رفعت رأسها من حضنه نطقت وهي تحاول تلملم روحها المنهكة : انت اغلى من هدايا الدنيا عشان كذا ولا هدية صارت من مستواك مافي شيء يفرحني غيرك وانت تدري
لمعت عيونه وهي انشغلت بتفقده مسحت وجهه ورفعت شعره بأمومتها : جعلها بروحي ياماما
غزل وصلت لآخر رمق من التحمل انسحبت وهذه المشاعر عبرت من خلال روحها ، شاهدت جرح من جروح حسناء المضمورة وهذه القشة قصمت قلبها لنصفين بقي جابر المتفرج الآخر ونصف مشاعر غزل تربعت داخل قلبه ماجد بحضن أمه هدأ انهيارها وبقيت صامتة رفع نفسه من حضنها ونطق لها : افتحي الهدية قبل تسبقش جود عليها
التقط الشوكلاته من يدها وفتح كيسها قضم نصفها وكشرت بدلال : جودي ! من سبق الثاني الحين هاه ؟
ضحك وهو يضم رأسها اشتم خصلاتها بطفولته المعتادة وبطريقته المحببه لقلبها وهي انشغلت بهديته وجابر على الكرسي لم يفوت شيء رجعت حسناء قبل زواجها منه وقبل ضرباته رق قلبه لضحكتها وانقلب الإهتمام وصار ماجد يداريها وهي مثل طفلة مستمتعة بهذا الدلال ..
وصلت غزل للبيت والكل مترقب وخايف جلست على الأرض وهي تبكي هنا تمارا صرخت وصدمتهم من انهيارها كبيرة غزل وهي تحاول تهدي نفسها نطقت : بخير بخير بخير بس مادري وش جاني ماقدرت امسك نفسي
مسكتها تذكار وانتقلت الجلسة للدكة تمارا بجمود تحاول قدر الإمكان تبقى صامدة ولا ينزل دمعها توسطت جود حضنها وانتهت مقاومتها انتقلت نظراتهم المذهولة لدموعها ولصوت بكائها الخافت تمارا والدموع بعيدة كل البعد عنها ، تمارا لا تطيق البكاء حتى على وضعها المرير لم تبكي سقطت مقاومتها عند ماجد اخوها اللي للتو تعرفه غريب موقفها بالنسبة لهم جود وقفت أمامها تراقب قضمت ابهامها وغزل لم تحتمل هذا الضيق بالرغم من انهيارها هي قبل قليل لكن تماسكت وأخيراً حملت جود لحضنها وهمست بإذن تمارا : البنت خافت من دموعش الولد بخير وبعدين انتي من جد تبكين عليه والا على شيء ثاني ما اعرفه؟
تجاهلتها تمارا ووقفت مشت لغرفتها و جود تملصت من حضن اختها لتلحق بأختها الأخرى ...
سعيد استقبل غالب وعروسه في المطار طوال الرحلة صامتة وهو مثلها اختار الصمت هو مجرد مايفتح فمه يثقل بالكلام ويبكيها ، فضّل يمسك نفسه ويأجل أحاديثه معها ويبحث عن طريقة سلمية تجمعهم بدون مشادات كلامية وبدون لا يرتفع صوته كان بإعتقاده انه من السهل يتعامل مع طبعها وعلى العكس وجد نفسه متشتت والوصول لنقطة إتفاق ولو صغيرة بعيده كل البعد عنه وعنها ..
يدها محتضنه بطنها ونايمة بسلام وهو منشغل بالقيادة وعينه على الطريق لف نحوها وعينه على الإحمرار اللي بأطراف أصابعها ويعتلي كفها بصورة تلقائية رفع عينه للشمس المصوبة حدتها عليهم نزع عصبته البيضا نفضها بسرعة متناهية غطاها بغترته وهي نائمة ويبدو انها تهرب من جلافته مثل مايهرب من ليونتها ..
انتصف الطريق وطالت غفوتها لف من جديد ناحيتها وبسرعة صد بعد ماتحركت وهي مستغربة من وضع غترته اللي عليها
غالب : صح النوم ! من أمس وانتي تصدين بعيونش عن الدنيا قدامنا حياة لا هي يوم ولا هي يومين !
بصوت ناعس قالت : تعبانة وعادي لو نمت يوم يومين ما أهرب انا التجهيزات تعبتني
قاطعها وهو يرفع شعره اللي تبعثر : يعني اني جيت وزدت التعب بالسفرة ذي لا تستحين وانتي تقولينها
تأففت وهي تبحث بشنطتها وهو التقط بسرعة الشيء اللي تدور عليه مد يده للخلف ورمى الكيس بحضنها أكل للطريق يبدو انه حرّص على سعيد ويبدو ان توصيات سهم صار ينفذها بالملي
سهم اخبره ان الجوع يسقطها وغالب أخذها على محمل الجد ، تكره هذه الرعاية المبالغ فيها أكيد ينفذها بدون لا يشعر بها
تجاهلت الكيس وصدت للشباك بحدة نطق : ماني مثلهم بقعد اراكض واحط واشيل ياتحرصين من نفسش يا بالطقاق
عجيب صوته يناقض موقفه وتصرفه الحالي يناقض اهتمامه الخفي اللي صار واضح وكأنه يمحي اهتمامه بهذه النبرة هي من التعب لم يفرق معها اي شيء تحسب الثواني وهذا الطريق طال أكثر من اللازم
غالب : اتركينا من الدلع المايع
البتول وهي تعد للعشرة بداخلها لا تريد الإنفجار
لاحظها تضم غترته وضاع بياض لونها وسط احمرار كفها قرر يبتلع كلماته خصوصاً بعد مالاحظ انها تكبت وتتجاهل
رفع صوت القرآن وهي تلحفت غترته من جديد وعادت للنوم
تأفف بضيق من هذا الوضع المضطرب لم يكمل معها أسبوع وكل حديث معها ينتهي بنزاع !
.
.
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...