف السر قبل تطق عروقي كلها ..
.
.
سابقاً يدخل القرية وضيق الدنيا يجتمع داخل صدره ، تجثم عليه ساري وجبالها ، حتى الأصوات الهامسة كانت بمثابة نداء عالي يخترق طبلة إذنه كان الخوف رفيقه الدائم ، الصديق الذي لم يختاره
بتر سيل الأفكار ! قطع طريقها بعنفوان طق بإصبعين حركة تعودها وقت تجتمع أفكاره وبطريقته هذه كأنه ينفضها ، وبالفعل تلاشى الغبار وتبسم ، وقف شامخ عند المنحنى المهلك ، هنا كاد أن يتخلى عن حياته ، هنا قرر يقفز بسيارته وهنا حضرت ذكريات غزل !

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن