.......: قلت اطلعي من القرية ولش مني وعد مايصبح الصبح إلا الثانية عندش وعد بس اعتقي الأولى
لمعت عينها لعرض العجوز حملت مفاتيحها وخرجت من البيت البني بسرعة البيت المشبوه مثل مايقولون !
.
.
سعيد بعد ماوصل هتاف لبيت ضيف الله اخبرهم ببعض التفاصيل وخرج بعد ماصلى العشاء معهم جماعة تركهم
•بيت ضيف الله ..
هتاف على السرير جسد بلا روح حرارتها لم تنخفض تسمع اصوات بعيده وبطنها خاوي ركضت ليوم كامل والجوع اسقطها جمدت اطرافها من البرد والدموع تيبست على اطراف جفنها اللي تقرح من كثر البكاء فتحت فمها الجاف بعد ما شعرت بإنسحاب ثقل اليومين الماضية عنها فتحت عينها وأول اسم نطقته عتيق ، عتيق ، صوتها مبحوح يبدو انها صرخت كثير وبالرغم من بحته صرخت من جديد عتيق عتيق
تمارا حضرت لتشارك مأساة عائلتها الجديدة شدت يدها : وين عتيق نادوه البنت راح صوتها
اقتربت رقية طوقتها واحتضنتها وصارت ترقيها خرجت تمارا وللتو تنطق : وين غزل ؟
صفية الأم وكأنها ضربت على رأسها : كيف نسيتها كيف راحت عن بالي وأمس طاحت بالطريق وهي تدور هتاف كيف نسيتها
تمارا : اهدي ياجدة بطلع اشوفها حاولي توصلين لعتيقمرت لحظات
كيف بالمستشفى ؟ صوت تمارا خرج بحدة غاضبة
كيف سكتي الوقت ذا كله
صبا ببرود : هتون وصتني اروح بس نمت النهار كله وعادي تصير البنت مع البتول يعني بيد أمينة
تمارا : وانا مالي شغل بالبتول هذي كلامي مو معك مع هتون وخري بس
دفعتها بحدة راقبتها ببلاهه وببرود لتلحق بها على الفور ..
.
.
سهم : كيف صارت البنت ؟
البتول : أحسن لازم تكلم أهلها البنت تعبت من البكاء
سهم : خلاص اللي يدورون عليها لقوها وانتهت القصة
البتول براحة : الحمدلله الله يطمن قلوبهم تقدر حبيبي تتركنا روح نام
سهم : لا ماقدر البنت أمانتي
البتول تناظره بشك : قلبي يقول صار شيء بينكم قبل كذا حدسي مايخطي ..
فجأة اقتحم الممر رجل غريب غترته ملتفه على راسه على شكل عصبه بثوب كحلي طويل وملامحه حادة جداً اقترب من سهم ورفعه من كتفه طقت عظامه نطق من بين أسنانه بصوت ثقيل : وش تسوي هنا ماتستحي تغطي على موقف المطر بشهامتك الحين لا تخسى ماهي شهامة
سهم تأمل حدة عينيه : أول قول مين انت بعدين تكلم عن الشهامة
غالب : الحين تختفي من هنا الحين قبل تفتح بنت اخوي عيونها وتشوفك بنظرة البطل
سهم : ومن قال ابغاها تشوفني بطل
غالب : لاترادد كلمة واحدة ومالها رد روووووح من هنا
البتول واقفة بالمنتصف : سهم خلاص روح
التفت غالب وناظرها بتصغير
تملص سهم من يدينه وتركه لكن توقف بحدة وهو يسمع الكلمة القاهرة والتي وقفت عائق أمام حياته وضحكاته أمام اسمه وكل شيء يتعلق فيه :كان مصيرش يشبه مصيره اللي منعني عنش قايد الأجودي والا الغريب لو يجيب الشمس بيدينه ماتغير شيء !
البتول بنبرة متماسكة : حتى لو كان غريب المعروف له لون واحد وله هوية معروفة ماتتغير
ضحك غالب بسخرية : اخوش البطل اللي لبس ثوب المعروف هو اللي دهسها بسيارته !
بتول : مستحيل اصدق سهم مايسويها
نطقتها ببرود وعادت لمقعدها تسند على الجدارتسند على الجدار وهي صارت تتأمله : مثل ماكذبت اللي سواه سهم انا مو مصدقة انك عمها في شيء غلط !
تجاهل ثرثرتها وهو يراقب ألوان الجدار وكل شيء عينه تسقط عليه عداها النعاس بدأ يسيطر عليها لكن انتفضت وهي تسمع رنين هاتفها : خالة راوية ليه مانمتي ؟ ايوه ايوه بخير وسهم بخير وأهل البنت جايين اكلتي الدوا؟ طيب خالة البنات وش اعطوك على العشا
فجأة تحول صوتها الساكن لصوت مقهور : كيف ما أكلتي وينهم عنك ؟ اففففف قفلت الجوال وصارت تعبر الممر وقهرها لم يهدأ وصل جوالها للرنة الثالثة : وأخيراً رديتي هتون متى تكبرين ؟ متى تحسين انك اختنا الكبيرة وتحسسينا بالشيء هذا ؟ متى تحسين ان عندك أم متى تستوعبين ؟ اصصص لا ترفعين صوتك ولاتبررين حتى ، خالة راوية تنام وبطنها فاضي وحوالينها ثلاث بنات ! قفلي قفلي أصلاً الضرب في الميت حرامألو قايد كيف صرت حبيبي ؟ طيب اسمع خالة راوية لازم تحط لها أكل وتجلس عندها لين تغفى وتنام والبقرات الثلاث بعدين اتصرف أنا معاهم
زفرت بحرقة ذهبت لأبعد زاوية تقدر تبكي فيها براحة وبكت ببساطة !
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...