كرونيك#الظل

#الظل_الحلقة 162

الحلقة162:واقفة عند شط البحر المطر تصب عليها و هي مش حاسة بيها نار و شاعلة في قلبها مش مصدقة أنو مبقالهاش بزاف و تودع هاذ الدنيا طلعت راسها للسماء و دموعها يسيلو كيف الشلال:كيفاش راح نقابلك يا ربي بكامل هاذ الذنوب وقت تقولي علاه مصليتيش وش راح نقولك وقت تقولي علاه مسترتيش روحك وش راح نجاوبك و قت تسأليني علاه أهملتي قرآني و متبعتيش سيرة نبيي كيفاه راح نرد كيفاه راح نقولك وقت تحاسبني على غلطتي في حق مريم مريم لي طعنتها فشرفها و كسرتلها فرحتها قبل عرسها دمرتها و حطمتلها حياتها بصح نستاهل نستاهل كلشي جرا فيا هاذا عقاب الدنيا و مزال عقاب الآخرة...نزلت على ركايبها تبكي و تشهق بالصوت همها كبير و مكانش هم أكبر من هم الموت ورهبة القبر و السؤال بقات سوايع قاعدة ثم مش حاسة برجيلها و أطرافها لي خلاص قريب يجمدو مسحت دموعها بكم فستانها و وقفت بتثاقل رايحة باتجاه دارهم ساقت الطومبيل و بعد نصف ساعة كانت عند باب غرفتها فتحاتو بشوية حتى متفيقش هشام....لكن مش عارفة أنو فايق و قاعد على أعصابو يستنى فيها....أول ماشافها دخلت دار ليها باش يعاتبها لكن غير شاف حالتها تصدم: هند وش بي حالتك هكذا وين كنتي أحكي متهبلينيش.
-تكلمت بصوت خافت : كن..كنت مع لبنات على شط لبحر و حبو يعملو فيا مقلب طيحوني في الارض.
-و الله لوكان عرفت راح يعملو فيك هكذا مخليتك تروحي..وتليفونك علاش نهار كامل و هو مقفول و لا حتى هو مقلب.
-طاحتلو الشارج و لما طلبت تليفوناتهم محبوش قالولي خلينا مرة وحدة ملمومين بلا إزعاج.
- تكلم و الغش مالي عينيه :صار سما أنا وليت إزعاج مليح أشفاي عليها يا هند و ديري في بالك آخرة مرة تخرجي معاهم..أنا نهار كامل و أعصابي محروقة عليها و لالة تقولي إزعاج
-هشام الله يسترك حاسة روحي تعبانة مش وقت عتاب.
-بسيف تتعبي أدعي ربي برك متمرضيش بحالتك هاذي.
-ضحكت في سرها باستهزاء و تكلمت: متخافش مش راح نمرض..راح ندخل نعمل دوش ندفي بيه عظامي.
-حل الفجر و هي مزالت فايقة ليل كامل و هي تتفرج فيه و تبكي تحفظ في تفاصيلو لي مش راح تشوفهم مرة أخرى تشم في ريحتو و تستمع بآخر لحظات قربو بعدت عليه بطلوع الروح قعدت عند الكوافوز جبدت ورقة و ستيلو و بدات تكتب: إلى هشام...نعرف أنو بعدما تقرا هاذ الرسالة راح تكرهني راح تحس روحك تطعنت للمرة الثانية من طرفي لكن هاذا هو مكتوبنا قصتنا وصلت للنهاية أنا خلاص وصلت لحل واحد وهو الفراق منقدرش نعيش في بيئة مليانة مشاكل و صراعات و ماضي حابة نرتاح حابة نرجع هند الطموحة لي ماعندها حتى هموم ولا مشاكل يمكن أنا أنانية لكن صدقني هاذا هو الحل...حبيت قبل ما نروح نخبرك بسر....مريم بريئة مريم طاهرة و متعرفش ذاك الطفل أنا لي خططت لكل شي أنا و ماما نصيرة حقدي و غيرتي نساوني في ربي و خلوني نصير شيطان ...كرهتني متاكدة بلي كرهتني و هاذ الشي لي نستاهلو منك الكره أنت يا هشام راجل و ألف وحدة تتمناك لكن هند مش نتاعك هند ما تستاهلش واحد كيفك.....عندي طلب صغير و لو أنو مش من حقي نطلب لكن إذا جا يوم و تلاقيت بمريم خبرها أنو هند تطلب منها السماح و طمنها أنو حقها مراحش يضيع حاول تعوضها على لي عملتو فيها و اذا مزلتو تحبو بعض اتزوجو و اعملو عيلة مع بعضكم....
-كملت لكتيبة حطت الستيلو جبدت ساكها حطت فيه كل أوراقها و باسبورها دارت ليه بعينين دامعين تكلمت في سرها: سامحني يا روحي لكن أنا مضطرة نروح حابة نموت و أنت كارهني أفضل ما تتعذب و أنت تشوف فيا موتي بهاذ الطريقة راح يكون أهون...قربت لعندو بشوية حنات راسها لعندو و باستو بوسة مرصوصة على راسو بعدت وهي حاسة روحها تتسحب معاها مش قادرة تبعد مش متخيلة أنو هاذي آخر مرة راح تشوفو حطت يدها على فمها تكتم في شهقاتها قامت بسرعة قبل ما تضعف هزت ساكها و فاليزتها و خرجت و خلات قلبها عند حبيبها ليوم راح تودع كلشي يربطها بهاذ البلاد و بعد مدة راح تودع كل شي يربطها بهاذ الدنيا.....هذي هي الحياة إذا عطاتك شي راح تاخذ منك أشياء هند لما عطاتها الدنيا حب هشام رجعت و بسرعة خطفاتو منها و خطفتها هي معاه....
-فاق يحل في عينيه بشوية مرر يدو على مخدة هند لكن ملقهاش وقف مخطوف...بعدها هدى يمكن تكون فالحمام...راح جيهة الباب نتاعو و بدى يدق :هند...هند...راكي لداخل..شافها مردتش فتح لباب لكن هي مكانش ..آه يا ربي وين تكون راحت...لمح على الكوافوز ورقة راح يجري ليها...فتح و ياريتو ما فتحها كل حرف فيها يصدمو أكثر من الحرف الي قبلو..عينيه حمارو دم و دمعة وجيعة و قهر نزلت منهم زير على الورقة بيدو و صرخ بأعلى صوتو:هننننننننننند