كرونيك#الظل

#الظل_الحلقة 170

الحلقة170:كان داخل زنزانو رايح جاي يستنا فالحراس ياخذوه للمحكمة التوتر راح يقتلو صارلو يومين يستنا فهاذ الجلسة لي راح تحدد مصيرو يا إما يطلع و يفرج عليه أو يكمل مدة محكوميتو .....ما هي إلا دقايق حتى تفتحت الزنزانة و دخلو منها زوج حراس كبلولو يديه و ساقوه لبرا وسط دعاوي المحبوسين معاه...
-وصل لقاعة المحكمة وين شاف المحامي بلال يطمأن فيه بابتسامتو .
-دخل القاضي و وكيل الجمهورية و أعلنت بداية المحاكمة.
- بعد نقاش قصير بين الهيئة القضائية و المحاميين أعطيت الكلمة لبلال:
-سيدي الرئيس السادة المستشارين نحن اليوم أمام قضية عمرها أكثر من عشرين سنة قضية راح ضحيتها موكلي محمد سحنوني بسبب حكم جائر و عدم التدقيق في حيثياتها...موكلي سيدي القاضي لا يوجد أي دليل يدينو و لكن رغم هذا حوكم بثلاثين سنة سجنا نافذا.
-قاطعو محامي الادعاء معترض: سيدي القاضي هاذا يعتبر طعن في عدالة القضاء.
-تكلم بلال مدافعا: لا سيادة القاضي بل من عدالة القضاء انها تنصف المظلومين حتى و لو بعد سنين و لو تابعنا كلامك حضرة المدعي العام فبمنظورك نلغيو الاستئناف و نعتمدو فقط على الحكم الاول للقضايا...قاطعو القاضي هاذ المرة.
-خلينا من هاذ لكلام الفارغ و اتكلم فقط على القضية
-عفوا سيدي القاضي....لكن حاب نعرف على أي أساس اتهم موكلي...قاطعو المدعي العام مرة أخرى كاين شهود فالقضية.
-تبسم بلال باستهزاء و هاذا هو مربط الفرس راح نعطي لحضرتك أقوال الشهود على ذيك الحادثة و أعطيني رأيك...هز مجموعة اوراق و قدمها للقاضي...شهادة الجيران في هاذي القضية مهيش دليل إطلاقا على أنو محمد هو لي أضرم النار كل الشهود في كلامهم قالو أنهم سمعوه و هو يهدد يعني ماشافوهش و هو يحرق و التهديد كلنا نقولوه لحظة الغضب ياما شفنا زوج متخاصمين و يهددو بعضهم بكل أنواع القتل لكن فالنهاية ما يوقع والو و المشكل أنو موكلي كان في ذيك الساعة سكران يعني عقلو غايب و السكران كيفو كيف المجنون لا يؤخذ على كلامو و هذا تقرير الطب الشرعي على حالة موكلي في ذيك الساعة حبيت نسألك سيدي القاضي و أنا أعرف نزاهتك فالميدان هل من العدل أن يحكم على شخص بالسجن لثلاثين سنة فقط لانو تشاجر معاه إذا كان الشجار هو سبب لهاذ الشي فلما لم توجه التهمة لصديقهم لهادي لي كان حاصل خلاف كبير بينو و بين المغدور به محسن من أجل أموال و وصل هاذ الأخير أنو هدد لهادي بفضحو من خلال تسجيل صوتي يدينو بالاضافة أنو كان عشيقة أختو و هذا هو محور الخلاف فممكن يكون حب يتخلص من الاثنين من تهديدات صاحبو حيث يحرقو و يحرق معاه أي مستندات تدينو....و نزيد لحضرتكم شيء آخر لو كان لموكلي نية فالقتل كان قتلهم ليلة ما اكتشف الخيانة يعني حتى من الناحية النفسية معظم الجرائم ترتكب لما تكون في حالة صدمة فكيف إذا يرتكبها بعد تجاوز الصدمة بأيام....و في النهاية عندي تساؤل آخر يا هل ترى لقيتو بصمات لموكلي في موقع الحادثة...الإجابة هي لا ...إذن حاب نفهم كيف يحكم على شخص بمدة كبيرة ثلاثين سنة من دون وجود دليل قاطع لا شهود لا بصمات إذن كيف حدث هاذ الشي و أغلقت القضية بسرعة و كأن هاذ الشخص هو مجرد حيوان حريتو أو حبسو مش مهم بالنسبة ليكم....و لهاذا و من خلال هذا المنبر أطالب أولا بالإفراج الفوري و السريع على موكلي و ثانيا إعادة التحقيق فالقضية و ثالثا التحري من نزاهة القاضي و النائب العام في تلك الفترة لانو الأمر يدعو فعلا للشك.
-شكرا للسيد بلال عمراوي راح نتباحث فالقضية مع السادة المستشارين و نرجعو بعد نصف ساعة .
-مرت أكثر من نصف ساعة و هو على أعصابو حاس أنو خلاص مش قادر يزيد يصبر دقيقة أكثر يستنى في مصيرو و قلبو يخبط بسرعة خايف من قرار القاضي و خايف لا يتكرر نفس الموقف لي وقعلو من عشرين سنة ...بعد دقايق دخل القاضي و الهيئة لي معاه جلس و دق حتى يعم السكوت فالقاعة و يعلن بالشي لي قررو: ....بعد الاطلاع على الادلة و على أقوال السيد المحامي بلال عمراوي و أقوال المتهم محمد سحنوني و نظرا لعدم وجود أدلة كافية لإدانة المتهم قررت التالي أولا إخلاء سبيل المتهم محمد سحنوني بشروط و منها عدم السفر أو التنقل لمسافات بعيدة مع إستمرار للتحقيق معه و لكن خارج أسوار السجن...ثانيا إعادة فتح التحقيق في هذه القضية ....
-يسمع لكلام القاضي و مش مصدق وذنيه يعني أخيرا رجع حر بعد عشرين سنة سجن ظلم رجع بريء بعدما خسر كل شيء في حياتو خسر روحو و سمعتو و صاحبو وشبابو دمعة حارة تلاتها دمعات فرحة مخلطة بألم راحة مخلطة بوجيعة لكن الاهم أنو الحق بان حتى و لو متأخر سجد و حط راسو على الارض يحمد في ربي و يشكرو وسط تأثر الحاضرين .