اما زايد متوتر كثير جلست على الطاولة بعد ماسحب الكرسي بطريقة راقية صدمتها لفت له وابتسمت هو فهم وكتم ضحكته من ابتسامتها المصدومة البقية يشعرون انها لحظة رومانسية لطيفة بسبب النظرات اللطيفة والإبتسامات اكتملت جلسة العشاء نطقت احداهن : تمارا صدمتينا كلنا
تمارا بثقة : كنت ناوية اخبي حياتي الشخصية وافصلها عن العمل لكن زوجي قرر اليوم يشارك الإحتفالية ويعيش معي فرحة النجاح من قرب
زوووووجك ! نطقتها إحداهن لتضحك لم تعلق تمارا انشغلت بكوبها وزايد يراقب بصمت التفت على همس ساخر : هالشينة صار حظها أجمل مننا كلنا من يحصل له هالحليوه ولا واضح ميت عليها
ضحكت رفيقتها وهو تقرف يشعر ان الهواء ملوث من هذه الأفكار ، بدأت الإحتفالية كانت حفلة عشاء لكن حفلة ساخرة مليئة بالنظرات التهكمية بيئة خالية من الحب لماذا تمارا تصر على البقاء هنا !
قالت إحداهن : كيف قدرت عليها تمارا ماتطيق حتى نفسها !
رفعت تمارا عينها بحده ناحية البنت كانت مجهزه رد ناري لكن انصدمت من يد زايد اللي احتضنت يدها بطريقة دافئة اذهلتها : شعور خاص مو أي أحد ممكن يفهمه هنا العلاقات رسمية بعيده عن الحدود والمسائل الشخصية لو شرحت فيها مشاعر علاقة خاصة بيصير الموضوع نشاز
تمارا تصفق من الداخل وتصرخ بإعجابانقضت الإحتفالية انسحب الأغلب تمارا كانت منشغلة بمكالمة خرجت وبقي زايد لازالت النظرات مصوبه ناحيته ..
رجعت اللي تكلمت سابقاً لتقول : انا باقي ماتجاوزت الصدمة تمارا مستحيل احد يتحمل يبقى جالس معها ساعة كاملة شلون قدرت تعيش معها حياة !
تأمل هذه تنهش ظهر صديقتها المزعومة بطريقة كريهه أيدتها الأخرى : صحيح لنا سنوات مع بعض بس مستحيل نتحمل نقعد ونجاري مزاجها الغريب
لم يرد شعر بكفوف دافئة تطوق عنقه من الخلف تمارا بهمس : طولت عليك ؟
توتر ابتلع ريقه : لا بس انفتح تحقيق جديد زين جيتي كنت بجيب العيد
ضحكت وجلست بجنبه طاولة العشا صارت شبه خالية لم يتبقى إلا ثلاث من زميلات العمل بقية المتزوجات خرجن بوقت مبكر مع ازواجهن
نهض زايد ومد يده وضعت كفها بنعومة ونهضت : صار الوقت متأخر ، شكراً وهج العشا وكل شيء يفتح النفس
وهج ردت : بالعافية عليكم ، استاذ زايد فرصة حلوة شفناك
شدت تمارا يده وخرجت
عند المواقف دفع يدها : شلون تحملتي هالقرف لسنوات كنت بموت مختنق من الجو الكريه داخل
تمارا ببرود : تعودت عادي دام الوضع فيه فلوس حتى عدوي بحبه
حركت السيارة لتكمل : مافي أحد طايق الثاني مصالح شغل لكن مزودين العيار ناحيتي شوي
زايد وهو لازال متقرف من السهره : وطبعاً انتي لازم تحسين انك انتصرتي سويتي كل هالمسرحية
تمارا تتأمل الطريق ببرود : ايه أول وآخر عشاء لك لكن في حفلتين نخلصهم وتنتهي المهمة ولا اعرفك ولا تعرفني !
زاد شعور الكراهية ناحيتها يشعر انها سطحية لدرجة لا تطاق : مستحيل اجاري هالسذاجة ماقدر
تمارا : تقدر تقدر مقابل تشوف امك وجه الحياة تقدر
مسكته من ذراعه اللي توجعه ناظرها لثواني ثم نطق : ماتخافين ؟
بدون لاتلتفت ردت : من ؟
زايد : هالشخص اللي عنده نقطة ضعف يمكن عنده أشياء كثير مالها قيمة ومايهم لو خسرها ..
ضحكت بإستخفاف : انت ماعندك شيء ثاني تخسره متمسك بقشة واحدة ولو تضيع غرقت
ابتسم بسخرية وسكت لكن فجأة ارتفعت نغمة جواله صرخ بدون شعور : المستشفى ..
•بالممر كان واقف بوضع مزري وهي مترت المستشفى تدور وراه تأخرت وهي تركن السيارة وهو سبقها للداخل يركض بجنون لأول مرة تتوتر من أجل شخص تجهل تفاصيل حياته لمحته وهو محتضن رآسه بكفوفه كان يرجف وجسده يهتز بشكل مخيف :وش صار زايد وترتني
رفع عينه اللي تخضبت بلون أحمر رهيب رفع جسده ناحيتها وهي تراجعت بخوف لكن شد كتفها وصرخ : وش جابك هنا هاه ؟ ليه جيتي ؟ دفعها وتعثرت للخلف اصطدم جسدها بجدار الممر والخوف تمكن منها شدها ناحيته من جديد وهو يصرخ بعدم وعي : اللي قلته صار انشغلت بتفاهات وانتكست حالتها كنت اوزع نظراتي بمكان غريب غريب من كل الجهات روايح وأجساد ونظرات وأمي هنا هنا تتوجع ... هزها بغضب وهي صارت مثل ورقة خاوية تتراقص بين يديه بصمت وبذهول : كنت بمكان مايخصني ولا يشبهني مقابل تعيش أمي لكن هالمكان أخذ مني أمي
تمارا وهي تقاوم عاصفته اللي دمرتها حاولت تنقذ نفسها من قبضته القوية ومن غضبه المكبوت اللي خرج الليلة وزعزعها بمفردها شدت قميصه بأطراف أصابعها حاولت تتمسك لكن دفعها لتسقط على الأرض ضرب كتفها بالجدار وتأذى رفعت نفسها وهي تكبت صرخة ألم ورعب ومشاعر غريبة داهمتها كبتتها كلها لتقترب منه :انت تماديت كثير وحطيت أوجاع سنين كانت متكوره هنا ،
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...